سيدة الدراما العربية منى واصف || القصة ومافيها

ETsyrai || تحت فيء شجرة حور مطلع الأربعينات، لن يكتفِ القدر بأمنية واحدة بل سيمنح مصطفى واصف منىً بحالها. لعله لم يدر حينها أن بين يديه طفلة ستكون يوماً ما قطعة في فسيفساء الفن السوري. وستخطو في العشرين من شبابها نحو المسرح فتنثر العطر أخضراً في أولى مشاركاتها. وما تلبث أن تشرق على الشاشة الصغيرة في ميلاد ظل.
في وجهها أخاديد اسمها إبداع، وعلى جنبات خدودها ستلمح امتزاج الضحكات بخطوط الدمعات.
المنى سترسم عتبة النجاح قبل الصعود عليها وتكون هنداً في الرسالة، حينها كان العقاد يخط المجد لصبية سورية ستذكرها السينما العالمية. لكنها لن تكتفي، بل ستعود للتاريخ وتكون دليلة أمام الزيبق وتصرخ في أسعد الوراق فتدخل صرختها اذهان الناس ويتردد صداها جيلاً خلف جيل.
رحلة المشتاق اختارت فجمعت في السينما بقايا صور وعطرت الكوميديا السورية بخفة حضورها في حمام الهنا ووادي المسك. الرحلة استمرت فكانت هجرة القلوب إلى القلوب وأبوكامل والخشخاش وجواهر والعبابيد.
حتى أوراق الزمن المر تساقطت أمامها، فتألقت في نهاية رجال شجاع، وانطلقت لتكون أما لنجوم الدراما في وردة لخريف العمر وزمان الوصل وذي قار وليالي الصالحية وفسحة سماوية وعصي الدمع.
هكذا عادت الشمس لتشرق من جديد بين يديها وترسم بشامتها الشهيرة سقف العالم فبكرا أحلى مهما عبرنا من ممرات ضيقة.
وفي رحاب البيئة الشعبية أعادت ربيعها مجدداً فكانت من أهل الراية والحوت وباب الحارة. حتى زمن العار لم يوقف حلمها فانطلقت إلى وراء الشمس وشهدت الولادة من الخاصرة في خضم وطن تحترق أطرافه.
وبين ياسمين عتيق وقمر شام، تألقت في قلم حمرة والعراب وسمرا.
هي الوجه الآخر للحب، الوجه الحقيقي الكامن في كل تفصيل كصفحات تقرير يلخص أعباء الوطن ولا تقمعه ظلال الصمت. فهي المكرمة في دمشق وبيروت ووهران والاسكندرية وهي سفيرة النوايا الحسنة.. وحين كرمت ذات يوم بجائزة غسان كنفاني كان هناك شيء ما يحترق.. هو شعلة خيط الصدفة لأن في العمق خيط نجومية لن يقطعه عمر ولن توقفه مآساة وطن.. فإذا وصفت يا تعب الواصف في الشرح وإذا تمنيت فالمنى عمراً ماسياً لنجمة كل عام #منى_واصف

 

 
كتابة : Anas faraj
تصميم : Abdulrahman Alia

 
#ETsyria #ET_SYRIA