قبيل الموسم.. ماذا عن الأجزاء الثانية “المُعَلّقة”؟!

 

دمشق- جوان الملا

ناهيكم عن “باب الحارة” الذي لم يجرؤ أحد على إقفاله بلا رجعة بعد أن غدا مهزلةً درامية بكل ما للكلمة من معنى برأي القاصي والداني. لكن مع ذلك يخطو مسلسل “طوق البنات” الذي سيُعرَض جزؤه الرابع في رمضان القادم على خُطا باب الحارة بعد أن صرح الكاتب مسبقاً أن العمل ثلاثي الأجزاء فقط!!!
إلا أننا إذا سلّمنا بأمر هذا العمل و ذاك ومنحنا حق الفرجة لمحبيهم ليلَ نهار وتوجّهنا بأنظارنا لأعمال سورية أخرى بجزأين أو أكثر، ماذا سنرى؟؟
غالباً و في الآونة الأخيرة لم تجد الأجزاء الثانية مكانةً كبيرةً لها مقارنةً بالأعمال التي تنتهي في جزء واحد، فجاءت الأجزاء الثانية مخيبة للآمال خصوصاً بعد تحوّل الكثير من الخطوط الدرامية و انحرافها عن القصة الحقيقية في محاولةٍ من المنتجين لإقحام ما يناسبهم. ما أوصل للشاشة كمية لا بأس بها من الأعمال تحكي عن فشل هذه السياسة خصوصاً في أعمال البيئة الشامية و مع ذلك ما زالت هذه السياسية مُتَّبَعة حتى الآن!!
ولم يكن هذا وليد الحرب في سوريا، بل قبل اندلاع الانهيارات داخل سورية لم تشدّ الأجزاء الثانية الجمهور و صدمته بقصص لم تنتهِ كما يجب أو انتهت بنهايات متوقعة ومبالغ فيها.. و هذه بعض الأمثلة:
مسلسل “أهل الراية” جذب الجمهور في جزئه الأول خصوصاً مع نجوم كبار مثل جمال سليمان وكاريس بشار و قصي خولي و الراحل القدير ناجي جبر، إلا أن هذا النجاح لم يتكرر بتاتاً في الجزء الثاني فبدا خاوياً من التشويق، والأحداث مبالغٌ بها وكأنها “فيلم هندي”. تماماً كما حدث في “زمن البرغوث” الذي شكّل حالة جميلة وفريدة في أعمال البيئة الشامية ليقضي تماماً على هذه الحالة التي كوّنها في الجزء الثاني خصوصاً بعد التغيير الجذري الذي حصل بالممثلين وكأننا نشاهد شخصيات جديدة و قصة أخرى كما حال “الدبور” الذي اختتمه الكاتب بطريقة غير مرضية للمشاهد.
وكان لل”غربال” أن ينتهيَ في جزءٍ واحد خصوصاً أن القصة تدور في إطارٍ محدد وحركة بطيئة فلم يأتِ الجزء الثاني بجديد مفيد سوى النهاية البسيطة المتوقعة، وقِسْ على هذه الأمثلة الكثير ک”طاحون الشر” ، و “بيت جدي” و “أيام الدراسة” و غيرهم..
وحتى المسلسلات التي ارتكزت على نجاحها الباهر قبل سنين طويلة مثل “يوميات مدير عام” و “دنيا” لم تستطع أن تصل لتلك المرتبة العالية من النجاح المنقطع النظير الذي حققته قبل أعوامٍ خَلَت.
فهل هذا بسبب تغير المعطيات بتفكير المشاهد الذي دلل تقنياً حتى نبذ التدفق الموجه من الشاشة له أم ضعف في حرفية صوغ النصوص رغم التطور التكنولوجي في التصوير والإخراج والمونتاج عما قبل؟
وعلى الأقل في الأمثلة السابقة قد عرف الجمهور النهاية التي ربما لم تعجبه كما يكفي، لكن ماذا بالنسبة للأجزاء الثانية المعلقة التي اختفت أخبارها كأنها لم تكن؟؟
منذ عام 2013 والمشاهد السوري ينتظر الجزء الجديد من “ياسمين عتيق” بعد وَعَود أطلقها الكاتب رضوان شبلي دون معرفة متى سيرى هذا الجزء النور. كذلك الأمر في “عناية مشددة” ومن الواضح أن قرار جزئه الثاني نابع من الضجة الذي أحدثها العمل أكثر مما كان متوقع، فكانت النهاية مفتوحة نحو حلقات أخرى مجهولة التصوير.
وحتى الآن لا يعرف مصير “عراب” عاصي الحلاني بعد توقف أعمال تصوير جزئه الثاني حتى إشعار آخر، بينما صرّح القائمون على “العرّاب” الآخر عن أجزائهم الثلاثة فتم إنجاز الأوّلَين “نادي الشرق وتحت الحزام” قبل أن يحدث اتفاق على إيقاف المشروع عند الجزء الثاني. كما لا ندري إن كان سيطول الزمن حتى يتم إنتاج الجزء الثاني من مسلسلَي “مذنبون أبرياء” و “صدر الباز” بعد أن تركا المشاهد معلقاً في رمضان الماضي بنهاية انتظرها ثلاثين يوماً.
هذا كله لا ينفي تتابع نجاح بعض الأعمال في جزأيها ک”ولادة من الخاصرة” و “الفصول الأربعة” و “الحصرم الشامي” إلا أن عددها قليل قياساً بغيرها من الأعمال ذات الأجزاء المتعددة.
في رمضان هذا يطل الجزء الثاني من “خاتون” الذي أنتج منذ عام على أمل أن يبقى بنفس وتيرة التشويق التي راودت الجمهور، دون معرفة إذا كان الختام بنهايات مفتوحة مصير أعمال أخرى بغيةَ تقديم أجزاء جديدة مستقبلها مُغَيَّب!!!
فهل سياسة الأجزاء باتت أكثر ربحاً إنتاجياً خاصةً بعد معرفة الشركة المنتجة بأن “قناة غير محلية” ستعرض كل الأجزاء، فأخذت الشركة تصوّر أعمالاً تهتم بالكَمّ لا بالنوع في سبيل البحث عن مرابح أقوى.. وكيف لا دراما البيئة الشامية بما تحمله من أجزاء ثانية ورابعة وتاسعة وصلت إلى أكثر من 20 فضائية عربية في الموسم القادم حتى الآن.