حفلة تحيي المسرح وتعيد صفاءه

تغطية: جوان ملا- محمود المرعي

في مسرح الحمراء انطلقت مسرحية “حفلة على الخازوق” للمخرج “زيناتي قدسية” وبطولة صفاء رقماني، علي كريّم، جمال العلي، مصطفى المصطفى، قصي قدسية، محمود الخليلي وبمشاركة فرقة يائيل للمسرح الراقص، ووسط حضور لطيف قام أبطال العمل بتقديم عرضهم الّذي لم تكن فكرته جديدة من حيث المبدأ، إنما متجدّدة في طريقة التناول، فتعاطف الجمهور مع الفكرة تارةً، وتارةً أخرى ملأت ضحكاته المكان، ونقل أبطال العرض الصراع بين الخير والشر في زمن غير محدّد إلا أنّه يشبه زماننا الّذي يتحكم فيه الكبار بمصائر الصغار. فريق ETSyria كان من الحضور لينقل إليكم تفاصيل العرض من أبطاله.


صفاء رقماني “المسرح عالم آخر”


هند، الأنثى الوحيدة في العرض والّتي تشكل محوراً هاماً في العمل، قدّمت صورة عن شخصيّة المرأة القويّة، الجميلة والذّكيّة. في سؤالها عن اختيار المسرح للعودة للساحة الفنيّة أجابت: “المسرح أتقل شي” وبأنها قد انتظرت كثيراً لتقديم عرض مسرحي كما تحب وترغب. أما عن ابتعادها عن الساحة الفنية والدراما فأوضحت أنّ العديد من الأعمال الدرامية لم تعد تناسبها إضافة لانشغالها بابنتها حيث أن الأمومة برأيها هي المشروع الأهم والأكبر إلا أنها قررت الانطلاقة من جديد، كما أنها لم تتابع عرض المسرحية القديم كي لا تتأثر بالشخصية وتتقمصها بل أحبت أن تكون لها لمساتها الخاصة فيها، ولا بدّ من الإشارة إلى خفّة حركتها على الخشبة ومهاراتها الاستعراضية الّتي لا تحب توظيفها إلّا في المكان المناسب في حال أتيحت لها الفرصة.


علي كريّم “شخصيّات المسرحية حيّة بيننا”


الشيخ غير الفاضل الّذي يستخدم الدّين كستار له شخصيّة ربّما ليست غريبة على الجميع لكنّ في سؤالنا للفنان علي كريّم عن الجديد فيها وطريقته في الابتعاد عن النمطية تحديداً وأن العرض قُدِّمَت فكرته في إحدى حلقات سلسلة مرايا تحديداً في “مرايا 97” أجاب “هذه الشخصيات ليس لها زمن محدّد، فهي حيّة بيننا، نحن باستمرار نقابل هذه النوعية”، وأشار إلى أن هناك تعاون حقيقي بين أبطال المسرحية وجو من الألفة في البروفات أدّت لتقديم نتيجة جيّدة. أما عن الشخصيّة الشهيرة “أبو النار” وفي استفسارنا عن مشاركته في الجزء الجديد من “باب الحارة” أجاب: أوضحتُ مسبقاً أنه إن لم يعجبني النص لن أشارك رغم أنني أحب أبو النار، إلا أن هناك مشكلة في من يكتب باب الحارة فهناك جهل واضح للبيئة الدمشقية، فأنا ابن حارة شاميّة وأتمنى نقل الصورة الصحيحة عنها.


جمال العلي “قمت بتقديم شخصيّة جديدة”


مدير السّجن الّذي غلب على شخصيّته الطّابع الكوميدي كما اعتدنا في شخصيات جمال العلي ولهذا قمنا بالاستفسار عن حبه للشخصيّات الكوميديّة فأجاب “قمت بتقديم العديد من الشّخصيّات في مسيرتي قد يكون غالبها كوميديّ، لكن الأمر ليس سمة عند المخرجين أو قاعدة في اختياري لهذا النوع من الأدوار”. أما عن فكرة المسرحية أشار أنّه لم يتابع أي عرض مشابه لهذه الفكرة كي لا يتأثر بالإيقاع ويقدّم شيئاً جديداً خاصاً به وهذا ما حدَثَ بالفعل، أما عن بعده عن أداء الشخصيّات البسيطة البعيدة عن الأرستقراطية أوضح بأن هذه الشخصيات حيث من السهل تقديم شخصية ثريّة، أرستقراطية، لكنّه من الصعب الدخول إلى قلوب الجماهير من خلال شخصية بسيطة لها معاناتها وأفكارها الخاصّة.


قصي قدسية “البروفا حياتي”


الزعيم الوصولي، الّذي يستغل منصبه لمآربه الخاصّة، بالإضافة إلى أنّه المعدّ الموسيقي للعمل، مما حمّله مسؤوليّة أكبر كي تتناسق الموسيقى مع أحداث العرض.
في سؤالنا عن المسرحية أشار قصي قدسية إلى أنّ العمل المسرحي يتطلب روح الفريق “الواحد في كل والكل في واحد” ونحن نقتدي بالكتاب المسرحي الشّهير “البروفا حياتي”. أما ابتعاده عن الدراما قال “الدراما حاليّاً تفتقد لشروط العمل الصّحيح والكل أصبح في صورة واقعهاً وقال إن له مساره الخاص في الدوبلاج والمسرح وهو مستمتع به سواء كان هناك أعمالاً دراميّة أم لم يكن، وفي المسرح تكمن متعته الحقيقيّة.


“حفلة على الخازوق” عمل لطيف استطاع أن يصل لقلوب الحضور وأهم ما كان يميزه هو خفة الأداء وعدم الابتذال،بالإضافة لتقنيات الإضاءة الجيدة، وهذا العرض ليس الأول على خشبة الحمراء لعام 2018, فكان على مدار السّنة عروضاً مهمّة مثل “كأنه مسرح” للفنان “غسان مسعود” و”فابريكا” للفنان “أيمن زيدان”, و”صحوة” في يوم المسرح العالمي للفنان “كفاح الخوص”، فهل يمكننا القول إن المسرح في طريقه إلى صحوة حقيقيّة؟، وإن لم يكن كذلك فما الّذي ينقصه كي يستيقظ؟.

 

معرض الصور