ماذا لو كان نجمك المفضل يعيش وسواس قهري؟!

 

تحليل لحالة الفنان العالمي ليوناردو دي كابريو  النفسية “الوسواس القهري”

 

هو من كنت تتطلع لمشاهدة أفلامه بكل ذلك الحماس. من كنت يوماً في مطلع شبابك معجباً بشخصيته أو قمت بتسريح شعرك مثله أو قلدت بعض حركاته حتى تبدو رائعاً مثله. إنه super hero الذي قمت بشراء صوره وألصقتها على جدار غرفتك.

ليوناردو ديكابريو Leonardo DiCaprio النجم الذهبي، الاسم الذي لطالما كان لامعاً في هوليود،والبطاقة الرابحة في الأفلام الأكثر مشاهدة والحاصدة لجوائز الأوسكار. والذي تكللت مسيرته الأسطورية في العام الفائت بأوسكار أفضل ممثل لعام 2016. قد يكون ليوناردو ديكابريو ذلك البطل الخارق، الذي لطالما لفت الأنظار بأفلامه وتابعناها بكل حواسنا وأشجاننا. لكنه في المقابل ذلك الشاب الاربعيني العازب، ومثل أي شخص لديه حياته الخاصة ومشاكله الاجتماعية وحتى النفسية.

حيث كانت لدى ديكابريو الجرأة لأن يصرح أنه مصاب باضطراب الوسواس القهري. بل ذهب أبعد من ذلك وجسد ذلك في فيلمه “الطيار The aviator”. وخلال تصوير الفيلم كان على فنان التجميل ومساعده أن ينتظراه 10 دقائق حتى يمشي ويقف على ذلك الشيء، ويلمس باب الاستوديو، ويدخل ويخرج مرة أخرى!

ونفسياً يمكن أن نعرف الوسواس القهري أنه اضطراب نفسي، يسببه القلق بسبب الافكار الدخيلة التي ينتج عنها سلوكيات متكررة والتي ترادود الأنسان سواء في صحوه أو نومه إلى الحد الذي تجعل من هذه السلوكيات خطراً أو معيقة لحياة الإنسان، كما قد تكون هذه السلوكيات عبارة عن مزيج من هذه الوساوس والأفعال القهرية. ومن أمثلة الوساوس القهرية: القلق من المصافحة أو لمس الأشياء أو قلق الإصابة بالأمراض. كذلك قد تكون وساوس تكرارية: مثل غسل اليدين أو التأكد من قفل الباب أو مقبس الكهرباء لعدد كبير من المرات، أو وساوس العد وتكرار الحركات أو الكلمات.

وحيث لا يوجد سبب محدد أو رئيسي لمرض الوسواس القهري حتى الآن. لكن أشارت كثير من الأبحاث التي تكلمت عن هذا المرض إلى أن مرض الوسواس القهري تكمن معظم مشكلاته في عملية الاتصال التي تتم بين الجزء الأمامي من المخ والدماغ الذي هو مسؤول عن الشعور بالاحساس بالخوف والرعب الشديد والخطر وبين معظم التركيبات في الدماغ التي تكون أكثر عمقاً وتفصيلاً. وتقوم هذه التركيبات بأستخدام الوصلات الموجودة في الدماغ بعمل هذه النواقل العصبية الكيميائية( مادة سيروتونين). حيث يعتقد معظم العلماء والأطباء هنا أن مرض الوسواس القهري مرتبط أصلاً بنقص في عنصر و مستوي وكمية السيروتونين بشكل رئيسي و أساسي. فالوسواس القهري إذا ليس مشكلة في إرادة الشخص أو ضعفاً في شخصيته.

وليس مزحاً أو دلعاً، إنه مشكلة حقيقية. أي اضطراب ومرض نفسي. لكنه ليس اكثر من ذلك. إنه ليس شعوذة أو سحراً. ليس شيطاناً أو جنياً يتلبس صاحبه. ليس عيباً وليس جنوناً!! إنه فقط مرض! وهو بحاجة للعلاج بالدواء الذي يقوم بتعديل وضع السيروتونين في الدماغ مع بعض الجلسات العلاجية التي تعطي المريض بعض الخطوات الفعالة في التعامل مع المشكلة، وبذلك يحمل قابلية للشفاء التام.

لكن ما هي الخطوة الاولى والأهم في علاجه؟! إنها الاعتراف بالمرض والمشكلة والتصريح بها كما فعل ليوناردو ديكابريو!

 

 

إعداد : أنس الحلبي