برومو شبابيك يطل على النجوم فقط؟!

 

دمشق- جوان الملا

انتشر قبل أسابيع برومو مسلسل شبابيك الذي تنتجه شركة سما الفن ضمن باكورة أعمالها هذا العام ونشرت صفحة ETSYRIA على الفايسبوك البرومو أولاً. وهو المسلسل الاجتماعي الوحيد لشركة سما الفن في موسم رمضان بعد تعثر لحاق إنتاج مسلسل فوضى قبيل الشهر الكريم. شبابيك يدخل في نطاق الأعمال المنفصلة، تقدم كل حلقة قصة زوجية تختبي شخوصها وحكاياتها المختلفة وراء الشبابيك، حيث يبدأ البرومو اللقطة الأولى من شباك وينتقل لشباك آخر في اللقطة التالية.

البرومو المفترض أن يعبر عن ثلاثين حلقة بعدة دقائق، سعى لمحاولة إثبات وجود نجوم سوريين ولبنانيين ضمن سياق العمل وشملهم بإطار عام عُبّر عنه بالجمل “الكابشتنز” التي ربطت أجزاء البرومو. فضلاً عن الاعتماد على تقنيات المونتاج المتقطع للقطات، فجاءت جُمَلُ المشاهد المتسارعة مقتضَبة ومدموجة بشكل يخاطب فنان في حلقة فنانة في حلقة أخرى. وبذلك ظهر من كل حلقة مقطع صغير دون إيضاح ترتيب الحلقات أو النجوم المتقابلين في كل حلقة. وربما كان ذلك لأن قصص العمل الثلاثين تحمل قاسم مشترك يتمثل في أسماء الزوجين المعتمدة لكل الحلقات “عماد – رهف” وتعميم هذا النموذج الإنساني لزوجين على قصص مختلفة زمانياً ومكانياً أو أن الشركة تعمّدت ذلك لتفاجئ المشاهدين بالقصص دون التطرق لأحداثها بشكل مباشر وبالتالي يبتعد البرومو عن أسلوب فضح الأحداث وحرق التشويق الذي يكمن في التفاصيل.

فهل كان البرومو كافٍ للترويج للعمل؟ سؤال يحدد إجابته حجم الإقبال على متابعة المسلسل في رمضان. وهو الذي يشكل تجربة المخرج سامر البرقاوي الثانية في هذا النوع من الأعمال المنفصلة بعد مرايا 2011. توقفت مرايا بعدها، قدم سامر عملاً غريباً في الدراما السورية وكأنه تنبأ بالقادم والحديث عن “بعد السقوط” وسافر ليقدم للدراما العربية مسلسلات رسخت نجومية الفنان تيم حسن عربياً ودعمّت حضور الإخراج السوري والفريق الفني المعاون في أعمال لعبة الموت وتشيللو ونص يوم وهذا الموسم في الهيبة. فهل سيستطيع البرقاوي إكساب شبابيك ملمحاً درامياً مختلفاً قوامه النمط الإخراجي المتبع في دراما البان- آراب بنصوص سورية تستهدف المجتمع المحلي في الدرجة الأولى؟ وهل يخرج شبابيك نحو إطار عمل سوري قابل للتسويق عربياً أم يظل بحكم صعوبات شركة إنتاجه في تسويق أعمالها خارج سورية حبيس القنوات المحلية؟! وذلك بالاتكاء على الوجوه اللبنانية المطلة في شبابيك.

رسم سامر خطاً درامياً بدأه بخلف القضبان ويصل اليوم تحرراً كافياً عن بيئة العمل الدرامي داخل سورية بعد تجربته الإخراجية في لبنان عبر نصوص متنوعةً بأنفاسِ عدة كُتّاب أعدها للتلفزيون السيناريست بشار عباس، أي أن روح النص لا بدّ أن تختلف من حلقة لأخرى. وربما نلتمسُ ذكاء التنوع مع سامر بالعودة عبر عمل يجمع نجوم الصف الأول أو نجدُ الإيقاع المطول للحدث -التي عوّدنا المخرج عليه في أعماله الأخيرة- يطغى على العمل، فيُضحي روحاً واحدة بطيئة الرتم رغم أن فكرة الحلقات المنفصلة لا تسمح نظرياً بالإطالة في إطار 40 دقيقة درامية للقصة الواحدة.

ستفتح الشبابيك في رمضان القادم ونتمنى ألا نُغلِقَها خوفاً من ريحٍ باردة باتت تهب على النصوص وتفقد الصورة الدرامية السورية حميمتها، بل الأمل في قدرة شبابيك ملامسة المشاعر بذكاء افتقدته الدراما العاطفية واندفاع المشاهد لغناء كلمات الشارة التي أدتها فايا يونان ولحنها إياد الريماوي ” أكتر شي بحبو بهالبيت هوي الشبابيك”