ردينة تابت لـ «الحب أولاً»: «فوزان» شخصية تعيش بيننا وأحب العمل مع من يعتبرني شريكة حقيقية

حوار: شذى الموعي

* “مع وقف التنفيذ” تجربتك الثانية مع طاقم العمل نفسه الذي حققتِ معه نجاحاً كبيراً في “على صفيح ساخن” العام الماضي، ما سر النجاح الذي يتبعه صناع العمل برأيك، وأنت منهم؟

النجاح نابع من إيمان كل واحد فينا بالمشروع ككلّ، ويبدأ الأمر بالنص، النص الجيد يجعلني شخصياً أذهب إلى عالم آخر بعيد عن التجميل والألوان. عندما أستمتع بالنص وتستفزني شخصياته يصبح كل همي أن تخرج الشخصيات بشكل مقنع يحترم عقل المشاهد، وأبدأ العمل على هذا الأساس.

* يُعتمَد عليك في الظهور النهائي للشخصيات التي سيراها الجمهور على الشاشة، ما التكنيك الأساسي الذي اتبعته في “مع وقف التنفيذ”؟

بالنسبة للشخصيات في هذا العمل فهي واقعية ونصادفها في البيت والشارع وكل مكان، الأمر الذي جعل المهمة صعبة بالنسبة لي. وأصبحت أمام تحدّ حرصت فيه على الموازنة بين إظهار شخصيات حقيقية ومقنعة يصدق المشاهد أنها موجودة فعلاً بالحياة، وبنفس الوقت أن أقدم للممثل أدوات تساعده في أدائه للدور.

في “مع وقف التنفيذ” وغيره، شخصياتي دائماً مأخوذة من مجتمعنا، وليست من النوع الذي أستطيع المبالغة فيه. مثلاً فرقة العراضة في بيت هاشم (فادي صبيح)، كلنا نعرف كيف تكون أشكالهم حسب تصورنا المتراكم حول شكل ولباس أعضاء الفرقة، وغيرها الكثير من شخصيات العمل المأخوذة من الواقع المعاش.

* أخذ الشكل الذي ظهر به عباس النوري ضجة كبيرة بين الناس، حيث اعتقدوا أنه تقدم بالعمر كثيراً في الواقع، ما رأيك بردة الفعل تجاه شخصيته بالذات؟

عملتُ على شخصية الأستاذ عباس بطريقة جعلت الناس تسأل هل فعلاً كبر إلى هذه الدرجة، فالتجاعيد في وجهه غيّرته كثيراً وجعلته يبدو أكبر من عمره. حقيقةً كان لدي وجه جاهز لأعمل به شخصية تشبه “فوزان”. صدقتها الناس ورأت فيها الشر والكذب والخداع. فكانت الشخصية واضحة جداً.

وبالمناسبة، هي شخصية حقيقية رأيتها مرة في بيتٍ ضمن أحد مواقع التصوير، حيث كان أحد المتواجدين في المكان يشبه فوزان إلى حدّ كبير. لقد كان فوزان في تصرفاته، إنما بشكلٍ آخر.

حقيقةً فوزان موجود في عدة أماكن، في أكثر من بيت وحارة، وعليه أخذت شكل الشخصية، لم أحاول أن أبالغ في صناعة هذا الكاركتر. وطبعاً الأستاذ عباس خدم العمل بأدائه وتمثيله، وكذلك النص القوي من علي ويامن. وانطلاقاً من ذلك ازددت حماساً لصناعة شخصية يتكلم عنها الناس.

وأعتقد أنه عندما فكرت أيضاً بوضع عدسات للأستاذ عباس المعروف دائماً بشكله الخاص جداً، ساعدتُ بترسيخ نظرة الخبث والشر والقوة، وبالدمعة التي ربما صدقها المشاهد بمكان ما أيضاً.

أكون سعيدة جداً ومرتاحة عندما أشعر أني أعطيت أداةً للممثل تزيد من قوة أدائه للدور وأشعر برضاه عنها وسعادته بها، الأمر الذي حصل مع الأستاذ عباس في شخصية “فوزان”.

ولكل الذين اعتقدوا أنه تقدم في السن بشكل كبير أقول هذا ماكياج الانتقال في العمر بين مرحلتين، وهو يعتمد بشكل أساسي على تغيير ملامح الوجه.

* وجد الجمهور في شخصية حلا رجب ضمن العمل خروجاً لها عن أنماط اعتاد أن يراها فيها، وكان لشكلها الخارجي دور كبير بذلك، ما الاقتراحات التي قدمتها لشخصية “أوصاف”؟

استطعت أن أجعل لحلا رجب كاراكتر خاص بدءاً من شعرها، فلم يعرفها كثير من الناس بالبداية. كذلك شكل الأظافر الذي اقترحته كان في محلّه، وأغنته حلا بحركات يدها وطريقة حديثها وبعض اللوازم الكلامية التي جعلت الشخصية تبدو بالشكل اللافت الذي ظهرت فيه، وتركت من خلاله أثراً لدى الجمهور طوال فترة العرض.

أعتقد أن النجاح الذي حققته “أوصاف” معتمد على أداء حلا مطعماً بأدوات قدمناها للشخصية بشكل بسيط إنما مقنع. وبالطبع شخصية أوصاف موجودة بكثرة بين بنات مجتمعنا. ورغم نجاحها لكن كنت أتمنى أن أعطي لشخصية أوصاف أكثر وأكثر أيضاً، لكن الوقت لم يساعدنا.

* هل للإنتاج وسخائه في التعامل مع مفصليات العمل ومنحه كل ما يحتاج من ميزانية، دور إيجابي في أدائك لعملك بشكل أفضل؟ أم أنك تتكيفين مع الواقع مهما كانت الميزانية الموضوعة؟

في السابق كان الإنتاج مجرد رأس مال يملكه المنتج. أما الآن، فنحن نتعامل مع منتجين يمتلكون المعرفة، قارئين متطلعين على أساسيات المهنة. وهذا الأمر لمسته ضمن الموسم الماضي في مسلسل “مع وقف التنفيذ”. كان الخطأ والتساهل في العمل من قبل أي طرف أمر غير مسموح بالنسبة إلى المنتجين أحمد الشيخ وهلال أرناؤوط. كان من الصعب إقناعهما بما لا يقتنعان به فقط لتمرير عمليات التصوير وإنهائها. فهما من الشخصيات المثقفة المقتنعة بالممثلين والملمّة بالشخصيات التي يؤدونها، الأمر الذي وضعنا أمام مسؤولية أكبر لم نعتد عليها صراحةً، فقد كان الحديث مع أي منتج يقتصر غالباً على الحديث في الأجر للأسف، أما في هذا المسلسل فكان المنتج صديقاً مهتماً بالفن، ويتواجد كل يوم تقريباً في كل مراحل العمل، من التصوير إلى المونتاج وغيرها من العمليات الفني.

وأود أن أشير إلى أنه ليس سخاء الإنتاج ما جعلني أقدم أكثر في العمل، إنما الراحة النفسية في التعامل الذي حرص فيه المنتج على تقدير مهنة الماكيير، وعلى تقديم الاحترام لي والثقة بأني سأقدم شيئاً مهماً يضيف للمسلسل.

وعندما يوجه أي ملاحظة تكون مهمة ومن عين صحية لمصلحة العمل. ما حصل في “مع وقف التنفيذ” جعلنا نرى الإنتاج بعين أخرى، عين مثقفة وواعية.

* هل ترفضين المشاركة في عمل لا يقدم لردينا ثابت ما تستحقه مادياً بعد هذه الخبرة الطويلة؟

عندما أحب النص الذي بين يدي، أقدم كثيراً من التنازلات في الأجر. طبعاً يهمني ألا أتنازل عن أهم المواد التي أعمل من خلالها وبالطرق التي أراها ضرورية في مهنتي، لكن عموماً الموضوع بالنسبة لي ليس مادياً إنما فني بحت. في أحيان كثيرة يدفعك المنتج للموافقة على العمل لأنه شخص محترم.

* بعد عرض العمل، هل هنالك شيئاً تمنيت لو تم تقديمه بشكل مغاير؟

صراحة هناك عدة أشياء كنت أودّ أن أقوم بها في شخصيات “مع وقف التنفيذ”، ولكني لست بساحرة في نهاية الأمر. صحيح لدي أدواتي الخاصة التي تجعلني أشتغل بدقة على عمل كهذا، اجتماعي وشخصياته حقيقية، لكن تمنّيت لو كانت لدي حرية التصرف بأشكال الممثلين الموجودين في العمل بحيث يظهرون فيه بشكل مختلف عن الأعمال الأخرى التي شاركوا بها ضمن الموسم الرمضاني، فبعض الممثلين تواجدوا في أكثر من عمل وهذا يحد الماكيير، خاصة وأن العمل اجتماعي وليس تاريخياً يسمح لنا بالعودة إلى حقبة زمنية نتشبه بها بشخصيات فترة معينة في الماضي. ضمن العمل الاجتماعي لا نستطيع المبالغة ولا خيارات كثيرة أمامنا.

* هل يتم أخذ رأي الممثل في الماكياج الذي يوضَع له؟ وفي الشكل الذي ستظهر به الشخصية؟ أم أن مهمته تقتضي إتقانه للدور فقط بوجود خبير ماكياج مهمته التأسيس لظهور الشخصيات في العمل؟

أجلب إلى موقع التصوير في كثير من الأحيان صوراً لأناس حقيقيين، أريها للممثلين ونتبادل وجهات النظر حولها، تكون الصور لشخصيات واقعية من الأقارب أو الجيران أو المحيط العام. شخصياتي مستنبطة دوماً من الواقع وموجودة فيه.

* بالطبع يتم التشاور بينك وبين المخرج على الشكل الأخير الذي سيظهر به الممثل على الشاشة قبل تدوير الكاميرا. في حال بإحدى المرات لم يتم التوصل إلى اتفاق كامل بينكما، لمن تكون الكلمة النهائية في اللوكيشن؟

الرأي الأخير للمخرج بالطبع. لكن للأمانة، حين يكون المخرج مثل سيف سبيعي، يصفني بشريكة النجاح، فهو يمنحني بذلك ثقة كبيرة تجعلني أخاف على نجاحه بالمقابل، وأسعى بكل طاقتي إلى المساعدة في تحقيقه، لأن النجاح متبادل، وعندما ينجح العمل وتنجح الشراكة نشعر بالوفاء تجاه الشخص الذي اعتبرنا شركاء وآمن بنجاحنا منذ البداية.

طبعاً المشاركة بالرأي ضرورية. أنا أقرأ النص في البداية وأحضر اقتراحات وتصورات مبنية على تفاصيله، ثم نجري جلسات عديدة قبل التصوير. فالتشاور موجود بيني وبين المخرج.

وهنا أريد أن أشكر المخرج سيف سبيعي مجدداً على الثقة التي منحني إياها. كان هنالك جو محبة وثقة جميل جداً بين طاقم العمل، من الإنتاج إلى الإخراج والممثلين، الأمر الذي ساهم في تحقيق هذا النجاح للعمل.

* هنالك ما يُسمّى “بروفا الطاولة”، بحيث يتم الاجتماع في لوكيشن العمل بين صناعه الأساسيين، والتشاور بشأن الشخصيات والشكل الذي ستأخذه على مراحل الحلقات. هل تفضلين هذه الطريقة؟

طبعاً. النقاشات التي تدور حول ظهور الشخصيات قبل بدء التصوير تجعلنا نختبر إمكانية تحقيق الشروط الموجودة في النص، وهذا الأمر ضروري جداً للوصول إلى الصيغة الأفضل لظهور الممثل بالشكل النهائي.

* أكثر مخرج- ممثل- ممثلة، ترتاحين في العمل معهم؟

أستمتع بالعمل مع من يعتبرني شريكة حقيقية وممكن أن أضيف له بوجودي.

 * ممثل وممثلة تشعرين أنهم يعطونك ثقة مطلقة أكثر من غيرهم حين يسلّمونك وجههم لتبدعي فيه؟

أحب أن أكون مع الممثل الذي يعطيني مساحتي ويرى أن وجودي في العمل ليس لإضافة خط كحلة أو استخدام قلم حمرة. أحب من يحترم مهنة الماكياج ويؤمن بأنها لم تعد مهنة تلوين وجه فقط، بل مهنة تأخذ من وقتي مثل وقته، فالماكيير يتعب على شخصياته ويعطيها من طاقته الكثير.

أحب العمل مع الممثل الذي يثق بأني أقدم له إضافة مهمة وأحميه بطريقة عملي، وأنه لي مكانة مهمة في العمل كباقي عناصره.

أحب الممثلين الذين يقدرون عملي وإضافتي لهم ومساعدتهم في تطوير أدواتهم ودخولهم أكثر في الشخصية. ولا أحب العمل صراحة مع من يبقي في كلامه على مفردات من قبيل؛ أشعر أني لست أنا في هذا الشكل. من الطبيعي أن يشعر الممثل بعد الماكياج أن شكله الجديد بعيد عما اعتاد على رؤيته في المرآة. وإن لم يحصل ذلك إذاً ما أهمية عملي هنا؟ إن أظهر الماكيير الممثل بشكله في الحياة الواقعية فهو عملياً لم يقدم شيئاً لا للممثل نفسه ولا للعمل. وهنا أود أن أنوه أنه حين الدخول في تصوير عمل درامي جديد، ليس من الضروري أن أحب الممثل أو أن يحبني هو، يكفي أن نحترم بعضنا ونترك لبعضنا مساحة جيدة للعمل ضمنها.

* ممثل وممثلة يهتمون ببشرتهم كثيراً ويتعبونك قليلاً كخبيرة ماكياج محترفة في وضع الماكياج لهم بالطريقة التي ترينها مناسبة؟

لا أريد أن أسمي أحداً، ولكن مثلاً يزعجني أن يكون مطلوب مني العمل على شكل شخصية فقيرة أو من بيئة محافظة لممثلة يظهر عليها بوضوح قيامها بالكثير من عمليات التجميل. أنا هنا في العمل لست طبيبة تجميل كي أعدل ما قاموا به. وعموماً أنا مع التعديل بالتجميل ولكن لست مع التغيير الجذري في شكل الممثل، فهو مطالب بأدوار كثيرة وشخصيات مختلفة الأعمار. والتغيير الذي تحدثه المبالغة في التجميل تؤثر سلباً على إظهار الشخصيات في مهنته بشكل حقيقي يتقبله المشاهد ويصدقه.

* صرّحتِ عدة مرات أنّك تقرئين النصوص بتمعّن شديد حتى تتوصّلين إلى فهمٍ دقيق للشخصية بكلّ جوانبها العاطفية وصراعاتها النفسية. من الكاتب الذي حين تقرئين نصّه تشعرين بسلاسة في الوصول إلى التصور المبدئي ومن ثم النهائي لشكل الشخصية التي كتبها؟

من كثرة ما أستمتع بقراءة النصوص الجميلة، أصل لمرحلة تصبح صورة الممثل بشخصيته في مخيلتي، وأفكر ما الذي ممكن أن تفعله. أستمتع بقراءة نصوص الأساتذة حسن سامي يوسف ونجيب نصير، فهي حياتية وواقعية وحقيقية، وأيضاً نصوص الشابين المجتهدين علي وجيه ويامن الحجلي، فنصوصهما من الصعب ألا نتوقف عندها. وطبعاً نصوص الدكتور ممدوح حمادة. تقريباً أكثر أعمالي كانت للكتاب الذين ذكرتهم. وقد يظنني البعض أبالغ حين أقول إنه بالإمكان أن أعتذر عن أعمال لا أحب النص فيها، ولكن هذا ما يحصل حقيقة الأمر.

* أكثر عمل شاركتِ به مؤخراً وأخذ وقتاً أكثر من غيره في التحضير؟

مسلسل “الوسم” أخد وقتاً لتحضير الشخصيات ما يقارب 15 يوماً، وتحسب هذه النقطة الجيدة للشركة المنتجة والمخرج الذين أخذوا الوقت الكافي لإظهار الشخصيات بهذا الشكل.

* تعرض قصي خولي لكثيرٍ من الانتقادات في إطلالاته ضمن أعماله الأخيرة التي تشابهت بها شخصياته وتمحورت بشكلٍ أو آخر حول “رجل عصابة”.

هل شكل الأمر تحدٍّ لك لإظهاره في مسلسل “الوسم” بشكل مختلف لنفس المجال الذي تدور حوله مشاهد شخصية رجل العصابة؟

 الماكيير يجب أن يكون متطلعاً على آخر أعمال الممثل الذي يشتغل معه على شخصية جديدة. كنت أتابع أعمال قصي والكاركترات التي قام بها مؤخراً. وعندما قرأت النص أجرينا كثيراً من التجارب للشخصية بحضور المخرج سيف سبيعي، وتكرر الأمر حتى وصلنا إلى الشكل الذي ظهرت فيه الشخصية والتي كتب عنها الكثير، من مثل أن شكل قصي تغير بالكامل. كان تحدٍ بالنسبة لي أن أظهر قصي بشكل مختلف عما قدمه سابقاً، وأعتقد أن ما قمنا به كان مناسباً للشخصية.

* ما الجديد الذي حاولتِ تقديمه من ناحية الماكياج في شخصية “نورس” التي أداها خولي؟ مع حرصك على تغيير شكل “رجل العصابة” الذي ظهر به في الأعمال الثلاثة التي سبقت “الوسم” (بارانويا، 2020، لا حكم عليه)؟

ما قدمته لشخصية “نورس” حصل بجهدٍ كبير وأعتقد أنه كان حقيقياً بحيث لم يكن الماكياج واضحاً إنما التغيير الأساسي كان في شكل الشخصية نفسها لدرجة اتهم معها قصي بإجراء عمليات تجميل. حتى أننا طلبنا من الناس التي تكلمت بهذا الأمر على مواقع التواصل أن يزورونا في موقع التصوير ويروا بأنفسهم الجهد الذي يبذل في الماكياج كي تظهر الشخصية بالشكل الذي يرونه على الشاشة. وفي الجزء الثاني نلاحظ أن ماكياج الشخصية بدا أوضح خارج السجن.

* وأنت ترسمين ملامح الشخصية في لوكيشن العمل، من الذي تفكرين بردة فعله عندما يراها؟

أفكر دوماً بردة فعل الجمهور كيف ستكون، فأنا وفي كل عمل أشارك به أعد المشاهد بأن أحترمه وأكون عينه التي يرى بها. مهمتي تقتضي أن أجعله يحب الممثل ويقتنع بدوره، فالجمهور يحب الممثل أو يكرهه أو يتعاطف معه بدايةً من شكله، وأحياناً يقلدوا مكياجه حتى.

دائماً أقرأ تعليقات الناس، خاصة الذين لا أعرفهم، كي أحصل من خلال آرائهم على ما بإمكانه أن يساعدني في قادم الأعمال. ومن خلال علاقتي بالجهور اليوم، كثيراً ما أقرأ أنهم أصبحوا يعرفون طريقة اشتغالي على الشخصيات قبل حتى أن يقرؤوا اسمي على الشارة. الأمر الذي يسعدني جداً بالطبع.

* لو تسمّين لنا عاملاً مهماً إن طُبِّقَ في مهنة الماكياج سيزيد برأيك من قدرة الماكيير على العمل والإبداع؟

أتمنى أن تصل مهنة الماكياج لوقت يدخل فيه الممثل إلى التصوير بشكل يملك جاهزية التصرف به، حسب دوره بالعمل وبما يوافق تصوري للشخصية. أتمنى أن أمتلك حرية التصرف بشكل الممثل، دون أن أكون مجبرة على الالتزام بالشكل المحدد الموجود بين يدي.

فأحياناً يشعر الماكيير أنه محدود أثناء العمل ويتمنى لو يقدم الشخصيات بشكل آخر، أو يجعل المشاهد يرى ممثلاً لا يشبه نفسه في عمل آخر يشارك به ضمن الموسم الدرامي نفسه. لكن نحن لا نملك عصا سحرية في النهاية.

 * في الختام، ما الذي يزعجك في المهنة اليوم وتتمنين لو يتغير ليزيد من قدرتك على الإبداع في المهنة؟

مهنة الماكيير لم تعد مهنة سهلة، فقد أصبحت مهنة عائدة لملايين الناس التي تنتظر النتيجة كي تنقد أو تقول شكراً. المهنة صعبة حقيقةً فنحن نقدم الصورة النهائية التي سيراها الجمهور. بالنسبة لي، لم أرها يوماً علبة ألوان بل هي أداة الممثل الحقيقية.

أصبحت المهمة في مهنة الماكياج تقتصر في أحيان كثيرة على مجرد استخدام أدوات بسيطة، وهو أمر غير جيد. لذلك أتمنى حين أبدأ بالاشتغال على الشخصيات، أن تكون جاهزة لأي تصور أريده. وهذا الشيء حين يطبّق بشكله الصحيح، يساعد الممثل أن ينتقل من شخصية إلى أخرى وهو مرتاح، وتنتقل هذه الراحة بالمقابل إلى الماكيير حين يرى نتيجة جهده كما يريد ويتمنى.