مسلسل «بوشنكي» محاربة للاقتصاد المحلي

كتابة: محمود المرعي

تراجع ملحوظ في الدراما السورية لموسم 2020 الّذي كان شحيحاً من حيث عدد الأعمال وجودتها. عودة إلى الخلف في النصوص والأداء والإنتاج بعد أن استبشرنا خيراً بالموسم الماضي.

لدينا مصيبتان، إحداهما عامة والأخرى خاصة، العامة تراجع في الدراما والمسلسلات الاجتماعية وهو الأمر الذي لا تحمد عقباه لحد معيّن، المصيبة الخاصة هي التراجع في الكوميديا وهنا تكمن الكارثة بأن لا تستقرأعين المشاهدين وآذانهم على ما يمكن اضحكاهم في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، غلاء الأسعار، حجر منزلي وكوارث أخرى لم تبخل بها السنة الجديدة التي مضى ما يقارب نصفها، وهنا يحضرنا عمل غير مفهوم هدفه البتّة يسمّى «بوشنكي” من تأليف يسر دولي وإخراج نضال عبيد.

تهريج مستمر، أجواء استعراضية لا تتوقف، عروض أزياء مستمرّة وغير مبرّرة بين لقطة وأخرى، مساحيق تجميليّة تكفي لثلاث مسلسلات اجتماعية لا تعتمد على مكان واحد، تماس جسدي بطريقة فوضويّة غير مفهومة، باختصار شديد يمكننا القول أن هذا العمل وكل ما يتخلّله غير منطقي بكافة المقاييس.

انقسم نجوم العمل بين ممثلين كانوا قد تخرجوا من المعهد العالي للفنون المسرحية بسنوات مختلفة وممثلين نادتهم مهنة التمثيل وقد تكون لم تناديهم إنما ركضوا وراءها لتحقيق أثر ما قد نفهمه وقد لا نفهمه، لكن الّذي لا يمكن استيعابه هو كيف أودى القدر بالنجم أندريه سكاف للمشاركة في هكذا نوع من الاعمال؟ كيف لنجم «أهلا حماتي» و«عيلة سبع نجوم » و«الفصول الأربعة» الوقوع في هفوة جديدة بعد «فتت لعبت» و«سليمو وحريمو» ومشتقّاته من الأعمال؟

كذلك الحال بالنسبة للقديرة أمانة والي مديرة المسرح القومي حاليّاً، نجمة «عصيّ الدمع” و«مخالب الياسمين” و«ليس سراباً» و«عناية مشدّدة »والتي شاركت يوم المسرح العالمي لعام 2018 بعرض مسرحي تحت عنوان “صحوة” فلخّص تردّي وضع المسرح الّذي بحاجة إلى صحوة حقيقيّة!! أليست الصحوة الدراميّة مهمّة أيضاً؟

هل يوجد بدائل أخرى لكل صنّاع العمل؟

البدائل كثيرة لكل فرد قام بالمشاركة بهذا العمل، بدائل يمكن من خلالها إحداث أثر حقيقي في حياة المشاهدين.

يمكنهم مثلا توفير المبالغ المالية المدفوعة لدعم مشروع شبابي فنّي وتمويله وبالتالي التحضير لعمل يليق بالمستوى الّذي اعتدنا عليه من أعمال «السيت كوم» فمن منّا ينسى «عائلتي وأنا» و«هومي هون» و ب«نات إيكريكوز» و«عائلة النجوم» بمختلف أجزائه ؟

يمكنهم أيضا التبّرع بالمبالغ المالية للعائلات المتضرّرة من الحجر المنزلي، إدخال فرحة حقيقيّة إلى منزل اقتصرت وجباته على «الزيت والزعتر».

يمكنهم إنشاء مشروع خدمي لتعزيز وتقوية الاقتصاد المحلّي وبالتالي توفير فرص عمل لثلاث عائلات في أسوأ الأحوال، أو الاحتفاظ بالأموال في خزنة صغيرة أفضل من الجحود في النعمة بهذه الطريقة وبالتالي محاربة الاقتصاد من جهة،  والسخرية من عقل المشاهد من جهة أُخرى.