راب النار.. أطفال نازحون في صورة فارهة

 

قبل عام نشرت شبكة بلدي نيوز على قناتها في موقع اليوتيوب فيديو عن فرقة راب سوري اسمها “راب النار”. في ذلك الوقت لم تكن الفرقة معروفة كما لم يكن أطفالها الثلاث قد صعدوا على مسرح قناة كبيرة كقناة MBC وشاركوا في برنامج آراب غوت تالنت بموسمه الخامس.

قرابة 37 ألف مشاهدة حصدها الفيلم التسجيلي عن تجربة فريق راب النار في الغناء ضمن مخيمات النزوح السوري في لبنان، رغبة الأطفال في الغناء وأحلامهم. شهادات من ذويهم والمدرسين ولقطات لغنائهم وسط أطفال المخيم وفي مناطق النزوح المنهكة الفقيرة.

وقبل أسابيع ظهر راب النار على الشاشة في المرحلة الأولى من برنامج المواهب الشهير. للجمهور العادي قد تبدو القصة بسيطة في أن الأطفال قدموا استمارة مشاركة عبر “إنترنت” المخيم السريع مثلاً ووافقت اللجنة على طلبهم ووصلوا إلى مرحلة تجارب الأداء. ولكن من يتابع شاشة “كل العرب” في سنوات الصراع السوري يجد بسهولة تركيز الشبكة الإعلامية على قضايا النزوح من تقرير الطفل أمير عموري في أولى حلقات the voice kids إلى حلقة المعاطف الشتوية في برنامج project runway. وطبعاً الحادثة الأخيرة في تصوير رحلة اللاجئين عبر برنامج stars on board. ذلك كله قد يدخل في سياق اللعب على القضايا الحساسة وتصوير جانب مشرق من قصص النزوح السوري إذا ما نظرنا بعين الإيجاب. أما بعين السلب فالصحافة وعبر تصريحات متسابقين شاركوا في برامج هواة سابقة في الشبكة أكدوا سعي الشبكة لظهورهم عليها وليس العكس.

ومع تأهيل فريق راب النار إلى مرحلة النصف نهائيات، كان التقرير المصور الذي أعدته الشبكة من المخيم أكثر أهمية ربما من أدائهم المسرحي. لباس فاخر للأطفال، يسيرون في منطقة الداون تاون الارستقراطية وسط بيروت ومعهم الحراسة الشخصية يحملون لهم أكياس الثياب الفارهة. يتجول الأطفال بعدها في سيارة غالية الثمن وينطلقون للمسرح حيثوا قدموا سكتش غنائي عن التعليم. السكتش بدا بدوره يحمل لمسات الأطفال في الكلام، فهم من يكتبون مواضيع أغنياتهم بأنفسهم. لكنه ما إن انتهى حتى ودع الفريق المسرح بكلمات مقتضبة من لجنة التحكيم وإشارة من عميد اللجنة د. علي جابر لدور جمعية سنبلة في إيواء ودعم أطفال المخيم.

فما الرسالة التي يعاد تكرارها مراراً عبر الفن باختلاف أساليبه؟!، وهل احتاج أطفال راب النار لهذه الشهرة الساعية قبل أن يعودوا في ذات الليلة إلى المخيم وينامون تحت سقف من قماش؟!. لعل الجواب يكمن في كلام أحد أصغر أعضاء الفرقة في الفيلم التسجيلي حين قال: نحن هون مبسوطين بس قلبنا على الأولاد الي جوا سورية كيف عايشين!!