سوريون في جائزة الموسيقى العربية

منذ الإعلان عن إطلاقها مطلع العام، كانت التفاصيل المحيطة بجائزة الموسيقى العربية غامضة. الإعلان تحدث عن معايير عالمية في الاختيار والشراكة تمثلت بأربع فئات لجمع الأصوات هي: عشر إذاعات عربية رائدة في الاستماع، تطبيق أنغامي، معدلات مشاهدات اليوتيوب، والتصويت عبر موقع الجائزة الإلكتروني بحثاً عن الفائزين ل25 فئة غنائية وموسيقية.

ومساء أمس الأحد 23 نيسان، شهدت بيروت حضوراً إعلامياً لبنانياً وعربياً كثيفاً في النسخة الأولى من جائزة الموسيقى العربية. وميز الحفل المباشر الذي نقلته قنوات MTV اللبنانية الراعية للحفل وcbc المصرية وقناة الجزائرية، تكريم الفنان السوري صباح فخري آخر المتبقين من جيل عمالقة الفن العربي. التكريم جاء بعد عامين على إطلالة غير مدروسة للفنان صباح فخري في مهرجان أعياد بيروت، وجاء التكريم عبر جائزة فخرية منحت لصباح عن مسيرة أعماله. وتسلمها كما شاركه بالغناء على المسرح مباشرة نجله أنس.

أما الحصة السورية من التكريم تمثلت بالفنان ناصيف زيتون بجائزتين أفضل ألبوم غنائي عن عام 2016 والتي لم يتمكن ناصيف من استلامها بسبب جولته الأمريكية، وجائزة ظاهرة العام والتي قدمها الإعلامي السوري باسل محرز مع الفنانة المصرية فيفي عبده وجائزة الأغنية الأكثر استماعاً “محلاكي” للفنان حسين الديك. في حين ترشح اسما  ناصيف زيتون وحسين الديك عن عدة جوائز أخرى، كما شارك الطفلين زين عبيد وأمير عموري مع اللبناني غدي بشارة غناء تريو تكريمي للفنان الراحل ملحم بركات.

تنظيمياً حفلت الجائزة بالأخطاء، فتفاجئ المشاهدون بجلوس الفنانين على مدرج بخلاف فعاليات التكريم السابقة، ليكتشف المشاهد خلال لحظات ببساطة أسماء المكرمين لجلوسهم في الصف الأول. أبرزهم إليسا التي صعدت المسرح أربع مرات ودفعتها نشوة الجوائز لتوجيه الإهانة لمقدمة الحفل رزان مغربي مباشرة. أما الفنان وائل جسار فقد انزعج من تفاصيل الحفل وتأخر تكريمه ما دفعه للمغادرة قبل التكريم. غاب تامر حسني وناصيف زيتون وسعد المجرد رغم الجوائز الكثيرة التي نالوها. وظهر فريق the five  والفنان المصري حسام حبيب وكثر من الأسماء التي قد يدور كثير من اللغط حول أحقيتها في الجوائز لضعف الأثر الذي تتركه موسيقياً في العالم العربي. ولكن بذات الوقت أنصفت الجائزة الفنان أدهم نابلسي حين منحته جائزة عن أغنية نسخة منك، ومنحت فرقة المربع الأردني جائزة استثنائية في التكريمات العربية هي جائزة الفن المستقل.

غادر المدعوون باكراً رغم أن مدة الحفل لم تكون بالطويلة نسبياً إذا ما قيست بحفل الموريكس دور السنوي. ما استدعى مدير الجائزة جهاد المر للصعود إلى المسرح وتوجيه كلام لام فيه من غادر وأثنى على استحقاق أدهم النابلسي للجائزة وغنائه بشكل مباشر على المسرح وليس بطريقة تحريك الشفاه التي اتبعها الغالبية القصوى من المكرمين.

في الجائزة التي قيل أنها ستحمل الانبهار، غابت العروض المسرحية الراقصة المتقنة، بدا التعجل كثيفاً في التحضير، صعد الضيوف أكثر من مرة لتكريم المدعوين مسبقاً للفوز. كما سربت القناة اللبنانية أسماء المكرمين قبل يومين. وكذلك تحولت المنصة إلى ساحة لتوجيه اتهامات وإظهار ردود الفعل والكثير من الإيقاع غير المتزن للتنظيم. فقد تكون الجائزة ضرورية لعالم عربي ينتج موسيقياً العشرات من الأغنيات الجديدة يومياً ولكنها ضعيفة في زمن الإنتاجات العالمية الضخمة للحفلات والمهرجانات وغياب الروح المعنوية الصادقة بين الفنانين العرب. وكأن لسال حال الكثيرين يقول: ألم تقتنع MTV بعد أنها لا تستطيع تنظيم حفل فني مباشر!!