لجين اسماعيل .. هدوء ما قبل النجوميّة..

بقلم: محمود المرعي

تخرّج ملِكاً من المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وأدهش الحضور في عرض التخرّج عندما جسّد شخصيّة “الملك لير” بإتقان ليُمنَح إجازة في المسرح ويصبح ممثلاً بشكل رسمي وينطلق في مسيرته.
أعماله الدراميّة ليست كثيرة، ولكنّها في كل مرّة تحمل فكرة خاصّة بها تميّزها عن باقي شخصيّات العمل، فحتّى في مسلسل “النّدم” الّذي كانت مشاهده معدودة فيه قدّم شخصيّة الصّديق المقرّب للبطل، الّذي يظهر ويختفي حسب الحاجة، وبدا لنا فيه أن الممثّل المتمكّن يرسخ في الأذهان ولو بمشهد واحد، وفي العام الماضي تركت شخصية “أبو جميل” في أذهان المشاهدين الذين تابعوا مسلسل “وحدن” طابعاً مميزاً لِما فيها من خفّة في الأداء والحركة، فكان لجين أكثر الشخصيات حيويةً من بين نجوم العمل الشباب.

شارك لجين اسماعيل في العديد من الأعمال المسرحيّة، جعل الجمهور من خلالها في حالة مختلطة من الذهول والضحك والحزن أحياناً، تحديداً عند تقديمه لشخصيّة “أنطونيو” في مسرحية “اختطاف” إخراج النجم “أيمن زيدان”، فحالة الانتقال من أنطونيو الحقيقي إلى أنطونيو المزيّف كانت في غاية الحرفيّة خصيصاً وأن المسافة الزمنيّة بين مشاهد الشخصيّتين ليست بطويلة، ولا ننسى أبداً لغة جسده المتمكّنة الّتي أبرزها من خلال أنطونيو المزيّف فكانت كما لو أنّ رجلاً آلياً حقيقياً يقف أمامنا ويتحرّك.
“اختطاف” ليس العمل المسرحي الوحيد، بل شارك أيضاً في مسرحية “فابريكا” إخراج “أيمن زيدان أيضاً، و”كأنو مسرح التي أخرجها النجم “غسان مسعود”، ليكون لجين اسماعيل ابن المسرح البارّ به، وطبعاً لا يخفى على الجميع أدواره السينمائية التي صدّرته كنجم شاب قادم بقوة، مثل فيلم “زينة” و”حنين الذاكرة ولكن كان أبرزها فيلم “ردّ القضاء” الّذي قدّم من خلاله شخصيّة “الملازم جعفر” بالتعاون مع المخرج “نجدت أنزور” ولاقى استحسان النُقّاد والمشاهدين وقتها.

لجين اسماعيل وسلطان العارفين:
بعد العديد من التجارب والخبرات التّراكميّة، يطل لجين في موسم رمضان بشخصيّة الإمام محي الدين بن عربي عبر مسلسل “مقامات العشق” للكاتب “محمد البطّوش” والمخرج “أحمد ابراهيم أحمد”.
هادئٌ هو، في عينيه نباهة نجم، استطاع منذ ظهوره الأول في العمل أن يقدّم حكمة وهدوء الإمام محي الدّين، سواء في مشاهد العشق الإلهي والتّجلّي، أم في مشاهد الحب وتقديم الحجةّ المنطقيّة لمن يخالفه.
قدرّته بالتحكم في جسده الّتي ورثها عن المسرح نشاهدها الآن من خلال العمل حيث يحافظ على إيقاع هادئ يتناسب مع خفّة روح الإمام، الأمر الّذي جعله يأخذ مكانه بين نجوم العمل الّذين سبقوه في العمر والخبرة مثل “نسرين طافش” “يوسف الخال” “قمر خلف” “عاكف نجم” “نادرة عمران” وغيرهم.
وكما أنّ سلطان العارفين يؤمن بدين الحب، وسار على طريق العشق الإلهي، فإن “لجين اسماعيل” يسير على درب النجومية من خلال تقديم شخصيّة ابن عربي، برويّةٍ قد تُسمى بهدوء ما قبل النجوميّة، وستكون الدراما السوريّة أقوى بفضل وجود نجم شاب مثله تستطيع المنافسة به عربياً.

الصور ضمن المقال بعدسة رودولف خشيفاتي