غبريال.. نورٌ في قصر العظم

تقرير: جوان ملا

بين جدران قصر العظم وفي باحته الواسعة، من قلب دمشق القديمة، حيث يمكث التاريخ شاهداً على خصوصية كل شيء داخل أقدم عاصمة في العالم، اختار الفنان اللبناني العالمي التينور غبريال عبد النور هذا المكان ليحيي أمسيته الصوفية برعاية جمعية صدى التي كانت مسؤولة عن تنظيم الحفل، ويعتبر غبريال أن قصر العظم يمتاز بروحانيته كونه يقع تحت ظلال الجامع الأموي لذا فهو يحب الغناء داخل هذا الحيز ليكون قريباً من الجامع.

غنى عبد النور أثناء البرد القارس الذي أصاب دمشق ليلة الحفل عدداً من الأغنيات الدافئة بروحٍ مشبعة بالحب، حيث قدم أغانٍ من ألبومه الخامس الجديد الذي سيصدر قريباً، كما ناجى الشام في افتتاحية الحفل بأغنية “لكأني الشام” من كلمات الشاعرة السورية سهام الشعشاع، وانتقل بصوته بين مارسيل خليفة، موشحات أندلسية، ونفحات سريانية دينية معبّرة، فضلاً عن الأغاني الخاصة الجديدة التي خصّ بها حفل دمشق، وقد كان لفريق ETSYRIA حواراً قصيراً مع غبريال بعد الحفل:

اعتبر غبريال أن ما يميز دمشق عن غيرها من المدن هو الهوية وفرضية البقاء التي تحققها بعد النكسات التي تصيبها، فهويتها لن يمحوها أحد وتواجده في دمشق هو لتأكيد هذه الهوية والحضارة والتاريخ العريق الذي تتسم به.

وعن كيفية إيصال صوته لشرائح أكبر في ظل توسع الأغاني التجارية، بيّن عبد النور أن هناك أشخاصاً معينين يستمعون لما يغني ويرافقونه في كل مرة ،كما أن هناك أماكناً لا يُدعى غيره عليها للغناء فيها مثل اليوم العالمي للأمم المتحدة ويوم المساواة العالمي وإطلاق ماراثون بيروت. لذلك فإن الخط التجاري لا يهمه ولا يعنيه. وأكد غبريال على أهمية فهم اللغات المتعددة التي يغني بها الفنان، وأن تكون هذه اللغات مبنية على تقنيات صوتية معينة، فالفرنسية مثلاً يختلف أداءها عن الإيطالية وعلى الفنان أن يكون مستوعباً لمعنى الكلام الذي يؤديه ولهذه اللغة.

عاد غبريال عبد النور إلى دمشق مسافراً بروحه، عابراً بصوته، كطيف نورٍ بقلب حارات دمشق التي سمعت صوته في ليل تشريني بارد. واستطاع أن يلمس قلوب الناس في أمسيةٍ تعّبر عنه كفنان موسيقي عاشق لدمشق.