محمود نصر.. كل عام وأنت المناسب لأي دور

نجم خاض العديد من الأدوار عبر مسيرته الفنية التي بدأت منذ اثني عشر عاماً عقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية كطالب أول على دفعته عام 2006. لفت الشاب الوسيم الأنظار إليه منذ انطلاقته في مسلسل “ممرات ضيقة” مع الكاتب “فؤاد حميرة” والمخرج الراحل “محمد الشيخ نجيب”. ومن ثم انطلق بخطوات محسوبة نحو شخصيات عديدة لا تتشابه مع بعضها البعض. فـ “عامر” الشاب المحتال في “ممرات ضيقة” ليس ذاته “حازم” الشاب الثّري المدلل في “سحابة صيف”، و”قمر الزمان” العاشق المنحدر من ألف ليلة وليلة ليس ذاته “فارس” الزوج القاسي في “العراب”، وهذا يعني أنّ محمود نصر متنوع في أدواره رغم قلّتها مع ما يقارن باثني عشر عاماً، ويعني أيضاً أن النوع أهم من الكم لهذا النجم.


محمود نصر وأدوات متميّزة


التكامل في الأدوات لدى محمود نصر واضح جدا، فالعين الممتلئة والصوت العريض والمرونة والتشكيل الجسدي الذي كان واضحاً في أعماله المسرحية مثل “المرود والمكحلة” وهاملت” وآخرها عرض “كأنه مسرح” الذي شكّل حالة غير مسبوقة لنفاذ البطاقات المبكر في كل يوم عرض، وأقصد هنا العرض المسرحي. عدا عن الصوت الذي استعرض إمكانياته من خلال شخصية “عروة الغول” والسرد الذي نطقته الشخصية بلسانها عمّا يخص الحب والحرب والفقدان والندم تارة في لغة عامية محكية وتارة بالعربية الفصحى.


محمود نصر صديق مخلص وداعم لتجارب أصدقائه


نسرين طافش، نظلي الرواس، عروة العربي، أصدقاء محمود نصر في المعهد العالي للفنون المسرحية حيث تشاركوا في كتابة ذكرياتهم ضمن أروقة المعهد وسنوات الدراسة فيه، فحبّه لهم واضح جدّا فكان كل منهم داعماً للآخر في مسيرته الفنية، حيث تشارك مع عروة العربي في نجاح “المرود والمكحلة” و” هاملت” فكانا من إخراج عروة. وعن نسرين طافش التي تعقد مع محمود لقاءً كلما سنحت الفرصة بالمجيء إلى سوريا ، غير أنها افتتحت فقرة “كلام يوصل” في لقائه مع الإعلامي “زاهي وهبي” وتحدثت عن إتقانه وتتبّعه للتفاصيل ونهمه للقراءة بكل محبة. جمعه مع نظلي الرواس نجاح عرض “كأنه مسرح” الذي ذكرتُه سابقاً. هذا عن أصدقاء المعهد وأصدقاء المقعد الدراسي، لكن الجدير بالذكر أنه صديق للنجوم الذين سبقوه مثل باسل خياط، تيم حسن، قصي خولي، وسلاف فواخرجي التي منحته بطولة فيلم رسائل الكرز إيمانا منها أنه “شيطان الفن المُحبّب” والذين تبعوه مثل أيمن عبد السلام ودانة مارديني وحلا رجب ومي سليم، هذا غير أنه داعم للأصدقاء على اختلاف تجاربهم الفنية حيث قام مؤخرا بدعم صديقه الفنان يامن فيومي وهنّأه على مشاهده في مسلسل الهيبة، كما يقوم تباعاً بدعم صديقه الموسيقي آري جان سرحان وتهنئته على أعماله الفنية.


محمود نصر والظهور الإعلامي


إذا ما بحثنا في أرشيف محمود نصر الإعلامي منذ سنة انطلاقه وحتى اللحظة نجد أنه مقل ّ جدّا في الظهور، فخرّيج 2006 لا يمتلك سوى ثلاثة لقاءات أو أربعة وليست جميعها بمطوّلة فكان آخر حوار مطوّل مع الإعلامي “زاهي وهبي” في نهايات 2016. ومن المعروف عنه أيضاً أنّه لا يحب الظهور بشكل مجاني، ليس على الشاشة فقط بل في اللقاءات الصحفية أيضاً فيرفض الأمر بشكل لطيف. أما عن السوشال ميديا فهو يشارك متابعيه بصورة وحكمة ما من حين إلى آخر، أو طريق وأغنية، حفلة، أو فعالية قام بحضورها حيث كان آخرها حفلة لنجوم the voice kids السوريّين.


محمود نصر وطاقة إيجابية قد تكون إيمان بقانون كوني!


على عكس “عروة الغول” الحزين، السوداوي، الذي يؤمن بأنَّ الحياة عبثيّة، لدى محمود طاقة إيجابية تنتقل إلى الجمهور عبر الشّاشة والمتابعين عبر السوشال ميديا، ويمكن قياس ذلك من العبارات الإيجابية التي يقوم بكتابتها لأهم الكتّاب العالميين مثل روبرت شولر، أنطون تشيخوف، جورج برنارد شو، جبران خليل جبران وغيرهم، فجميع العبارات تجعلنا نشعر بأنه يؤمن بالقانون الكوني الشّهير “قانون الجذب” والذي تؤمن به صديقته النجمة “نسرين طافش” فهل سبق وتكلّما عن الأمر مثلاً؟ وعلى العموم نتمنى بكل الأحوال أن يجذب كل ما هو جميل إلى حياته.


محمود نصر و”الليل مع هناء” 

رغم مرور سنتين، ما زال مسلسل الندم وكل ما يتعلق به يتصدّر صفحات التواصل الاجتماعي دون قلّة التفاعل، بل على العكس ما زالت مشاهده مع النجمة دانة مارديني أو المقاطع التي سردها بصوته تحقّق التفاعل المعهود، فما هو السر في ثنائية عروة وهناء؟؟ رغم أن الدراما السّوريّة عبر السنين تطرّقت لعلاقات رائعة مثل “عمر ومنى” جلال وحنان” صلاح وربا” “سامر وأماني” “جلال ونيسان” “نبيل ولمى” عدنان وهالة” “تيم و ورد” “محمود و وردة” وغيرها من الثنائيّات الّتي بقيت محفورة في أذهان وقلوب المشاهدين، وبعيداً عن النص الجميل والأداء الأجمل هل السبب في تصدّر هذه العلاقة هو أنّها جعلتنا نتذكّر الحبّ قبل سنين الحرب؟ أم أن النّصوص الدراميّة ضعيفة؟. وما هو جديد محمود نصر بعد كل هذا النجاح الكبير؟؟ وهل ورّطه عروة الغول بنجاح لا ينساه الجمهور سوى بنجاح آخر ربّما لم يتوازَ قناديل العشّاق معه.
أخيراً.. في يوم ميلاده.. محمود نصر.. كل عام وأنت المناسب لأي دور