باسل خيّاط.. “عامر” في بيوتنا

الشاب الحالم، الرجل الوسيم، والنجم الّذي خطّ طريقه منذ نجاحاته الأولى، فحجز لموهبته مقعداً لا يشغله أحد غيره ليكون أحد نجوم أبناء جيله الّذي لا يمكن له أن يُطفأ.
طفل الكشّاف، بائع الصّبار، وربما الميكانيكي!. المؤمن بالخيال، والغائص في الماورائيات أحياناً! والأهم من هذا كله أنّه المتسلّل إلى مكتبة المعهد العالي للفنون المسرحية ليزيد من ثقافته ويتقدم إليه وينجح في المرة الثانية، فيدرس ويصبح نجماً!
أسماء عديدة ارتبطت باسمه، ومنها (عامر) الشّاب المراهق، و(عامر) الرجل الخائن، وبين عامر العامل وعامر رجل الأعمال ثمانية عشر عاماً فقط!!


عامر 2000 “أسرار المدينة”


بعد تخرّجه بقليل ومع بداية المرحلة الذّهبية للدراما السّوريّة وانتشارها في العالم العربي، ظهر باسل خيّاط وسط مجموعة من الأبطال والنجوم الكبار والخرّيجين القدامى.
الراحل الكبير خالد تاجا، الكبيرة منى واصف، مها المصري، عبد الهادي الصّباغ، لينا حوارنة، جلال شموط، بين هذه الأسماء أصحاب الخبرة الطويلة المدى، والمتوسطة، والوجوه جديدة. وعامر الشّاب الطّائش يسعى لنشر حبّه كي لا يبقَ سرّاً من أسرار المدينة الّتي اعتادت على إخفاء كل ما تشعر به. أراد باسل خيّاط في هذا العمل التّعبير عن كل ما يجول بخاطره، فعبّر.. عبّر لدرجة كبيرة.. عبر بموهبته، بصوته، بنظرة عينيه، وجسده. مشاهد ليست عاديّة بالمقارنة مع خبرة خرّيج غضّ، ورسالة من غادة “ديمة بيّاعة”، قرأها راكضاً، فرحاً، قاطعاً شوارع نفس المدينة الّتي تعشق الأسرار، فكشف سرّه عبر انفعال عميق وصل إلى جميع المشاهدين: حيرة، ارتباك، فرح، نشوة، مشاعر مختلطة في مشهد لا يتعدّى دقائق. ولم ينطق خلالها بكلمة واحدة. سند الرّسالة بكفّه، وعانق كلباً كما لو أنّه صديق قريب أراد إخباره ما يشعر به.
هذا هو الشّاب عامر، ومع أن اسم باسل خيّاط ظهر متأخراً في الشّارة لكنّ هذا الأمر وحجم الدّور مهما كان صغيراً أو كبيراً لا يعني شيئاً لنجم اعتاد أم يصنع لنفسه اسماً بعيداً عن عدد المشاهد.


الرجل عامر 2018 “تانغو”


كبُر الشّاب، وأصبح رجلاً مسؤولاً. خاض صعاباً لثمانية عشر عاماً، وتجاوز اختبارات كانت الأصعب.
أبناء القهر، أيامنا الحلوة، أحلام كبيرة، عصر الجنون، التغريبة الفلسطينيّة، على حافة الهاوية، الخبز الحرام، وراء الشّمس، الغفران، جميعها أسماء مرّت به، وشخصيّات اجتازها بنجاخ فاشتدّ عوده، وأصبح نجماً في الدراما السّوريّة والمصريّة على حدّ سواء.
مرّ أكثر من ثلثي الرّقصة، والتانغو تسرق الرجل الخائن بألحانها، فيختل إيقاع عامر أمام زوجته لينا، أما عن باسل فإيقاع أداءه متوازن دوماً، والثمانية عشر عاماً لم تذهب هباء، فتانغو ليس النجاح الأخير، وباسل خياط مسمتر في “الرحلة”.