بثينة شيّا.. أرشيف ذكريات الطّفولة

تغطية: محمود المرعي وجوان ملا

تحرير وصياغة: محمود المرعي


 

في يوم المسرح العالمي، وفي مسرح الحمراء بدمشق عقب عرض “صحوة” الّذي أشاد به الجمهور من خلال ضحكاته المتعالية، وردود أفعاله اتجاه ما يعرض على الخشبة، استوقفتنا بقعة لامعة، مضاءة ومغلّفة بشريط الذاكرة لنجد القديرة “بثينة شيّا” واقفة هناك.

خرّيجة المعهد العالي للفنون المسرحية “قسم التمثيل”، شاركت في العديد من المسرحيّات، ثم خطفت جميع الأطفال بصوتها الاستثنائي عبر العديد من الشخصيات الكرتونية التي قدّمتها، فمن منّا لا يذكر “آش” الفتى الّذي لا يشبع من التحدّيات والإصرار على النجاح في جمع أكبر عدد من البوكيمونات؟ ومن منا لا يتذكّر “ألفريدو” الفتى المتواضع الّذي صان “عهد الأصدقاء”؟ في حديثنا عن وضع المخرج المسرحي “جبران” بطل مسرحية “صحوة” والّذي قام بدوره الممثّل “محمد خير الجراح” واستياء الممثّل المسرحي من طريقة التعامل معه نسبنا حالته إلى “بثينة شيا” فكان الحوار التالي:


  • هل استياء بطل المسرح ينتقل إلى بطل الدوبلاج على اعتبار أن الصوت أحد أدوات المسرح الأساسية؟

– بالتّأكيد، في الدّول العربية لا يحتاج الممثل المسرحي أن يعرّف عن نفسه فهو مشهور كما ممثل الدراما، فإذا مشى في الشارع وجد أن كل العالم تعرفه. وهذه الحال بالنسبة لنجم الدوبلاج هو يُعرف من صوته فقط على الأقل في بلدنا. إنما في باقي الدّول العربية هناك اهتمام نحونا بنسبة أكبر من الاهتمام بنا في سوريا. حتّى أنّ الرسائل تصلنا من جميع بلدان الوطن العربي وتحتفي بنا بشكل كبير، ومع ذلك يبقى وضعنا كمدبلجين أفضل من وضع الممثّل المسرحي، فأصواتنا تنتشر عبر المحطّات ووسائل التواصل الاجتماعي، أما في المسرح العروض قليلة ومحدودة.


  • ألا تجدين بأنّ الممثل المسرحي يساهم في إلغاء نفسه بنفسه؟ إذ يمكنه استغلال السوشال ميديا على سبيل المثال؟

– “شو ممكن يعمل”؟ العمل المسرحي عمل جماعي وليس عمل فردي، وإذا أراد تصوير نفسه فيحتاج إلى جمع أبطال العمل وتصويرهم جميعاً بدقّة جيّدة ومعدّات متطوّرة وهذا كلّه يحتاج إلى تكاليف غير قادر على سدادها. وبهذا أوجّه دعوة لأصحاب رؤوس الأموال إلى دعم المسرح حتى ولو أنّه لا يجلب لهم الكثير من الفوائد، فليس كل شيء تجارة! ونريد أن ندعم الفن لأنه فن، وليس لأي أسباب أخرى.


  • في برنامج “صاحبة السعادة” قدّمتِ شخصيّة “آش” بشكل مسرحي، هل تقدمين شخصياتك الكرتونية بنفس الطّريقة أمام المايكروفون؟

– أنا خرّيجة المعهد العالي للفنون المسرحيّة في الأساس، وشاركت في العديد من الأعمال المسرحيّة أيّام المسرح القديم.. إنما الدوبلاج قد سرقنا. وقد وصل الحد إلى أن نبقى ست عشرة ساعة في الاستديو احتراماً لأنفسنا ولما نقدّمه واحتراماً لمن سبقنا، وأريد بهذا أن أنوّه إلى أمر بات يزعجني بشكل كبير، وهو أنّنا احترمنا نجوم الماضي وكل من سبقنا في الفن، إنّما ما أراه حاليّاً هو عدم احترام لنا أو لمن سبَقَنا، فعلى الفنان أن يحترم ما يقدمه وبالتالي يحترم من سبقه من خلال ما قدّمه. 


  • ما هي رسالتك في يوم المسرح العالمي؟

– أقول للجمهور بأن يتابعوا المسرح بشكل دائم، فهو المجال الوحيد الّذي يجعلهم يخرجون من خلف الشاشة، من عمق النت، يذهبون إلى عالم آخر، ويلتقون بأشخاص حقيقيّين، ليعلموا ما هو الفن وأين أساسه، وليلتقي المئات مع بعضهم بعضاً يتشاركون الأفكار، ويختبرون التماسك بيننا كبشر، فنعود إلى علاقاتنا البشرية والإنسانيّة بعيداً عن الانترنت والشاشات الّتي ربطتنا بعلاقات وهميّة.


شكرا جزيلاً لك بثينة شيا صوت ذاكرتنا.. سعدنا نحن فريق ETSYRIA بلقائك..