لِمَ يبدون جميعاً عنصريين؟!!!

 

في عالم مليءٍ بالكراهية قد تكون العنصرية انعكاساً طبيعياً للمآسي التي نشهدها، وفي زمن طغى فيه الإعلام تطفو على السطح نماذج سلبية تسيء للكرامة الإنسانية بشكل عام قبل إساءتها لعرق أو جنس أو دين.


شهدنا العديد من المواقف العنصرية تجاه لاجئين سوريين على محطات لبنانية لم يكن آخرها ما حصل في البرنامج المعروض على محطة ldc “نَقْشِت” حين قال أحد المشاركين “شوف شيطان ولا شوف سوري”، البرنامج الذي يتعرض لانتقادات أخلاقية ومهنية كثيرة ربما يحتاج من حين لآخر لِما يثير الجدل من جديد حوله، فالحلقات مسجّلة وبالإمكان حذف أي عبارات مسيئة من شأنها إثارة بلبلة تستوجب التوضيح والاعتذار قبل عرضها على الشاشة، فالأمر ربما يتعلق بالتسويق أحياناً.
الأمر نفسه كان قد تكرر سابقاً في برنامج المقالب “هدي قلبك” الذي عرض على OTV، واستهدف شاباً سورياً ليتم التمعن بإذلاله، الحادثة المعروفة أثارت موجهة حادة من الإنتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي وتم الحديث عنها في عدد من البرامج الحوارية على محطات لبنانية مما أجبر القائمين على البرنامج أن يقدموا اعتذارهم وتبريراتهم.


الأمثلة على العنصرية كثيرة وربما سيكون بإمكاننا عرض تحديثات دورية لها، لكن في المقابل كثيراً ما شهدنا استثماراً في الوجوه السورية على تلك المحطات.
يفسر البعض الأمر بقوله أن الفنان سيحقق متابعة وجماهيرية مضافة للبرنامج والمحطة وقد يرفع “الريتنغ” منذ الإعلان عن الضيف، والأمر لايقتصر على البرامج التلفزيونية فحتى المسلسلات اللبنانية اعتمدت على فنانيين وفنيين سوريين في تسويقها وأبرزها مسلسل الهيبة الذي كان معظم أبطاله نجوماً سوريين، هؤلاء الفنانيين كانوا ضيوفاً في البرامج التي وجهت الرسائل العنصرية نفسها، ف”نقشت” كان قد استضاف الفنان “شادي أسود” في إحدى حلقاته.

نتيجة بحث الصور عن ناصيف زيتون لهون وبس


فكيف يمكن ل”عنصري” أن يستضيف مواهب وفنانين يحملون جنسية يمارس تجاه مواطنيها عنصريته في كل مناسبة!!!

ما يوقعنا به إعلام مُسيّس تارةً وآخر يلهث خلف “الريتنغ” تارة أخرى، صنع صورة عنصرية لشعب بأكمله تم تعميمها بسبب تضافر تصرفات عديدة حرَص الإعلام البديل على تسليط الأضواء عليها في كل مناسبة، فطالما اعترضتنا منشورات للافتات وتصرفات “قد تكون فردية” استفزت مشاعرنا الإنسانية، واكتملت تلك الصورة السلبية بما يتم اقتصاصه من مشاهد تحوي على عبارات عنصرية تم ذكرها في برامج كل ماتبحث عنه “نسب مشاهدات عالية” فيكثر الحديث عن ما قيل ويتم انتظار ردود المعدين والمقدمين، فهل هي عنصرية مدروسة تسويقياً؟!


العنصرية المعروضة لم تكن مستفزة بالنسبة للسوريين فقط، فالعديد من الحملات المجابهة لها كان قد تم تنظيمها من قبل ناشطين لبنانين وبالتعاون مع برامج لبنانية أيضاً أبرزها “عشو شايف حالك” والتي ترد على كل العنصريين بضرورة عدم تعميم أي تصرف سلبي واتهام السوريين بكل المشاكل التي تحصل في البلد.

لكن للأسف يتم التركيز دوماً على الجوانب السلبية، فيكون ضحية العنصرية شريكاً أساسياً في نشرها عند تكثيف تسليط الضوء على ما يجب إماتته بالتجاهل، لتُعمى العيون عن جانب آخر يتسم بالإنسانية، فتُعَمم صفة سلبية على شعب كامل ونضيع في كراهية متبادلة ظاهرة ومبطنة.

 

جميع الحقوق محفوظة ETsyria