حكايات تعنيف المرأة في الدراما السورية – الجزء الثاني

الجزء الثّاني من “حكايات تعنيف المرأة في الدراما السّوريّة, يمكنكم قراءة الجزء الأوّل من هنا


“يوم ممطر آخر” 2008, تأليف: يم مشهدي- إخراج: رشا شربتجي.
“خزامى” “سلاف فواخرجي” الفتاة الجميلة الّتي تزوجت شاب تحبّه “جود” “قصي خولي” قبل أن تتجاوز الثامنة عشر، فتعيش معه على القلّة ويتّضح بأنّه شخص غير مسؤول، يعاني أمراضاً نفسيّة ويتصرّف مثل المراهقين ويعتمد عليها في الصّرف عليه وعلى أمور المنزل، وعلى جمالها أيضاً في عملها كعارضة أزياء لأنه يعلم بأنّها تحبّه ولا ترفض له طلباً، هذا وكلّه مع تعنيف جسدي وضرب من الحين إلى الآخر إلى أن تطلب الطّلاق منه وتعيش حياة جديدة.

“نساء من هذا الزّمن” 2013، تأليف: بثينة عوض- إخراج: أحمد ابراهيم أحمد.

 “ليلى” “شكران مرتجى”، السّيدة المتعلّمة زوجة عامل بناء “سعد مينة”، والّتي تعاني من تعنيفه دائماً بسبب عدم قدرته على الإنجاب فيشعر بنقص تجاهها ويداري نقصه بالتّقليل من شأنها وضربها بطرق ساديّة فظيعة تصل إلى حد حرقها وجعلها تلاحق كفّه لتقبّلها كما لو أنها كلبة تلحق بعظمة! عدا عن حبسها في المنزل.فتجد أن ما من حل للخلاص من عذابها سوى أن تقوم بتلقيح عبر الأنابيب بنطفة رجل غيره فتنجب طفلاً لا يلقى حفاوة من قبل زوجها إلى أن يسمعها تكلّم جارتها حول الأمر فيذبحها ويذبح الطّفل.

“خواتم” 2014, تأليف: ناديا الأحمر- إخراج: ناجي طعمي
لعلّ هذا المسلسل قام بطرح قضيّة العنف ضدّ المرأة بشكل مختلف، حيث أنّ المرأة تكون عدوّة امرأة أخرى وذلك من خلال شبكة نساء يديرها رجل أعمال يُدعى “الملك حاتم” “عبد المنعم عمايري” اعتاد أن تكون كل هذه النّساء تحت جناحه إلى أن تتصاعد الأحداث وتقرّر كل منهنّ أن يكون لها الحق بالبقاء دوناً عن الأخريات بطرق تصل إلى القتل بالرصاص والشنق لتغدو كل تلك النّساء أشبه بخواتم بأصابع الملك حاتم ملك الخواتم.


“غداً نلتقي”2015، تأليف: إياد أبو الشّامات، إخراج: رامي حنّا.
“خلود” “نظلي الرواس”، السّيدة النّازحة إلى لبنان نتيجة الحرب في سوريا، تتزوَّج للمرَّة الثّانية من “إيهاب” “فادي صبيح” رجل يستغل الحرب ليحقّق كل رغباته الخبيثة والّتي أولها قتل صديق عمره زوج خلود بذريعة أنّه قُتِل ضمن اشتباكات بين عدة أطراف، فتوافق على الزّواج منه لأنّه ما من أحد تسند نفسها وطفلها عليه سوى إيهاب الّذي يعنّفها ويضربها كلّما خطر على باله.

“الندم” 2016, تأليف: حسن سامي يوسف- إخراج: اللّيث حجّو.
“رزان” “مرام علي” زوجة رجل الأمن “سليم” “محسن عبّاس” الّذي يستغل نفوذه في الحرب بغير وجه حق، فيسرق أموال الآخرين ويهدّدهم بما فيهم زوجته الّتي يطلب منها استغلال زوجها السّابق “عروة” “محمود نصر” وهو كاتب مشهور وثري لتوهمه بأنها في حاجة إلى المال ليقرضها وكل مرّة في حجّة جديدة. تتمنّع رزان عن ذلك دائماً إلّا أن تعنيف زوجها لها وتهديدها بأنّه قادر على قتل عروة يجعلها توافق مُجبرة على تنفيذ طلباته، وهذا غير تصويرها بوضعيّات إباحيّة مُستغلّاً الفيديوهات والصّور كوسيلة أخرى للتّهديد.

 

“مذكّرات عشيقة سابقة”2017، تأليف: نور الشيشكلي- إخراج: هشام شربتجي.

يقوم “نبيل” المتجرد من معنى اسمه والذي قام بأداء دوره الفنان “سعد مينة” بإدارة منزل دعارة ومعه شابتان هما “روبين عيسى” “وفاء” و “جوي خوري” “فتون” اللتين تنصاعان لأوامره لتنفيذ عملهما في البغاء فإن خالفتا ما يريد تتعرضان للتعنيف من قِبَله من ضرب وألفاظ نابية وتتحملان كل هذا الأسى لأنهما مضطرتان لذلك كونه لا معيل ولا سند لهما و إن طُرِدتا ستبقيان في الشارع

العنف ضد المرأة قبل الحرب وبعدها:
لقد طرحتُ العديد من المسلسلات الدراميّة، بعضها كان قبل اندلاع الحرب في سوريا، وبعضها الآخر بعد اندلاعها، لنجد بأنّ الحرب لم تحدّ من هذه الظّاهرة على مبدأ السّعي لتأمين متطلبات الحياة في هذه الظّروف الصّعبة، فلا وقت فائض للعنف العائلي أو الداخلي، إنّما على العكس ارتفعت نسبة العنف في المجتمع بأساليب وطرق جديدة خلقتها الحرب معها بإصدارات آخر موديل.

هناك الكثير من الحكايات الدراميّة إن ذكرتُ منها المزيد فَليكن، وإن لم أذكر أكثر من ذلك فليَكُن أيضاَ، لكن ماذا عن حكايات الواقع؟، ألا يضرّ بها الزّيادة أو النّقصان؟؟.