لينا شماميان … صوت يعبر بك إلى الأمان

تجول بصوتها في أزقّة الشام وحاراتها القديمة، فنرتوي بعذوبته كما نرتوي بالتوت الشامي. “لينا شماميان” صاحبة صوت يلامس الروح ويدخل القلوبَ قبل الآذان، صوتٌ أضاف لأحاسيس من سَمِعه إحساساً آخر لم يشخصهُ العلم حتّى الآن. وفي مقالي هذا حرصتُ أن أرصد صوت لينا في أبرز ما قدمت حتى ظهورها الأخير في برنامج طرب مع مروان.

“فتاةٌ أصيلة” مزجت بغنائها العربي والأرمنيّ والسريانيّ بين تراث الساحل والداخل، الموشحات الحلبية والأندلسية، فكانت إحدى الأصوات الموحدة والمجددة للثقافات السورية .
أعادت إحياء تراثنا بألبومها الأول، فتركناها تجودُ علينا حتى بدت تتثنى بصوتها، وبقي بالنا معها فغنّت يا مايلة عالغصون، لتكمل إطرابنا بـ “هالأسمر اللون- على موج البحر- عالروزانة ” ولم يتوقف سحرها هنا فأدخلت إلى قلوبنا العديد من الأغنيات التي لم نفهم معانيها لكننا حفظناها كـ “ساريري هوفن ميرنيم” والكثير غيرها.


أجمل ما تُكنى به دمشق اسمها، فغنت لينا “شآمُ” منذ عشر سنوات، الأغنية التي ما زالت إحدى أكثر الأغاني المحبوبة لدى الجمهور، وهي تدرّس الآن في أكبر معاهد الموسيقى العالمية.

حين بدأت تغني انطلقت من بحر الآلام فكان “غزل البنات” وعبرت خلاله إلى “لونان” فنقتلنا لعوالم أخرى وشطآن أمان حيث لا قلق وخوف.
لم يعد صوت لينا بالنسبة لكل من وقع  على سمعه مجرد صوتٍ يُسمع ويحكى عن جماله، فهو المرافقُ الأوّل الذي يصلنا مع عالمٍ من الرقيّ والجمال، فأضحت متابعته أمراً من أولويات عشّاقه، وأصبحت “لينا” هي محور ما نتابع .
كعادتها تألقت في برنامج “طرب” مؤخراً، فغنّت بإحساسها المرهف إلى جانب الفنانِّ الكبير “سمير جركس” فأطربانا سوياً، وشكّلا ثنائيةً رائعةً عند غنائهما “هالأسمر اللون” كلٌّ بطابعه الخاص, ووجودهما مع “مروان خوري” أضاف للّقاء نقاءاً، حيث غنوّا معاً بأداءٍ عظيم “يا مال الشام” بختام الحلقة .
أصبحت مقارنة لينا بصوتٍ آخر ظلمٌ لها ولمؤديه، فالذي يحدثه الصوت أكبر من أن يقارن، وأعظم من أن يلخص.