أحلام كبيرة: ثلاثة عشر عاماً من الذكريات

 

في بيت دمشقي قديم، أم وأب وأربعة شبّان في مراحل عمريّة متقاربة،لكل منهم هدف وحلم يطارده. كتبت “أمل حنّا” عن تلك الأحلام الّتي قد تتحقّق،وقد يبتلعها الزّمن وتصفعها الحياة. ليخرجها “حاتم علي” عام 2004.ما أدى إلى تكامل العناصر بين نص وإخراج وتمثيل، لتطرق “أحلام كبيرة” أبواب القلوب دونما استئذان.

 

 


أحلام كبيرة دراما دمشقيّة دون تكلّف:

 يمكن لهذا المسلسل إعطاء احساس للمشاهد بأنه يجول دمشق بكل أحيائها، يشمُّ رائحة خبزها الطّازج، ويختلق أحاديث مع كل حجر من أحجارها. يمكنه أيضاً أن يذّكره بخلافه مع أحد أشقّائه يوم أمس أو اعترافه بحُبّه في أحد الأزقّة الدّمشقيّة العتيقة. وهذا كلّه دون اللّجوء إلى المظاهر التّقليديّة كالطربوش والملاءة أو عبر التّقليل من شأن المرأة أو التّفخيم المبالغ فيه في الكلام.


أحلام كبيرة تنوّع في الشّخصيّات:

عائلة “سالم الحلبي” حيث الأم الحنونة الّتي لا تفرّق بين الأولاد فتحرص على سعادتهم جميعاً. الأب الّذي يتعامل مع كل منهم بطريقة مختلفة عن الآخر، يفتخر بالجيّد ويسأم من السّيئ،  ويحاول تأمين مستقبلهم إلى أن يقوم أخوه بخدعه ويأخذ حقّة من الميراث. الشّبّان الّذين تختلف اهتماماتهم، المحامي والممثّل وطالب الجامعة ورجل الأعمال والّذين تتعارض وجهات نظرهم بما يخصُّ العلاقات العاطفيّة. فالمُضحّي والأناني وغير الملتزم والحيادي. حيث تتابع العائلات مجرى الأحداث بصمت مطبق، وكأن كل فرد منهم يرى انعكاسه بين الحوارات فيخاف بأن يُكشَف أمره أمام البقيّة.


 

أحلام كبيرة منارة لنجوم اليوم:

 بعيداً عن النجوم الكبار مثل “بسّام كوسا” “سمر سامي” “نورمان أسعد”، تَضمّن العمل ممثلين بدأوا نجوماً في الأصل. فعقب تخرّج “باسل خيّاط” “قصي خولي” من المعهد العالي للفنون المسرحيّة بسنوات قليلة وخلال دراسة “نسرين طافش” فيه،  ومرحلة بحث “مكسيم خليل” و “نادين تحسين بك” عن الانتشار، استطاعت ال29 حلقة جذب أعيُن الجماهير إليهم بتوقيت عرض يسابق موعد الإفطار في شهر رمضان المبارك فيبقى حديثهم عن أحداث الحلقة السّابقة وأداء النجوم حتّى عرض حلقة جديدة.


أحلام كبيرة وطقوس خاصّة:

هناك تفاصيل بسيطة وخاصّة في عرض العمل. على سبيل المثال الفواصل بين المشاهد في عرض لقطات لحياة يوميّة كزحمة السّير مثلاً أو لبائع خضار يصيح بأسمائها أو أم تنتظر حافلة ولدها المدرسيّة أضافت طابعاً رقيقاً في رفع حساسيّة العمل وتأثيره على المشاعر. في عرض لمشاهد المكالمات الهاتفيّة نجد أنّه يجري تقسيم الشّاشة إلى قسمين لنرى ردود أفعال كلا الطّرفين تجاه حديث أحدهما،  وأحياناً تقسم إلى ثلاثة أقسام تعرض ثلاثة أطراف. بالإضافة إلى نقل الكاميرا بين النجوم بطريقة لا تفصل أحدهما عن الآخر وبشكل سريع وتحديداً عند الحوارات المتصاعدة والمشاهد المفصليّة.


أحلام كبيرة وحالة نوستالجيا على السوشال ميديا:

نامي إذاً يا روح.. هي آخر الأحلام.. معاذ الله أنا لا أريد لكَ وداعاً والعديد من الاقتباسات الأخرى من شارة المسلسل الّتي كتب كلماتها الشّاعر “نزيه أبو عفش”  وغنّتها “نورا رحّال”. بسهولة سنجدها منشورة على الكثير من الحسابات الشّخصية. حالها حال المشاهد الّتي تتنقّل بين الصّفحات الدراميّة حتّى هذه اللّحظة لتحصد تفاعلاً مختلفاً عن مقاطع أخرى. وبذلك يتزايد عدد المعجبين والتعليقات الّتي تحنّ إلى تلك الأيّام تُشكّل الحديث الأساسي للمتابعين من بلدان مختلفة.

وأخيراً، حتّى وإن مضى ثلاثة عشر عاماً فالأحلام ما زالت كبيرة.