مـايـا سلطـان … سلطانة على عرش النجاح

 

 

 

إذا أردتِ أن تكوني مبدعة في أمر ما, عليكِ أن تؤمني بأنّك قادرة على رسمه في خيالكِ بداية الأمر, ومن ثمّ إحضار ريشتكِ وألوانكِ لتنثريها على لوحة الحياة فيتحوّل الحلم إلى خيال, والخيال إلى حقيقة.
هذا ما فعلته الفنّانة التّشكيليّة “مايا سلطان”, فخرّيجة “المعهد الهندسي” لم تكتفي به, فانتسبت إلى معهد “أدهم اسماعيل للفنون التّشكيليّة” وحازت على المركز الأوّل بين طلَّاب دفعتها, ولإغناء موهبتها انتسبت إلى معهد “وليد عزّت للنحت والخط العربي”, ولإيمانها المطلق بأنّ “الإعلام” هو فن التّواصل مع المجتمع, تستمر في دراستها بهذا الفرع في “جامعة دمشق” لتنقل حكايات الآخرين, وتفاصيل كثيرة بنفس الريشة والألوان.

في حوار أجريناه مع مايا قمنا بطرح العديد من الأسئلة الّتي تخصّها وتخصّ الفنّان التّشكيلي في هذا الزمن:

• بدايةً بمن تأثّرتِ من الرسّامين؟, أو هل تلفتكِ طريقة فنّيّة معيّنة؟

– لقد تأثّرتُ بكل ما عشته من تجارب, وبكل شخص قابلته في حياتي, والأساتذة الّذين قاموا بتدريسي, أو حتّى الفنّانين الّذين عرفتهم من مواقع التواصل الاجتماعي, لذا لا يمكنني تحديد شخص بعينه, ووصولي إلى هذا المستوى اليوم ما هو إلّا نتيجة لتراكم هذه الخبرات.

• هل الرسم في ظل التّقنيات الحديثة تطوّر ليتحوّل من مجرّد موهبة إلى مهنة ومصدر عَيْش؟؟.

-مهما تعدّدت التّقنيّات وتطوّرت بإمكاننا معرفة إن كان مستخدمها فنان حقيقي أم لا, فالتقنيّة هي وسيلة وليست غاية. وربما تكون (صدف فنّيّة) تخدع المشاهد فيظن أن أمامه فنان عظيم لكنّه لن يستمر بخدعه في الصّدف. إنّ تَمَكُّن الفنّان من التّقنيات الحديثة وصنع أعمال منها يتوفّر فيها قوام العمل الفنّي من تكوين وانسجام بالألوان والخطوط فهذا هو المطلوب.
أمّا عن سؤالك إذا كان هذا يقدّم للفنان مصد رزق أم لا؟, فسؤالك يدخلنا في نقاشات واسعة حول مفهوم العولمة والفن الحديث الّذي يعتبر حرّية العمل من غير ضوابط فنّيّة ممكن, ويبقى للمتلقّي انتقاء ما يرغب.

• إلى أي مدى ساعدك انتشارك على مواقع التواصل في تقديم لوحاتك, ومعرفة الناس لكِ؟؟.

– لا شك أنّ مواقع التّواصل الاجتماعي أمر مهم جدّاً في هذا الزّمن, ومن دونها كنت سأشقى كثيراً كي أجمع كل هذه الكمّيّة من الأشخاص وأعرض لهم لوحاتي. اليوم لدي أكثر من 60,000 متابع على مواقع التّواصل, وهؤلاء قد دعموني بكل كلمة, واستمرّيت في الرسم بفضل دعمهم وتشجيعهم ومحبّتهم للوحاتي, 95 بالمئة من هؤلاء الناس لا أعرفهم بشكل شخصي, لكن تعليقاتهم جميعاً تدخل السّعادة إلى قلبي, وفي الحقيقة مواقع التّواصل لم تساعدني في الانتشار فقط, بل زادت شعوري بالمسؤوليّة وبأن استمرّ في الرّسم مهما كانت الظّروف لأجل كل من يتابع عملي وينتظر رؤية لوحات جديدة لي.

• هل “مايا سلطان” تُفضّل اليوم افتتاح معرض تقليدي بغاليري؟ أو أن تمتلك جماهيرية عالية جدّاً على مواقع التّواصل؟.

– أُفضّل الجماهيريّة العالية على مواقع التّواصل لأنها تبقيني قريبة لكل الشّرائح والطّبقات والأعمار في المجتمع, وتجعلني أصل لجميع البلدان, أما المعرض يحضره كميّة معيّنة, وفئة معيّنة من المجتمع متواجدة فقط في المنطقة الّتي يتواجد بها المعرض.

• هل الصّورة الملتقطة للوحة ما يمكنّها أن تعبّر عن الفن الّذي يحتويها؟, وتعرضها بنفس الروح كما لو أن الشخص يقف أمامها؟, ويلمسها بيديه؟.

– لدرجة كبيرة نعم.. لكن تبقى الّلوحة الملموسة والّتي تراها أمامك وجهاً لوجه قادرة على منحك إحساساً مختلف, ونقلك إلى عالم آخر أكثر من مجرّد صورة ملتقطة لأن الحجم يختلف, ومهما كانت الكاميرا احترافيّة لا تستطيع إيصالك إلى ملمس اللّوحة وتفاصيلها, ثمّ أن الصّورة تمنحك رؤية اللّوحة من زاوية واحدة فقط, لذا عندما تراها أمامك ستجعلك تشعر بكامل قيمتها الفنّيّة.

• على اعتبار أنّكِ امرأة ناجحة, هل ترين أنّه من الضّروري لأي امرأة ناجحة أن يكون شريكها في الحياة رجل ناجح أيضاً؟.

– بالتّأكيد, وهذا أحد الأسباب الّتي لم تجعلني أرتبط في عمر أصغر من الآن لأنني كنتُ أنتظر الشّخص النّاجح الّذي سأُكمل حياتي معه, والحمد لله لقد التقيت به. زوجي “ياسر حميدة” مهندس معماري و3D ARTIST وهو من عائلة فنّيّة في الأساس, وتعرّفنا إلى بعضنا البعض في شركة SPEACTOON الّتي نعمل بها, وعملنا مكمّل لبعضه البعض, فأنا أقوم بتصميم الشّخصيّات ورسمها 2D وهو يقوم بتحويل هذه الشّخصيّات إلى 3D ويقوم بتحريكها, إنه إنسان منفتح ويقدّر الفن كثيراً وهذا كان واضحاً من أول لقاء.
دَعَمني وشجّعني هو وعائلته, فلا يمكنني أن أنسى توجيهات وملاحظات عمّي الفنّان التّشكيلي “عدنان حميدة” على أعمالي الّتي جعلتني أنتقل من مستوى إلى آخر بشكل أفضل, ثُمّ أن ياسر يخلق لي جو مناسب وهادئ لكي أرسم بأي وقت, وساعدني كثيراً وشجّعني على أن أقبل رسم الطّلبات الشّخصيّة, والتّعامل مع بعض الزّبائن وهذا ما جعلني أكثر ارتياحاً قبل الزّواج.

• أخيرا لا يمكنني سوى أن أتوجّه بالشّكر لكِ ولكل متابعيكِ على الواقع, أو في العالم الافتراضي, وأقدّم التّحيّات لفنّك الراقي, ولعائلتكِ وأخصّ بالذّكر زوجك السّيّد “ياسر حميدة”.

– شكراً لك أُستاذ محمود, أتمنى لكَ ولكل فريق ET SYRIA المزيد من النّجاح والتّميّز