“طرابيش” حلم دمشقي غنائي

 

 

 

 

في ضيافتنا “مشروع طرابيش” الذي انطلق من البحث عن الطريقة الأنسب لتنفيذ الحلم الذي يحلم به صاحب فكرة المشروع “موفق عماد الدين” منذ سنوات طويلة وهو إعادة إحياء ما خسرته الأغنية السورية، والرغبة بسماع أغنية تعتمد على اللهجة المحلية التي كانت مفتاح نجاح الدراما السورية، خاصةً أنه تمرّس على كتابة القصائد باللهجة المحكية (العامية الدمشقية) وأصبح لديه هدفاً هو توظيف مقدرته على الكتابة بشكل تسويقي جديد يعتمد على الكوميديا ليستطيع جذب المعجبين بشكل أسرع وظل ذلك في رأسه إلى أن تشجَّعَ وطرح الفكرة على صديقه “معتز النابلسي” قائد فرقة “آتار” الموسيقية وهو مؤلف وملحن موسيقي له رصيد من الألحان يشهد بموهبته، فاقترح عليه فكرة التعاون بينهما.

“موفق” يكتب، و”معتز” يلحن، والاعتماد بالتنفيذ على آلة إيقاعية وعود فقط ويكون ذلك تحت اسم “دوم تك عود”.

لكن “معتز” كان صاحب رأي مخالف واقترح توسيع المشروع وجعله غير محدود بعدد معين من الآلات، وربط اسم الفرقة بلباس معين فاتفقا على “الطرابيش” ليخرجا باسم “مشروع طرابيش ستايل” يعتمد على فرقة “آتار” الموسيقية كعازفين وكورال، يختلف عددهم من أغنية إلى أخرى ولكن أغلبهم ثابت الحضور. ويستضيف المشروع في كل أغنية أحد الأصوات ليكون صولو للأغنية، يتم اختياره حسب كل أغنية وما تتطلبه من شخصية تناسبها صوتاً وشكلاً.

ولقد خرجا بتسمية “مشروع” لأن ما يريد المشروع تقديمه أبعد وأهم من مجرد أعمال لفرقة، هناك رسالة، وهناك منهجية في العمل لإيصال هذه الرسالة عدا عن أن فرقة الأستاذ معتز – فرقة “آتار” – موجودة، وليسوا بحاجة إلى فرقة وليدة. فالأمر كان في النهاية عبارة عن تعاون بين “موفق عماد الدين” و”معتز النابلسي” وفرقته “آتار” تحت عنوان “مشروع طرابيش ستايل”.

ويبدو واضحاً للجميع شرقية الأغاني التي قدمها “طرابيش” سواء بالكلام أو بالموسيقى لحناً وتوزيعاً أو باللباس، لكن هذا قابل للتغيير مع تغير موضوع الأغنية مع الأخذ بعين الاعتبار وجوب بقاء ولو لمسة شرقية على ما يقدمونه، ولم يكن اتجاههم لتقديم الأغنية الساخرة اتجاهاً مريحاً بل تحدٍّ واضح، لأن إضحاك السوريين اليوم أصعب من أي وقت مضى، وقد لا تكون جميع أعمالهم القادمة كوميدية بحتة ولكنها ستحتوي على عنصر الفكاهة بطريقة أو بأخرى.

“طرابيش” متفاهمون على التعاون لتسيير أمور هذا المشروع بكل سلاسة، “معتز النابلسي” يقود الفرقة الموسيقية و”موفق عماد الدين” يدير المشروع بكل متطلباته صوتاً وصورة من إدارة الإنتاج إلى سواها من متطلبات، يقول لنا السيد موفق مدير المشروع:

“يوجد بيني وبين معتز شراكة فنية حقيقية فنحن نختار مكان التصوير معاً ونختار من سيؤدي دور الصولو في الأغنية معاً ونعمل على المشروع كأبوين فنييَّن حريصَين على النجاح، ومن الصعوبات التي تواجهنا حقيقةً وهي من الأمور التي لا يعلمها الكثيرون أننا اخترنا في هذا المشروع العمل على طريقة (live session) وهي طريقة انقرضت تقريباً، لا يعمل بها أكثر من أربع أو خمس فرق موسيقية في العالم كله وتعتمد هذه الطريقة على التسجيل المباشر لأداء الأغنية صوتاً وصورة بهدف الحصول على روح عالية في العمل تختلف عن كل ما ينتجه سوانا من أعمال” ويتابع: “يمكنك أن تلاحظ حين تسمع أو تشاهد أي شيء من أغاني مشروعنا، ستشعر وكأن الفرقة تجلس بجانبك من خلال تعابير وجوه المغنين وحركاتهم العفوية وتعليقاتهم الكوميدية وهذه هي الصعوبة الكبرى لأن هذا يعني أن خطأ أحد أفراد الفرقة ولو كان في الثواني العشر الأخيرة من الأغنية سيجبر كل طاقم العمل على إعادة الغناء والأداء من أول وجديد، ولهذا يستهلك تسجيل وتصوير الأغنية الواحدة معنا أضعاف الوقت الذي تستهلكه الأغنية العادية للحصول على هذه النتيجة روح الفرقة”.

أما عن التمويل فيتحدث الأستاذ موفق: ” إن المشروع قد بدأ بتمويل شخصي مني كصاحب المبادرة ومدير لهذا المشروع ومن ثم بدأتُ بالبحث عن رعاة للعمل ونجحت بالاتفاق مع الأستاذ “غياث عربي كاتبي” مشكوراً وهو صاحب سلسلة الشركات والمصانع المعروفة باسمه، حيث منحني الرعاية باسم إحدى شركاته وبالطبع نحن ماضون قُدُماً بالبحث عن رعاة جدد لأنه كلما كان هناك رعاية أكبر سيحصل المشاهد على جودة أعلى ومنتجات أفضل.

وحقيقةً نحن نريد أن نتناول كل ما يخص حياة السوريين على طريقتنا، من أصغر الأشياء إلى أكبرها، كما نزود الجمهور بأغانٍ تتحدث عن أمور آنية كمعرض دمشق الدولي أو محاولة المنتخب السوري للتأهل لكأس العالم، على طريقة طرابيش ستايل.”

 

الرسالة التي يحاول المشروع إيصالها تنبع من قلب الناس وإلى قلبهم، لأنهم يتحدثون بلسان السوري البسيط ومن وجهة نظره، ويبدو أن فوضى مواقع التواصل تساعدهم على الانتشار أكثر من أن تعيق انتشارهم ولكن للأسف فإنّ ضريبة هذا الانتشار هي ضياع حقوق الملكية الفكرية، وسيكون هناك تعاون قريب بين مشروع طرابيش ستايل ومشاريع أخرى على هامش عملهم على صفحتهم الرسمية، وهناك ثلاث أغانٍ جديدة يتم التحضير لها قريباً حسب ما أفادوا لموقعنا.

وفي الختام شكر “مشروع طرابيش” اهتمام موقع ETSYRIA بهم ووجهوا كلمة أخيرة للجمهور قائلين:

بدأنا غير عابثين، نعلم ماذا نريد ونحن نقترب كل يوم من تحقيق أهدافنا، ودخولنا في “توب 5” للأغاني السورية لهذا الأسبوع بأغنيتنا الأخيرة “الله حيو” التي أهديناها للمنتخب السوري رَفَعَ وتيرة التحدي، ونحن نعد جمهورنا بالأفضل دوماً إن شاء الله.