ماذا لو كانت “عشتار” نجمة Arab Idol؟

مازال مسلسل “عشتار” الذي كتبته ومثّلته النجمة “أمل عرفة” يسيطر على قلوب الكثيرين من المشاهدين، فعندما تتم إعادة عرضه يعود الناس لمشاهدته مجدداً لاستعادة ذكريات المسلسل الجميلة والاستمتاع بصوت وأداء أمل المفعم بالحب والطرب والجمال.
ومع تزامن انتهاء عرض مسلسل “عشتار” على قناة سوريا دراما، يستوقفنا سؤال افتراضي.. ماذا لو كانت عشتار تريد أن تصبح مغنية في 2017؟!
في العمل تبدو شخصية عشتار بدينةً جداً بنظارات طبية وشعر قصير وثياب كلاسيكية و أنف كبير، أما الصفات النفسية فتجلت كونها فتاة طيبة القلب صوتها جميل جداً بشهادة الجميع، وهي ممتلئةٌ بالحب لدرجة السذاجة مما يجعلها ضحيةً لنصّاب أحبّته بكل جوارحها. فتبيعه منزل جدتها الكبير الذي كتبته لها باسمها قبل وفاتها، فتسرقُ الخديعةُ التي تعرضت لها فرحها مهما أضاءَ نجمها وعَلا.

تُفتحُ لعشتار التي غيرت اسمها إلى “نيرمين” كيلا يعرفها أحد أبوابُ المجد ليُحيلها إلى امرأة جميلة نتيجة خضوعها لعمليات التجميل. وذلك على حساب أموالِ رجلٍ تبناها “جواد بيك” الشخصية التي قام بتأديتها الراحل الكبير “خالد تاجا” لتنقلب حياة عشتار رأساً على عقب وتنطلق نحو الشهرة بشكل جديد وحياة أخرى دون أن تمنعها عن الانسلاخ عن ماضيها التعيس أو صفاتها الطيبة. حتى تقع عشتار من جديد بسبب بساطتها وحبها ضحية ذات الشخص لكن بطريقة أخرى فتنهار هي ونجوميتها عندما يكشف للناس وللإعلام اسمها وشكلها الحقيقيَّين.
عشتار أو نيرمين “اسمها الفني” لو انتظرت قليلاً إلى أيام كهذه الأيام لاستطاعت تحقيق ذاتها دون جهدٍ أو تعرُّض لخديعة، فاليوم نحن أمام عشرات البرامج التي تقدّم للمواهب فرصة الظهور على أهم الشاشات ليغنوا على المسارح أمام جمهور غفير، بالإضافة لذلك فإن هكذا البرامج لا تهتم فقط بالصوت فهي تقدم نجماً أو نجمة بالشكل أولاً. ولذلك فإن المظهر يعني لإدارة هذه البرامج الكثير، فتستعين بخبراء التجميل لينقلبَ الشخص مئة وثمانين درجة ويصبح مختلفاً تماماً عن ذي قبل من لون بشرة وشكل الأسنان أو البدانة وقَصّة الشعر والمكياج طبعاً.
وحتى لو لم تكن أنت صديقي القارئ الفائز في البرنامج فستصبح نجماً وتنتشر بسهولة نتيجةَ توافر مواقع التواصل الاجتماعي التي ستفصفص وتنشر أخبارك منذ طفولتك حتى دخولك البرنامج.
فلو كانت عشتار قد دخلت إلى أحد هذه البرامج المعروفة للجميع لانقلب شكلها تماماً دون أن تدفع نقوداً أو تتعرض لمشاكل من شخص معيّن كما حصل في المسلسل، وكانت ستصبح نجمةً بسهولة بمجرد مشاركتها في أي برنامج غنائي وإنشاء صفحةٍ لها على الفيسبوك أو تويتر أو غيره، وكانت ستحصل على الشكل وحتى المضمون المَرجوّ الذي تهواه ويستهويه الناس. أما عن خصوصيتها فستُستباح حتماً وسيعرف الجميع أن اسمها الحقيقي “عشتار” وليس “نيرمين” وشكلها كان هكذا وأصبح هكذا، وسيعرفون من أين هي وما ديانتها، وما اسم أمها وأبيها وربما حبيبها وجدتها أيضاً.


عشتار عانت الكثير حتى وصلت في ذلك الزمن إلى النجومية التي حلمت بها طويلاً وانهارت نتيجة كشف حقيقة اسمها وشكلها وحياتها، لكن لو أصبحت نجمةً بمعايير الزمن الآني لما انهارت ولما حصل كل ما حصل. فبكل بساطة باتت النجومية والشهرة في وقتنا الحالي أسهل بكثير من نجومية الزمن الأصيل الذي قدم لنا شيئاً حقيقياً نستطيع الإحساس به وبجماله وبالصعوبة والمعاناة التي جعلت الشخص يصل لهذه المرحلة من الشهرة، عكس ما يجري في أيامنا هذه من بهرجةٍ وألوانٍ ونجومية مزيّفة لدرجة أن هذا الزيف وللأسف استطاع تلويث رموز وفنون ذاك الزمن الجميل.

“عشتار” مسلسل سوري اجتماعي أُنتِجَ عام 2004 من تأليف أمل عرفة وإخراج ناجي طعمي، بطولة:

أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، صباح جزائري، خالد تاجا، جرجس جبارة، سليم صبري، سلمى المصري، مانيا النبواني.