أبو الوجد الثائر بسام كوسا || القصة ومافيها

 

 

 

ETsyria || تستفيق حلب من سباتها الموحش على أطلال مرّة، تستذكر خطوات ذاك الصبي في شوارعها وهو يخطو نحو المسرح الجامعي جيئة وذهاباً. ينحت الفكرة كما ينحت الصلصال في الجامعة فيبدع مرتين، مرة حين يكسو منحوتته ملامح شخصية صقلها في ذهنه الخصب، ومرة حين يمتلك مفاتيح الشخصية الدرامية على المسرح.
في ذلك الزمن التسعيني كان المطر يصعد بدل هبوطه في ليالي ابن آوى، وكانت الصالحية تضم لأهلوها حمدي الذي سيكبر مع الأيام الشامية فيكون المخرز ونصار بن عريبي والادعشري وعاصم بيك. وهو في كل مشهد يقدم على تصويره، يستذكر تلك الوقفة أمام سمر سامي في الكومبارس حين عبّر بجنون عن حلمه في التمثيل. حينها ربح جائزة المعهد العربي في باريس ولم تتوقف من ذلك التوقيت التكريمات درامية كانت أم سينمائية، بل كان عضواً في لجان سينمائية عدة أيضاً. هبّ إلى الكوميديا فكان ناظم بيك ناظم العمل المؤسساتي بقانون ولكن، ورب العائلة في ضبو الشناتي. لكن الانتظار لصناعة دراما سورية منافسة لربما مرّ بسحابة صيف فولد إبداعاً زمن اسمه العار وعصر اسمه عصر الجنون حتى بلغ وراء الشمس.
ليعود الحلبي إلى كوم الحجر ويغدو الآغا ثم الحوت، ويطلق من طاحون الشر صرخة تفك قيود الروح وترجعه إلى خان الحرير يحمل صندوق الدنيا بين يديه ويطرق باب الحديد.
فهو الفراري من خلف القضبان عاش الفصول الأربعة من الشريد حتى التبع اليماني لكنه وفي كل دور أداه جعل منه دومينو، يخلع رداء الشخصية عنه بعد انتهائها يسقطها في ذهن المشاهدين ويعود بكامل حريته وعنفوانه الأول يقف كوقفته في فيلم الكومبارس ويقول دونما كلام:
ها أنا المتبقي من زمن الخوالي

 

 

كتابة : Anas faraj
تصميم : Abdulrahman Alia


#ETsyria #ET_SYRIA