ماذا لو كان هناك جزء ثالث للفصول الأربعة؟


المسلسل العائلي الّذي ما زال تاركاً آثاره حتّى هذه اللّحظة, والّذي دخل كافة البيوت العربية رافعاً الدراما السّورية من مستوى إلى آخر، بحكاياته وشخصيّاته وصوره، إضافة إلى احتلال مقاطعه القصيرة عدد لا بأس به من صفحات التّواصل الاجتماعي.
في لقاء عبر ميلودي FM في دمشق، تمنّت إحدى بطلات العمل القديرة “مها المصري” أن يكون هناك جزء ثالث لهذا المسلسل بعد مرور عشرون عاماً تقريباً.
من حيث المبدأ فإن هذا الاقتراح يُحكى بأمره، حيث أنَّ هذا العمل شكّل نقلة نوعيّة في تاريخ الدراما نحن بأمس الحاجة إليها في وقتنا الحالي كعمل متكامل (نصّاً: تأليف: ريم حنّا- دلع الرّحبي، وإخراجاً: حاتم علي, ونخبة النّجوم تمثيلاً) حيث كان سحر الأداء والواقعية فيه شغلهم الشّاغل ابتداءً من كبار العائلة ” جدّو كريم” و “تيتة نبيلة” و “عمتو جميلة” وليس انتهاءً بالطّفلة “نارا”، إضافة إلى أنّه فرصة سانحة لعودة المُغيّبين عن الدراما والّتي عدّت “مها المصري” نفسها منهم في نفس اللّقاء و كذلك “رباب كنعان” التي لعبت دور “مايا الجوربار”.
لكن مهلاً!! كيف سيكون العمل بحلّته الجديدة؟ ومن هي العائلة الّتي ستكون المحور الأساسي للعمل؟ وأيّ بيت سيلم شمل العائلة؟ بعد أن فقدت الدراما أعمدة المسلسل الرئيسية: خالد تاجا، نبيلة النابلسي وهالة شوكت.
إذا افترضنا أنَّه سيتم تصوير جزء ثالث بنفس المقاييس فإنَّ المخرج حاتم علي لن يستبدل الشخصيّات التي فقدتها الدراما بنجوم آخرين كحال الأعمال الّتي يُستبدَل فيها الممثل في كل جزء جديد، وكاتبتين بقدر ريم حنّا ودلع الرّحبي لن تقوما بكتابة حلقات جديدة تفتقد إلى التّبرير الدّرامي مثلاً.
الجدير بالذكر أنَّ أبطال العمل قد فرّقتهم المسافات في السّنوات المنصرمة فبعضهم مازال في سورية، وبعضهم الآخر من يقيم خارجها في الوقت الحالي.
خلاصة القول: هذا العمل يمثّل ذكريات المجتمع السّوري بكل تفاصيله، فحبَّذا لو تم تصوير جزء ثالث بنفس المقاييس لإحياء الدراما من جديد واسترجاع ذكريات ومشاعر لطالما افتقدناها في الآونة الأخير، وحبّذا أن لا يتم تصويره وتبقى ذكرياتنا بخير إن كان سيخرج الجزء الجديد المفترض عن أيّ من المقاييس الّتي ذكرناها، ويودي بذلك إلى العَبَث بتفاصيل العمل العميقة وهلاكها.