حكايات الجنس خارج الزواج في الدراما .. للطرح فقط!!

حب، لهفة، اشتياق، مشاعر صادقة لطالما تناولتها الدراما السورية بمختلف أعمالها. العديد والعديد من قصص العشق على اختلاف الأعمار والفئات منها من تكلّلت بالنجاح وانتهت بالزواج، ومنها من باءت بالفشل وانتهت بفراق الحبيبين.

إلا أن السنوات الأخيرة قد شهدت الدراما في حكاياتها منوالاً متكرراً لطرح فكرة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج بين العشّاق؟

وبهذا الصدد سنناقش العديد من الأعمال:

  • مسلسل تخت شرقي (2010 ، تأليف: يم مشهدي- إخراج: رشا شربتجي)

يتناول العمل هذه الفكرة عن طريق قصة الطبيب الشاب جلال “مكسيم خليل”، والطبيبة الشابة غريتا “سلافة معمار”، التي نشأت في ألمانيا.  يقع جلال وغريتا في حب بعضهما وتسمح طباع غريتا الغربية لجلال بتجاوز الرائج في المجتمعات الشرقية. مما يسمح بنشوء علاقة جنسية بينهما قبل الزواج، فيتردد جلال إلى منزل غريتا مراراً وتكراراً، حتى يشعر وبشكل مفاجئ أن الأمر لا يناسبه! وأنه يريد لها أن تكون شابة محترمة ذات صيت حسن.

ينجح جلال في تغيير القليل من طباع غريتا الغربية، بما يخص الملابس وبعض العادات الاجتماعية. لكنّ الأمر لا يروق له حتى بعد ذلك، فيصارحها بأنها ليست الفتاة التي يريد الزواج بها وتنتهي العلاقة بالانفصال. يذكر أن الكاتبة يم مشهدي صرحت في ندوة تلفزيونية بعد عرض المسلسل أنها عدلّت خط غريتا حيث كانت الشخصية الأساسية على الورق سورية ولكنها عدلت الخط بالاتفاق مع المخرجة وجعلت غريتا قادمة من بيئة غربية حتى يتقبل المجتمع القصة.

 

  • مسلسل تعب المشوار (2011، تأليف: فادي قوشقجي – إخراج: سيف الدين سبيعي)

سعيد “عباس النوري” الرجل الخمسيني المتحرّر الذي يقع في حب ميسون “ديمة قندلفت” فتاة تصغره بستة وعشرين عاما ميسون.

يعيشان علاقة حب سرية يفرضها فارق السن الكبير بينهما، حيث أن ميسون من أسرة تقليدية، وعائلتها ستعارض فكرة ارتباطها برجل يكبرها في السن كثيراً.

تنشأ أيضاً بينهما علاقة جنسية قبل الزواج وتظل ميسون خافية أمرها إلى أن يتقدم لها عريساً حسن الصفات، فتصارح سعيد بالأمر منتظرة أن يدفعها إلى عدم الموافقة. لكنه وبكل بساطة يطلب منها أن توافق عليه متعذراً أنه ليس مستعداً لفكرة الزواج منها، فتنتهي العلاقة بالانفصال أيضاً.

 

  • مسلسل “أرواح عارية” (2012، تأليف:فادي قوشقجي- إخراج: اللّيث حجّو)

تناول هذا العمل العديد من العلاقات وقصص العشق التي تندرج تحت هذه الفكرة. ومن بين هذه العلاقات قصة ناديا “نادين تحسين بيك”، الطالبة الجامعية المنحدرة من أسرة تقليدية، وأمجد “خالد القيش” الشاب الّذي يبحث عن والده بعد غياب.

يلتقي أمجد بناديا ليقع في شباك غرامها، وكما سابق القصص تنشأ بينهما علاقة جنسية قبل الزواج. يبوح لها أمجد عن أمر بحثه عن والده، لتساعده نادية في العثور على أبيه الذي يطلب منه إخفاء حقيقة وجوده مقابل تقاضي مبلغاً من المال، فيوافق أمجد على الأمر من مبدأ “عصفور بالإيد ولا عشرة على الشجرة”.

يذهب أمجد بالمال إلى ناديا ويشرح لها ما حدث مع والده، لتنصدم بتصرفه الذي ينم عن قلّة كرامته، وبيعه لنفسه مقابل المال. فتقرر أن تخيّره بين أمرين: أولهما أن يعيد المال إلى أبيه، ومن ثم يتقدّم أي خطبتها من والدتها. والثاني أن يبقي المال بحوزته لتقوم هي بإنهاء العلاقة بالمقابل والمضي قدماً في طريقها بالحياة، فيختار الاحتمال الأول.

 

  • مسلسل “نساء من هذا الزمن” ( 2014 تأليف: بثينة عوض – إخراج : أحمد ابراهيم أحمد)

مرة جديدة يتناول العمل شخصية الطبيبة، لكن الطبيبة النفسية هذه المرة من خلال شخصية شام” قمر خلف”، التي تصطدم بهروب الرجل من فكرة المرأة المتحررة عندما يقرر الزواج. حيث تقع شام في حب المحامي منصور “مهيار خضور”، وتتردّد إليه كثيرا لتحصل علاقة جنسية بينهما. تمر الأيام إلى أن يقرّران الزواج، فتبرز حجج منصور في أنه يجب على شام التخلص من العديد من عاداتها، إلى أن يصلان إلى نقاش حاد حول زفافهما. فهي تريده عرسا مختلطاً (رجال ونساء) بينما وضع منصور الاجتماعي لا يسمح له بأن يقيم عرساً مختلط. يحتد النقاش لينتهي في آخر المطاف إلى إنهاء منصور للعلاقة.

تكتشف شام أنها حامل وتعزم على إخبار منصور لتصطدم بأنه قد قام بالزواج من صديقتها المقرّبة، فتقرر إجهاض الولد في إحدى العيادات وتنتهي العلاقة بالفشل.

 

  • مسلسل “شوق” (2017 تأليف: حازم سلمان- إخراج: رشا شربتجي)

شوق “نسرين طافش” الصحفية الناجحة المتفائلة رغم فقدانها لأهلها إثر سقوط قذيفة هاون. تقع في حب مجد “جوان الخضر”، وهو شاب مرتبط مع فتاة أخرى بإطار الخطوبة. ومع ذلك تستمر في علاقتها معه ويقع في حب شوق لتحدث علاقة جنسية بينهما.

مع اقتراب موعد زفافه يصارح شوق بالأمر، فتقرر الانفصال عنه لأجل مخطوبته.

تصاب شوق بالزهايمر المبكّر إثر الصدمات المتتالية التي انهالت عليها، ويقرر مجد الرجوع إليها رغم معرفته بالأمر، فينهي علاقته بمخطوبته التي تحبّه كثيراً ويقدم على الزواج من شوق، لتنتهي العلاقة بالزواج وإنجاب طفلة.

 

هناك العديد من الاسئلة بعد استعراض حكايات العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج:

هل باتت الدراما السوريّة لا تعرض قصصاً وحكايات تخص المجتمع السوري أو ينكر المجتمع أنها تخصه؟ أم أنّ مثل هذه العلاقات منتشرة بين العشاق في هذا المجتمع، وتعبّر عن شريحة كبيرة منهم؟

وهل باتت هذه العلاقات مقياساً لضمان ترويج المسلسل وتهافت شركات الانتاج عليه، وبالتالي المحطّات التلفزيونية؟!

وهل الجدير بنا الاستغناء عن دبلجة الدراما التركية، حيث لم يعد هناك فرق بينها وبين الدراما المحلّيّة من جانب طرح العلاقات الجنسية بهذه الانسيابية ؟! وماذا عن طرح الدراما لهذه الحكايات بشكل بارز من الحلقات الأولى مع طمس مستقبلها بنهايات محافظة في غالب الأحيان ترسخ فكر المجتمع التقليدي أو ما يراه البعض “بالخشبي”؟!

لعل الدراما السورية تقدمت خطوة جريئة في نقاش هذه الحكايات بعيداً عن إطار الاغتصاب والتعنيف – وإن وجد درامياً- لتقدم نموذجاً عن دور الجنس في الحياة العاطفية دون تقديم السياق الدرامي الداعم له أو إقناع المشاهد أن الحكاية لم تقحم في المسلسل من أجل الترويج ليس أكثر!!