معرض الكتاب: إقبال كبير و النتيجة.. سيلفي!!

 

 

 

 

افتُتح في دمشق بأروقة المكتبة الوطنية معرضُ الكتاب بتاريخ 2 آب ليقفل أبوابه نهاية يوم 12 آب، فآثرتُ الذهاب إليه مع أصدقائي المهتمين بالثقافة واقتناء الكتب.
دخلتُ معرض الكتاب متحمّساً علّني أشتري روايات وكتب مفيدة بسعرٍ مقبول ربما أقل من السوق، ولأغوص باستمتاع في بحر الورق.
دخلتُ وبدأتُ التنقل بين الأجنحة والأقسام حيث امتلأت بعروض دور النشر السورية والمصرية واللبنانية والإيرانية وغيرها كما توافرت الكتب التي تتحدث عن التاريخ الروسي بالعربية وإن غابت الدور الروسية. 
التنظيم لم يكن مثيراً و ملفتاً، حيث ستجد نفسك في سوق كبير يحتوي محلات لبيع الكتب لا تستطيع أن تتنقل بينها باستمتاع ليس بسبب الازدحام فقط، إنما بسبب الحَر الشديد وانعدام التكييف، فتضمحلّ رغبتك بسبب الحرارة عن البحث بشكل أوسع. ورغم ذلك قاومتُ وتابعت التجوّل ربما أخرجُ بنتيجة أو أجدُ كتاباً فريداً.
في كل جولتي لم ألحظ أي دار نشر تقوم بدعاية إعلانية مبهرجة لتبهر الزوار وتجذب الزائرين، فأمامك الكتب موجودة وكأنها تصرخ بلغة مبهمة: اخدمْ نفسك بنفسك.
تجولتُ في أزقة المعرض باحثاً عن عدة كتب من الأدب العربي والعالمي كما استفسرتُ عن الأسعار فكانت الصدمة أنّ السعر أعلى من السوق العادية بكثير، وربما الفارق يصل حد ألف ليرة كاملة، مع العلم أنني أستطيع شراءها من على بعد خطوات بسعر أرخص من هذا. لكني لا أنكر أن بعض الأجنحة كان سعرها كسعر السوق تماماً دون اختلاف،لكنها لم تكن تملك أي كتب مميزة عن كتب السوق باستثناء الكتب الجديدة للكتّاب المغمورين والذي تواجد في المعرض القليل منهم ليقوموا بالتوقيع لمقتني الكتب.

من ناحية المضمون تنوعت الأقسام بين الكتب الدينية – أو ربما المتحيزة في بعض منها لفكر معين- علاوة على كتب الأطفال والروايات المختلفة وحتى كتب الطب والفن والتجميل.
الإقبال كان هائلاً من حيث العدد لكن الشراء لم يكن ضخماً حسب ما رأيت، فالتقاط الصور كان هاجس الجميع. فضلاً عن تهافت كاميرات وإذاعات الصحافة لإجراء المقابلات والحوارات خاصة في جناح العرض الذي امتلأ بمخطوطات جميلة ذات قيمة فنية وتاريخية، حيث احتوى الجناح على مجموعة مقتنيات للمجلات العربية والسورية القديمة الرائدة كمجلة العروس وجريدة الأيام. بالإضافة لمقتنيات الفنانين بخط أيديهم كمخطوطات وسيناريوهات للراحل عبد اللطيف فتحي والراحل فنان الشعب رفيق سبيعي اللذَين حضرا بشكل تعبيري عبر تمثالَين لهما. كما عرضت أيضاً سيناريوهات للمخرج المسرحي حكمت محسن، بالإضافة لمنحوتات وتماثيل عن الآلهة القديمة ونبذة عن حياة بعض الكتّاب و المؤرخين التي عُلّقَت مع صورهم في لوحات على الحائط مثل: رضا سعيد وماري العجمي ومحمد كرد علي ومخطوطات عتيقة للمصحف الشريف وغيرها.
خرجتُ من الجناح وتابعتُ التجوال، الغريب في بعض الأجنحة أن تجد رفوفاً اصطفت عليها كتب دينية كثيرة والصف الذي يليها في الأسفل كان عليه كتاب “فنون غرفة النوم”!!!
أما الملفت أكثر أن هناك دار -أتحفظ عن ذكر اسمها- تُعنى بقصص الأطفال، حيث تأتي بالقصص العالمية و”تقوّمها” حسب ما يتناسب مع واقعنا الشرقي كما يقول صاحبها. فلا تتعجبوا حين ترون في قصص “للأطفال” -و أشدّد على كلمة “أطفال”- أنّ ليلى محجبة من الذئب، والأم ترتدي الخمار في منزلها مع أطفالها في القصص المصورة. فضلاً عن تقسيم القصص الطفولية إلى كتب “ذكورية”وأخرى “أنثوية” و منع اختلاط القسمَين معاً!!. فهناك آداب للذكور وأخرى للإناث الأطفال يجب عليهم اتباعها حسب أهواء صاحب دار النشر الدينية الذي يغيّر فحوى القصص العالمية بما يتناسب مع واقع الطفل العربي ليحجّمَ عقله عن التخيل و التوسع في الأفق!!!
لكنّ المعرض بمجمله لا يخلو من عروض كتب مميزة من الناحية الثقافية والسياسية والتاريخية، وربما تجد فيه ضالتك التي تبحث عنها ولم تجدها في السوق العادية، لكنك ستدفع سعراً عالياً تقريباً وذلك بسبب “الدولار” حسب قول أحد البائعين في دارٍ ما.
وبما أنّ الجميع كان يلتقط الصور أُصِبتُ بالعدوى فالتقطتُ السيلفي أيضاً وغادرتُ وأصدقائي دون أن نشتري من الكتب شيئاً، وربما جاءت فكرة الصورة كي نخفيَ خيبتنا بعد حماسٍ زائد خططنا له منذ أيام!!