“محمد أوسو” هل غابت النجومية فصعُب النسيان؟!

 

أحمد سلمان – طرطوس 

ليست شخصية “كسمو” أو “سلطة” أو “هارون” بل “أوسو” تدفعنا للتساؤل لماذا هي باقية حتى الآن؟ فمحمد أوسو الكاتب لم يمارس السادية أو الاحتكار لخلق دور البطولة المطلقة في أعماله التلفزيونية كما فعل “ياسر العظمة” في سلسلة مرايا ونجح طبعاً أو كما فعل روان اتكنسون في سلسلة “مستر بين الشهيرة”. بل أعطى كسمو لنفسه مساحةً بأقل ما يمكن للمشاهد أن يطلبه وكان شحيحاً في الظهور على الشاشة، كما لم يتبنَّ سياسة البطل الواحد بل أتقن فكرة مفادها أن (“ليس المهم أن تأخذ دور البطولة بل المهم أن تؤدي دورك ببطولة”).
قد يأخذنا ذلك للتفكير بسر بقائه في ذاكرة الجمهور الشاب مع أن آخر اعماله كان في 2007 بدور هارون بمسلسل “كثير من الحب كثير من العنف” ومن يتابع صفحته اليوم على الفيس بوك يجدها تضج بالمعجبين والتعليقات الإيجابية والمحبة. وكأن صاحبها لم يتغيب عن السباق الدرامي عشر سنوات، بل ينافس الأعمال الحديثة بأرشيفه القديم، فعبر اليوتيوب حيث تتوفر حلقات مسلسلاته ومقاطع الفيديو التي تظهر جزءاً من أدواره. كما نجد أن نسبة المشاهدة فيها عالية وكذلك التعليقات التي تدل على حب الجمهور لأوسو ولأعماله.
وطبعاً هذا لا يعني أن الحشود الجماهيرية لنجم ما تحقق قيمة فنية راقية فالوسط الفني بكل الأصعدة متخم بالجماهيرية لنجوم سطحيين لا يستحقون ذلك. ولكن “أوسو” ليس فناناً استعراضياً أو أنثى مثيرة تجمع الناس عبر جسدها أو من خلال السكوبات الرخيصة، بل هو ممثل أدى شخصيات من الشارع وللشارع، كتبها ببساطة وبلا تعقيد واستغنى عن الترميز والإسقاطات للقضايا الكبرى فكانت تخرج من بيننا، من حكايات أصدقائنا، ومن قصص الجيران والمدرسة. وكأنه حصر اللعبة الفنية بتفاصيلنا اليومية المضحكة المبكية وهل هناك أكثر عذوبة وسرعة من دخول قلب أحد ما بأسلوب غير الضحك؟!ذاك الأسلوب الذي جعل من ” أوسو”صديقاً لجمهوره وقريباً من تفاصيل حياتهم ومعلقاً بذاكرتهم؟.
ولكن نعود للتساؤل هل “أوسو” الوحيد الذي قدم مثل هذه النوعية من الأدوار؟ طبعاً لا، ولكن هو من القلائل الذين صمدوا في وجه مطحنة الثلاثين حلقة!! وهل يعود هذا التميز نتيجةً لحاجة الشارع إلى نجم شاب كوميدي بخلاف الممثلين الآخرين الكوميديين الذين تجاوزوا منتصف العمر؟! ومثال على ذلك مسلسل “أيام الدراسة” كعمل شبابي اتكأ على وجوه شابة ليصنع منها نجوم كوميديا.
بالمقابل، هل الكاريزما البسيطة المتحايلة المنتمية للبيئة الفقيرة التي ظهر بها أوسو في أعماله التي كتبها ساعدت على محاكاة طبقة الشباب المفعم بالحيوية والمغرق في الواضع يملؤه التجربة لاكتشاف الحياة كون جماهيرية “أوسو” تنبع أغلبها من الفئة الفتية الشابة؟
لاحقاً وجهت لأوسو تسميات وانتقادات مختلفة على أنه مبتذل وگمهرج وفقاعة عابرة، لكن هل يحفظ الزمن “مبتذلين” ومهرجين انقطعوا عشر سنين عن الظهور؟ فحتى موقف أوسو السياسي إبان الحراك في سوريا لم يقسم معجبوه بل اتفقوا على محبته بخلاف الفنانين السوريين الذين عبروا عن موقفهم.
أوسو الآن يقيم في تركيا واقتصر تواصله مع جمهوره على صفحته على الفيسبوك التى أنشأها في 2016/8/20 ونشر فيها أنه في صدد تحضير فيلم تحت اسم “نايا”.
بهذه الحكايا البسيطة استطاع “أوسو” أن يثبت أنه حاجةٌ للدراما العربية وليس مجرد حركة عابرة فقد نظم موهبته الفنية للإضاءة على المهمّشين في المجتمعات وإيصال رسالة تبدو للوهلة الأولى أنها ليست مهمة أو عادية إلا أنه تمكّن من تنمية الموهبة التي تجعله لا يُنسى، وضخ قدراته ليقول رسائل معقدة بطريقة مبسطة.
في التمثيل شارك محمد أوسو في لوحات”مرايا” و”بقعة ضوء” ومسلسل “الوزير و سعادة حرمه”
ومن أعماله التي ألّفها وشارك فيها كممثل : بكرا أحلى بدور كسمو 2005
كسر الخواطر بدور سلطة 2006
كثير من الحب كثير من العنف بدور هارون 2007
بقعة ضوء الجزء السادس 2008 وكان آخر ظهور له.