دانا جبر: أخاف التغيير ونجم «الواسطة» لا يلمع

شكّلت الفنانة الشابة دانا جبر وعلى مدار عشرة سنوات صورة الفتاة الجميلة على الشاشة، لكنها وهرباً من النمطية تنقلت بروح الشباب بين مساحات درامية مع مخرجين كثر، ترفض فكرة أنها “بنت الواسطة” وتفتخر أنها ابنة عائلة فنية عريقة، تعلّمت منها الكثير ولازالت، وتنظر لمشوارها الفني على أنه لازال في البدايات رغم رصيدها في السينما والتلفزيون من الأعمال العديدة، وفي أحد بيوت دمشق القديمة سمحت لنا بإجراء حديثٍ صحفي، أجابت بعفوية عن أسئلتنا، بدون أي تصنع وبكل وضوح، فهي لا تشبه إلّا نفسها.

عنيدة في “لحظات”

قبل أن تبدأ بتصوير مشاهدها في خماسيات “عن الهوى والجوى” (انتاج سيريانا) مع المخرج فادي سليم، تحدثت لنا دانا جبر عن دورها في خماسية “لحظات” فقالت: «سلمى، ابنة الأغا، العنيدة لدرجة المحاربة لأجل أي شيءٍ تريده، تعارض والدها الزواج من “بيك” وبنفس الوقت تقع في غرام شاب فقير، يتيمة الأم فتجد عمتها “بوران” (القديرة منى واصف) سنداً لها، والتي تشبها كثيراً، لكن في النهاية تقف ضدها خوفاً عليها من البقاء وحيدة»، وعن التعاون الخامس بينها والمخرج سليم أضافت، «المخرج فادي سليم الذي جمعني به أكثر من أربع أعمال، يؤمن بموهبتي وأنه لدي الكثير لأقدمه، بعيداً عن الأدوار المحدودة، يعلم ما يريد والعمل معه ممتع».


منى واصف.. أمنية تحققت

الخالة في الحقيقة والعمة على الشاشة، هي أمنية طالما تمنتها دانا جبر بالوقوف أمام النجمة القديرة منى واصف، وعن ذلك أخبرتنا: «بحكم القرابة بيني وبين خالتي منى واصف، فإننا يومياً على تواصل، تمنيت كثيراً أن أقف بجانبها في الفن، جمعنا “باب الحارة” يوماً ما، لكنني دائماً كنت أطمع بمساحة أكبر تجمعني بها، واليوم تحقق ذلك أمام كاميرا فادي سليم، لأنني قريبة منها في الحياة، ونصيحتها ترافقني دائماً، لم أشعر أمامها في موقع التصوير بتلبكٍ أو خوف، “سلمى” فقدت الأم ولكن عمتها “بوران” كانت لها الحنانَ والسند، ومنى واصف في حياتي أكثر من ذلك، الشخصيتين وعلى صفحات النصّ جمعتهم حوارات مليئة بالنصيحة وخلاصة التجارب ضمن حدود القصّة المكتوبة، توزّعت على حلقات الخماسية، جميعها تفاصيل استمتعت بها«، وأضافت، «شهادتي بها مجروحة بها، إنسانية لأبعد الحدود، تتبنّى الممثل الذي يشاركها المشهد، بسيطة ومتواضعة، لم أشعر أمامها في موقع التصوير بتلبكٍ أو خوف، وبشكل عام نحن على نقاش مستمر بالفن، أُنصِت إلى ما تنصحني به سواءً ليس فقط بالتمثيل إنما بكل خطوط الحياة، وهي نجمة بكل معنى الكلمة».


نجم “الواسطة” لايلمع

ترفض دانا جبر فكرة دخولها عالم الفن عن طريق الوساطات، إذ أن الموهبة هي التي تستمر لا المحسوبيات، وعن ذلك قالت: «لم أدخل من باب “الواسطة” إلى التمثيل، نجم الصدفة لا يستمر، أفتخر أنني ابنة عائلة فنية، تعلمت منها ولازلت أتعلم الكثير، لا أخشى المقارنة أحد بخالاتي مرح وليلى، بل على العكس ذلك الأمر يسعدني«، سمح لنا الحديث هنا بسؤالها عن عدم دخولها المعهد العالي للفنون المسرحية فأجابت: «عندما استشرت أهل الخبرة بالتسجيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، نصحوني بعدم اتخاذ هذه الخطوة، خاصة بعد إنجازي لعدة شخصيات بأعمال متنوعة، فالمسرح وبرأيي له تقنياته وأدواته التي تختلف عن التلفزيون وأيضاً عن السينما، لكل نوع “تكنيك” معيّن، عدا عن الثقافة التي تحيط بطالب التمثيل في أروقة المعهد من خلال قراءة الروايات، ودراسة النصوص المسرحية وتجسيدها على الخشبة، ما يراكم لديه الخبرة، لكنني وبكل عمل درامي قدمته أخذت الخبرة من خلال ملاحظات المخرجين معي ومع زملائي الفنانين، فعندما يدرك الممثل وبدافع الحب لهذه المهنة ما يجري من حوله أثناء التصوير ويلتقط كل فكرة يقولها المخرج، تتجسد تلك التفاصيل في اللاشعور على شكل خبرة متراكمة، تصقل الموهبة وتطور الأدوات». 

الجمال ضروري لكنه لايكفي

نسألها عن الجمال، بماذا ساعدتها ملامحها الجميلة في أداء الشخصيات، تجيبنا:  «الجمال صفة مهمة بالممثل ولكن وحده لايكفي، ربما أغلب المخرجين ينظرون إلى دانا جبر على أنها الفتاة الجميلة وبالتالي فإنهم يحكمون مسبقاً بهذه النوعية من الأدوار، ولكن منذ بداية مشواري الفني لم أقدم فقد الفتاة “الغنوجة”، وإنما تنوعت الأدوار بين الدراما والبيئة والكوميديا».


مخرجون أذكياء

ترى دانا جبر أن الدراما السورية لديها العديد من المخرجين لديهم رؤيتهم الخاصة بالممثل، وعن ذلك قالت: «أنا محظوظة بوقوفي أمام كبار أساتذة ونجوم، وبأعمال درامية مهمة، كـ “شبابيك”، “الشك”، “باب الحارة”، وغيرها، لدينا مخرجين أذكياء، لهم رؤية بما يستطيع كل ممثل أن يقدمه، وإلى أي مدى يمكن أن يصبح نجماً في المستقبل، فكرة تبنّي المواهب والعمل على تطويرها موجودة».

بين النمطية والمركبة.. خوف

اعتياد الجمهور على رؤية الفنانة دانا جبر بمظهر الفتاة الجميلة، كسرته قليلاً بأعمال كـ “الشك” و”دومينو”، لكن التحول الجذري نحو أداء الشخصيات المركبة أمر تتخوّف منه، إذ قالت: «دائماً يخطر في البالي العديد من الشخصيات لألعبها على الشاشة، ولكن لم أصل إلى مرحلة وضع حدود لما يجب أن أجسده، بالمقابل هناك العديد من الأدوار رفضتها لأنني لم أجد فيها ما يطور من أدائي وأدواتي، أتخوّف أحياناً من أداء شخصيات مركبة ومعقدة أو التي تتسم بالشر والحقد، بسبب اعتياد الجمهور على رؤيتي الفتاة اللطيفة والجميلة، لذلك يحتاج الأمر إلى وقت وخبرة أكبر وتنوع بين الأدوار بشكر مدروس، لأداء تلك الشخصيات».


بين “الحرملك” و”ذهب مع الريح”

ختاماً سألنا الممثلة دانا جبر عما تحضره وعن أعمالها القادمة فأجابت: «أحضّر لعمل “حرملك” مع المخرج تامر إسحاق، بيئة شامية، وهو من انتاج شركة كلاكيت، والذي سيبدأ تصويره قريباً، مع اعتذاري عن عدة أعمال تلفزيونية، هناك أيضاً عرضٌ مسرحيٌ مقتبس عن رواية “ذهب مع الريح” للكاتبة الأمريكية ” مارغريت ميتشل”، بشخصية “سكارليت”، لكن المشروع تأجل، رغم أنني متحمسة أن أقف ولأول مرة على خشبة المسرح».