الرحلة.. حين تصبح أنت البطل!!

أيّهما أقوى، أن تبحر في ذاتك مسلحاً ب”أنا” مثالية لن ترضى لأحد بكسرها، أو أن تدع المجال لإنسان غريب بالإبحار في عوالمك ومكاشفتك أمام ذاتك وأمام من هم أقرب الناس إليك. وقد فعلها، باسل خياط في تحديه الجديد مع المخرج المصري حسام علي عبر مسلسل “الرحلة”. فإذا لم تكن قد دخلت التحدي بعد.. تعرف على الرحلة “قصة نور شيشكلي، سيناريو وحوار أحمد وائل وعمرو الدالي، إخراج حسام علي” في السطور التالية:


الرحلة.. لا حاجة للتمهيد

فجأة تكتشف أن أبطال العمل جميعاً في مكان واحد. ويدلك إحساسك أن صورة سيلفي في مطار بيروت لن تأتي عبثاً. فهنالك خلف هؤلاء الأشخاص شيء مشترك لم يكشف بعد، يحتاج منك رحلة بحث على مدار شهر كامل. فهيا التقط مشاعرك وأفكارك المسبقة وادخل في مسار الرحلة دون تفكير أو تمهيد مسبق!!


الرحلة.. فضاء لعلاقات مباغتة

رغم أن نماذج العلاقات التي ستقابلها في رحلتك ليست بالجديدة عليك وقد سبقت وأن شاهدتها في دراما عربية أو أجنبية سابقاً، إلا أنك ستجد في فلك هذه العلاقات مغناطيساً خفياً يعمل على الجذب نحو الطرف الآخر في العلاقة ثم النفور منه. وهنا تسأل نفسك: هل حقاً أعرف ماذا أريد من الآخر؟! تابع قد تكتشف في المحطة القادمة!!


الرحلة.. توتر لمتعة السفر

خلال الرحلة لا بد أنك ستشعر ببعض القلق، لا سيما عبر بداية كل حلقة حيث ينتظرك مشهد هارب من زمن ما، يكشف لك سراً من تفاصيل الحكاية دون أن يمنحك ارتباطاً بموقعك في الرحلة. بل يمكن فهمه كرمز يسهل عليك معرفة مسار الأحداث، لتدخل محاكمة عقلية من منظور شخصية ما تجد نفسها مذنبة تارة أو حاملة للذنب تارة أخرى. فضمن الرحلة لا يحمل القدر عنك عبء الاختيار.. أنت من قررت السفر عبر أفكار الآخرين، فتمعن في فهم ما يحيط بك!!


الرحلة.. تحول المسار إجباري

وكأنك على متن طائرة غيرت مسارها في لحظة طارئة. أنت ما زلت في ذات المكان مع الأشخاص عينهم، لكن بدأت تبصر ما خلف الوجوه من ردات فعل وقلق متضاعف مع كل طارئ جديد. تدرك حينها حجم الأسرار الدفينة والاضطربات التي يكتمها الأفراد عن أقرب الناس إليهم. تسأل نفسك بمن تتمسك، بذاتها في لحظة المصيبة، أم بالشريك.. إذا كان في هذه الدقائق العصيبة ما زال في مرتبة الشريك.. تذكر الرحلة تكشف لك حقيقة شركائك في الحياة.. فاحذر.. الرحلة مستمرة!!


الرحلة.. الكابتن هل يكون المنقذ؟؟

كقائد طيارة ينعزل في مقصورته عن الركاب ليوصلهم الوجهة، يبرز باسل خياط في شخصية جديدة على مسيرته المهنية رغم تفوقه في لعب الأدوار الهادئة من قبل. إلا أنه يحافظ على نبرة صوت خاصة تحمل في داخلها الشجن، وميلان في الرأس لجذب الانتباه نحو ما يقول وحديث مع الآخرين “الوحوش الي برا دول”. يخفي تحت باروكة الشعر رأساً حليقاً يظهر عندما تتملكه الوحدة، فيمسك يد دمية ويحضنها. وعلى إيقاع مخاوفه يتردد الخوف في صدور ركاب الرحلة، يتصارع الوحش مع الطيبة داخلهم. فيظهرون دون إرادة، وكأن هناك من يعبث بمصائرهم عن بعد..


الرحلة.. متى تنتهي؟

بعدسة حسام علي الدافئة لن تسمح للريبة بالسيطرة عليك، خاصة بعدما انتقلت الحكاية من مطاردة أسامة لزوجته إلى مطاردة ركاب الرحلة لماضيهم ورغباتهم. وحينها ستقف على الحياد، تتعرف على مستويات الصراع التي نعيشها في الخفاء، كي لا تفقد ذاتنا كيانها. فمن يحيطون شخصيات عاشت على الكذب لتتمكن من الصمود حتى نهاية الرحلة الأطول: العمر.


الرحلة .. أنت بطلها

 

دون الحاجة لتتر طويل أو استعراض لأسماء الكادر بشكل تجاري، يتداخل الزمن بين الماضي والحاضر، حتى يلتحم في الحلقات الأخيرة زمنين معاً يضعانك وجهاً لوجه أمام نفسك، توقن أن الرحلة كانت متجهة إلى داخلك. لكن لا تجزع فقائد الرحلة باسل في الهبوط نحو الأعماق، وخياط ماهر في حبك خيوط الرحلة.. فإذ دخلتها صدفة واكتشفت أنك في لحظة بطلها، ستجدها رحتلك كما رحلتي كما رحلة أي نفس مسافرة نحو الغور الأعمق.

بوستر المسلسل