“فابريكا” مسرحية!!

 

عدسة : معاذ طبلية 

بدأ عرض مسرحية “فابريكا” يوم الاثنين عند السابعة مساءً على خشبة مسرح الحمراء في دمشق، النص للكاتب برانيسلاف نوشيتش وقد أعده محمود الجعفوري و أيمن زيدان وأخرج العرض النجم أيمن زيدان أما البطولة فكانت للنجوم محمد حداقي، لوريس قزق، لمى بدّور، حازم زيدان، لجين اسماعيل، فادي الحموي، خوشناف ظاظا، نجاح مختار.
فريق ETSYRIA كان هناك والتقى بعض نجوم العمل:

 

لمى بدّور: الاختلاف في الشخصية والأداء

اعتبرت الفنانة الشابة لمى بدّور أن التعامل مع المخرج أيمن زيدان هو بحد ذاته كافٍ لكي يجذبها العمل في العرض، وقالت إنها أوصلت من خلال الشخصية التي قدمتها فكرة الاختلاف الذي قد يحصل ضمن العائلة الواحدة في الآراء و خلافه، و عن تقارب شخصية ليلى في العرض مع الشخصية التي أدتها في مسلسل “وجوه وراء الوجوه” باعتبار الشخصيتين متمردتين على الأهل، قالت لمى إن هناك اختلافاً واضحاً فشخصية ليلى في العرض قد وجدت في حبيبها شادي شيئاً غريباً و جديداً عليها وكانت ساذجة نوعاً ما بينما الشخصية التي قدمَتها في المسلسل كانت واعية لما تفعله كونها امرأة حرة متحررة، وعن الدراما قالت بدّور إنه ليس هناك عروض جيدة إنما هي مشاركة في بطولة فيلم “أمينة” أيضاً مع المخرج أيمن زيدان.

حازم زيدان : لا منافِسَ لأبي 

اعتبر الفنان الشاب حازم زيدان أن النصّ كوميدي لطيف ويحمل قيماً إنسانية عالية و يجذب أي فنان للعمل به خصوصاً مع أيمن زيدان، و عن تعامله مع والده كمخرج قال حازم إنهما في العرض يتجردان من المفاهيم العائلية ويتحولان لمخرج وممثل فقط ، واعتبر الفنان الشاب أن الكوميديا تجذبه أكثر فهي قريبة من قلبه رغم أنها أصعب أنواع الفنون على الإطلاق، وفي المقارنة مع عرض اختطاف السابق للمخرج نفسه أكد نجل النجم أيمن أن كل ما يقدمه والده متميز و لا يستطيع أحد أن ينافسه به برأيه

خوشناف ظاظا: المسرح أبو الفنون 

في تعامله الرابع مع المخرج أيمن زيدان و تشابه الشخصيتين اللتين قدمهما في “فابريكا” و “اختطاف” و اللتين تتسمان بالنعومة والأنثوية بعض الشيء، قال خوشناف إنه ضد التنميط في الشخصيات التي يقدمها الممثل إلا أنه في حال كانت الشخصية تخدم العمل فهو على استعداد لتقديمها مع المخرج أيمن، وحتى لو تشابهت الشخصيتان فإن المسرح يطرح عدة قضايا بأسلوب مختلف وهذه هي مهمته وهدفه، وعن ابتعاده عن الشاشة وعدم تسويقه لنفسه اعتبر ظاظا أن السبب يكمن في المنتجين وقال “أحب أن أكون في الدراما طبعاً، لكن الشللية و العلاقات الخاصة هي التي تبعدني عن الشاشة، إلا أن المسرح أبو الفنون و طالما أنني موجود في المسرح فهذا جيد جداً بالنسبة لي”

لوريس قزق و كوميديا بالفِطرة 

 

الفنانة الشابة لوريس قزق قالت إن تعاملها الجديد مع أيمن زيدان هو بسبب ثقتها به والنتيجة الناجحة التي يحصدها العرض فيما بعد واعتبرت أن كل شخصية قدمتها سواء في “اختطاف” أو “فابريكا” قد أعطتها حقها وأن الجمهور أحبّها بطريقته الخاصة والعملان تحدثا عن السلطة والمال لذلك لامسا الشعب، وعن الاختلاف بين عرض”اختطاف” الذي كان باللغة الفصحى و”فابريكا” باللهجة السورية المحكية قالت لوريس إن الجميع قد توقع سهولة العمل باللهجة المحلية إلا أنه كان واضحاً أنها سهل ممتنع وتحتاج لكثير من البروفات واختيار المفردات بعناية، كي يبدو الممثل عفوياً، وحول الكوميديا عبّرت لوريس عن محبتها لها رغم صعوبتها الشديدة وبرأيها أن الكوميديا لها علاقة بفطرة الشخص وليس بالبروفات أو التمارين المتكررة كما أن ليس هناك مادة في المعهد تدرّسها أصلاً لذلك هي تابعة لمكوّنات الشخص، وعن مشاركتها في رمضان هذا العام قالت “أشارك في مسلسل “وحدن” مع المخرج نجدت أنزور و الكاتبة ديانا كمال الدين، وشخصيتي التي ألعبها صعبة، ففيها إنسانية و جرأة و طرافة و تراجيديا لذلك هي خليط غريب و لن أتكلم عنها أكثر بل سأترك للجمهور فرصة متابعتها بعد أيام معدودة في رمضان”

محمد حداقي والعمل المؤثّر 

لم يعتبر الفنان محمد حداقي أنه غاب كثيراً عن المسرح وقال إن مشروع فابريكا كان قائماً منذ سنة إلا أنه تأجل لعدة ظروف لذلك بدت مشاركته في المسرح متأخرة، وعن اتجاهه للكوميديا في الآونة الأخيرة قال إنه يقوم بأداء الشخصية التي تعجبه وأن الكوميديا ليست الأقوى على الساحة الفنية إنما الأقوى هو العمل المؤثّر والمهم سواء كان كوميدياً أم لا، وعن نص فابريكا صرّح حداقي أن النص أوروبي شرقي تم إعداده من قبل الأستاذ أيمن زيدان و محمود الجعفوري
بشكل يتناسب مع الواقع السوري فهناك عناصر تم تغييبها لعدم تناسبها مع بنية مجتمعنا وتم تقوية عناصر أخرى لتقاطعها مع واقعنا، وعن الواق واق أشار محمد أن العمل سيُعرَض مبدئياً على قناة “لنا” التابعة لشركة إيمار الشام المنتِجة للعمل وأنه في صدد التحضير لمشاريع قادمة.

 

أنطوان شهيد من خشبة المسرح إلى ورائها 

عن الفرق بين العمل على الخشبة كممثل إلى ما ورائها كمساعد مخرج اعتبر أنطوان أن الطبيعة الإبداعية موجودة في الحالتين وأن هذه التجربة مفيدة له كما شكر الفنان أيمن زيدان على منحه هذه الخطوة التي لم يخطط لها مسبقاً، كون الإخراج فكرة غير قائمة في ذهنه لكن ما حثه عليها أن زيدان وجد فيه ملمحاً إخراجياً يستطيع خوضه فصار هناك تطلعاً مستقبلياً قد يدرسه ملياً فيما بعد باعتبار أنه يملك بذرة في هذا المجال، لكن يبقى التمثيل هو الخطوة الأولى الأساسية ثم تأتي فكرة العمل الإخراجي في مراحل متقدمة بالنسبة له سواء على التلفزيون أو المسرح إلى حين تكوين النضج الكافي الذي يستطيع به أن يقود دفة عرض كامل.

ختاماً نستطيع القول إن زيدان و نجومه استطاعوا تقديم حالة فرحة على المسرح أنعشت الخشبة والجمهور لكنها لم ترتقِ كما يجب إلى ما سبقها من حالة إبداعية. “فابريكا” قدّم فكرة ليست بالجديدة كلياً لكنها توقظ في رأس المتلقّي عدة تساؤلات وطروحات عن مكانه في هذا البرلمان السياسي الهائج الذي يعيشه وهذا ما لعب عليه العمل من إسقاطات لا تخلو من بعض الجرأة، كما أبدع الفنانون في أدوارهم رغم قِصَر فترة البروفات التي لم تتجاوز 25 يوماً وأدوا أحاسيسهم بكل صدق وأمانة.
إنما يعيب على النص تعمّده في كثير من المواضع على الإيحاءات الجنسية التي قد تخفي وراءها هشاشةً في بنية العمل، حيث يركز المتفرج على حركات الفنانين متناسياً الحوار الذي يجري بينهم،وإنه لَمِن السهل إضحاك الجمهور بهذه الإيحاءات التي تستقطب الكثير من الناس في مجتمعنا العربي لكن من الصعب أن يقدّم الفنان لجمهوره قيمة فنية كوميدية عفوية لا تكون قائمة أغلبها على تلك الإيحاءات، كما تظهر كل شخصية وهي تضع قناعاً خلف رأسها في دلالة على أن لكل شخص وجهان يستخدم أحدهما للمجاملات والكذب “القناع” والوجه الحقيقي للمشاعر المحسوسة، لكن لم تكن هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها زيدان فكرة الأقنعة في عروضه، فهل يخفي وراءهم شيئاً؟ وهل بدأ التكرار يفرض نفسه؟ أم أن كل هذا مجرد “فابريكا” لجذب الجمهور و تشتيته عن فحوى و مضمون العمل ككل؟

فابريكا مستمرة على خشبة مسرح الحمراء في دمشق يومياً عند الساعة السابعة مساءً وشباك التذاكر ينتظر الجمهور ليقيّموا العمل بأنفسهم.