بين الأمل والوهم والعلم.. من منهم ستتحقق نبوءاته!

 

بين عامين يطل شهر كانون الثاني حاملاً أسماء مكررة وأخرى جديدة في عالم التنجيم!

وإن كان جميعنا يكرر دوماً “كذب المنجمون ولو صدقوا” فإن معظمنا ينتظر توقعات أبراج هذه أو خواطر وخيالات ذاك، لتتحول سهرة رأس السنة موسماً رائجاً يباع فيه الغيب وتشترى الآمال على الهواء مباشرة مع مجموعة من المتنبئين والمنجمين.


الأشهر والأبرز

(ميشال حايك)

 

للرجل أسلوب مختلف عن باقي المنجمين، فهو لايظهر تلفزيونياً سوى مرة واحدة في العام وقلما يتبعها بمرة أخرى في منتصفه، لا يقرأ الطالع ولا يعتمد على الكواكب والنجوم، كل مايفعله بحسب زعمه هو انتظار (خيالات تمر أمامه) ليكشف المستور والقادم، وتوقعاته تكشف عاماً ونصف أحياناً.

متابعو ميشال كثر وفيما يعتبر البعض توقعاته مجرد صدفة يرى البعض الآخر أنها تحليل سياسي وربما توقعات مكتوبة من جهات أمنية!، هذا العام لديك الفرصة لمراقبة أوسع له خلال إطلالته المعتادة التي غالباً ماتبدأ بذكر توقعات العام الفائت وماتحقق منها بالدليل القاطع، ركز جيداً لتكتشف أن عدداً من التوقعات تحتمل أكثر من تأويل وسيصلح عليها أيّ حدث ربما، سيلي ذلك قراءة للتوقعات التي يقسمها سياسياً وفنياً وجغرافياً وحتى طبيعياً قارئاً إياها بتلعثم (ربما سيستطيع تدارك الأمر هذا العام)، والمتابع للرجل منذ بداياته لابد وأنه لاحظ امتعاضه الواضح من مقاطعته، فلا مجال للحوار والنقاش معه، إنما استماع من مقدمة البرنامج فقط.

ولا نكشف سراً عند الحديث عن أموال وعقارات يمتلكها ميشال بإمكانه رفع سعرها بتوقع منه وهو ما كشف عنه الإعلامي طوني خليفة في أحد برامجه قبل عدة أعوام.


توقعات محددة غير عامة وغير محققة

(ليلى عبداللطيف)

لا أدري ما السر خلف استمرار ظهور ليلى عبد اللطيف على الشاشات، فهي صاحبة التوقعات المعكوسة دائماً فقلما أصاب توقع لها، وفيما تبرر ليلى الأمر بأن توقعاتها تكون ل١٥ سنة تكثر خلال العام الانتقادات لها عند كل ظهور ويكثر الاستهزاء بكل ماتقوله. يبدو أن إطلالاتها مادة دسمة يمكن أن تعتاش عليها البرامج التلفزيونية لساعات على الهواء!


حضور وثقة مع الأبراج

(ماغي فرح- نجلاء قباني- كارمن شماس)

بكل أناقة تطل ماغي فرح على متابعيها وبثق السيدات الارستقراطيات تتحدث بهدوء ورزانة عن توقعاتها الفلكية وحركات الأقمار والكواكب وتأثير النجوم على حياة الناس، كتبها أيضاً تحظى بمبيعات جيدة، كتاب لكل الأبراج، ولكل برج كتاب فيما يبدو أنه تجارة رابحة لشراء المستقبل، أما كارمن شماس فتبدو السباقة دوماً فهذا العام نشرت توقعاتها قبل شهرين في كتاب خاص وعبر لقاء تلفزيوني، فيما تكون إطلالة نجلاء قباني يومية عبر أثير الإذاعة والهواء التلفزيوني، تتحدث عن توقعات يومية وسنوية، وتوقعات تعتمد على اسم الشخص واسم والدته وتاريخ ولادته، تبدو واقعية قباني عند اتصال طلاب البكالوريا بها لمعرفة فرص النجاح فتجيبهم دوماً الأمر يعتمد على مقدار دراستكم، إنه أمر مثير للشفقة أن نجد شبان وشابات كثر يعزون مصيرهم للوهم!


صوتك سيكشف له الكثير

(مايك فغالي)

مهما كانت لغتك أو لهجتك سيكشف لك مستقبلك من خلال صوتك فقط!، هذا ماكان يروج له مايك فغالي منذ بدايات ظهوره، هو المتنبئ الاقتصادي لكبرى الشركات والبنوك في العالم أيضاً بحسب زعمه، لا يخلو ظهوره السنوي عبر المحطات السورية من كلام عام غير مفهوم وغير مترابط، لكنه يبعث الأمل لمن يتابعه، فهو دائماً ما يتنبأ بما يرغب به الجمهور!


منجمون آخرون يظهرون ويُنسَون كل عام، يملؤون دقائق على الهواء بين ساعات من الإعلانات والاتصالات الهاتفية، لتكون الأبراج والتوقعات نهاية السنة سوقاً رائجة لا للمنجمين فحسب وإنما لصفحات كبرى تحظى بشعبية واسعة على مواقع التواصل، فما السر خلف آلاف اللايكات والتعليقات لصورة كُتب فيها “أنثى هذا البرج طيبة ومرحة” و”رجل ذاك البرج سيتزوج بحبيبته” ومنشورات تتحدث عن أكثر الأبراج حظا ووفاءاً وطيبة وشراً.

لن أقارن هنا بين منشورات أدبية أو علمية أو حتى إخبارية لا تصل لعشر لايكات وبين منشورات الأبراج، فالأمر منطقي إذا ما تتبعنا هموم وأحلام الشباب وآمالهم في واقع مريض لا يؤمل شفاؤه وأحلام بسيطة غلفتها تعقيدات حياة بائسة، فيصبح الوهم الكاذب باعثاً لنشوة الأمل تارة ومثيراً للسخرية تارة أخرى، فأيُّ انفراج هذا وكل يوم تضيق الحياة أكثر!