بين ورم الحكاية وتورم الفن.. هل نكتب آخر سطور الدراما السورية؟!

يقولون إنّه مرض العصر الّذي أصبح يشكّل تحدّياً لملايين البشر حول العالم، مرض يتصارع مع الجسد وينهشه دون رحمة، ويحوّل المصاب به إلى حديث عام يتطرّق له المحيط وكأنّه فيلم، مسرحيّة، بانتظار أن تنتهي!
وبهذا الصدد سنناقش كيف تطرقو الدراما السورية لمرض السّرطان!

مسلسل “الفصول الأربعة”

تأليف: ريم حنّا- دلع الرحبي- إخراج: حاتم علي


قدّم العمل المحبوب شخصيّة مجهولة وهي الأخت الخامسة “ليلى” الّتي غادرت الحياة تاركة وراءها زوجاً وطفلةً صغيرة “نارة” “روعة السّعدي” ليعكس تأثير غياب أمٍّ سرقها السرطان من فتاة في مجتمع شرقي تحاصرها الكثير من الأسئلة والأسرار التي لا يمكن البوح بها إلّا للأُم، مما يعكس الصورة المحزنة لغياب أساس كل بيت على الزوج و الأطفال.


 مسلسل أهل الغرام

الجزء الثاني – حلقة بعنوان “حبيبي”

تأليف: رغداء شعراني- إخراج: اللّيث حجو

مسلسل القصص الرومانسية الشهير، يجتمع ضمن إحدى حلقاته شخصيّة “عمر” “قصي خولي” و”سارة” “ديمة قندلفت” في قصة حب غلب عليها كَمٌّ كبير من الرومانسية والعاطفة ليقوم عمر بعد كل هذا الحب بترك سارة بشكل مفاجئ، فيثير الظّنون لدى المشاهد أنّه على علاقة مع فتاة أخرى ليتّضح أنه مريض سرطان وقام بذلك كي تعتاد على غيابه، فأنهى المرض قصة حب حقيقيّة في عمر مبكّر.


 مسلسل يوم ممطر آخر

تأليف: يم مشهدي – إخراج: رشا هشام شربتجي

“جوري” “سمر سامي” الأم الّتي تعارضت فترة مرضها مع وفاة زوجها بحادث سيّارة ليكون التّحدي باثنين، المرض من جهة، ومواجهة أقارب زوجها الطامعين بميراث ابنتيها الّتي تحاول جاهدة تأمين حياتهما قبل أن يغتالها المرض من جهة أخرى.
تخفي جوري سرّ مرضها كي تثبت لابنتيها بأنها أم قوية وقادرة على حمايتهما في ظل مجتمع ذكوري يحاول نهشها وبنتيها و تبقى مقاومة حتى النهاية.


 مسلسل أيام الدراسة

تأليف طلال مارديني – إخراج: إياد نحاس

في المدرسة الثانوية تُصاب الطالبة المكروهة “خلود” “آلاء عفاش” فيبعث غيابها عن الفصل الفرح لدى زملائها دون دراية منهم بالأمر، ومع تكرّر غيابها عن المدرسة يقومون بزيارتها ليكتشف أحد الأصدقاء بأنها تأخذ نفس الأدوية الّتي كانت تستخدمها والدته قبل موتها بالمرض، تغادر خلود الحياة قبل دخولها الثمانية عشر عاماً فتثير الحزن في كل من كان يكرهها وبهذا إشارة ذكيّة من الكاتب أننا كبشر لا نحاول دخول قلوب الآخرين إلا بعد أن يغادرونا.


مسلسل بنات العيلة

تأليف: رانيا أحمد بيطار- إخراج: رشا هشام شربتجي

ناقش العمل هذا المرض من ناحيتين، الأولى إصابة الأطفال الّتي تحاول الطبيبة “شهد” “كندة حنّا” أن تنسيهم المرض من خلال تقديم جو من المرح واللعب لهم فتتعلّق بأحد الأطفال ليموت وتقع في حالة إحباط لفترة من الزمن. والناحية الثانية هي المرأة وتحديداً “سرطان الثّدي” التي تصاب به “رنا” “صفاء سلطان” وتدري بأنها حامل في نفس الوقت لتخوض صراع ما بين أمومتها وأنوثتها فتختار الأمومة.


 مسلسل حائرات

تأليف: أسامة كوكش- إخراج: سمير حسين

في ظل الحرب، تظهر شخصيّة “إنعام” “سوزان سكاف” لتشير أن السرطان ليس بالجسد فحسب، إنما في البلد كله، وأن ما يحدث في البلاد سرطان من نوع آخر،تعاني إنعام من عدم الإنجاب ليأتي السرطان ويكمل حزنها على ما فقدته من أمومة فيحاول زوجها أن يكون بجانبها محاولاً أن ينسيها المرض وحبها للأطفال.
ولا بد من الإشارة إلى جرأة الفنانة سوزان سكاف بأخذها قرار حلاقة شعرها بالكامل لتقديم هذا الدّور.


 للدراما سرطان آخر

مثلما ينهك السرطان الجسد، والبلد، ينهك الدراما أيضاً! بالأمس كنّا نتحدّث عنه في مسلسلاتنا، واليوم هو من يتحدّث عن واقعنا الدرامي!.
ندرة النصوص الجيّدة أليست سرطاناً؟ الأعمال المشتركة على حساب نجومنا ونجماتنا بالأخص أليست نوعاً من أنواعه؟، الدخلاء الموهومون بأنهم موهوبون! الصّاعدون والصاعدات ألا يشكّلون خلايا سرطانيّة؟
المنتجون التّجار الاستغلاليون! أليس كل ما سبق بحاجة لحملة توعية؟
أخيراً.. من المسؤول عن حملة التّوعية هذه لإنقاذ الدراما السورية قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة؟ النجم؟ الكاتب؟ المخرج؟ الفنّي؟ الجمهور؟ أم الجميع في آن معاً؟
في النهاية نتمنى أن يبعد اللّه عنّا وعنكم هذا المرض والشفاء الشفاء لكل مرضى العالم..