ريشة بيضاء تطفو على خشبة القباني

تغطية: جوان ملا/ محمود المرعي

تحرير الحوار: جوان ملا


شهران تقريباً من البروفات والتحضيرات لمسرحية الطفل “الريشة البيضاء”، المسرحية التي كتبها ويخرجها “وليد الدبس” بدأت عرضها على خشبة القباني أول أيام عيد الأضحى عند الخامسة مساءً يشارك فيها عدد من النجوم السوريين لا سيما الغائبين منذ فترة مثل “رباب كنعان” و”عايدة يوسف” و”باسم عيسى”، بالإضافة للفنان الشاب مؤيد الخراط، سيرينا محمد، محمد ناصر الشبلي وآخرون، فريق ETSYRIA تواجد في البروفات وكان له لقاءً مع


عايدة يوسف “جوري” ملكة على الخشبة

  قالت الممثلة والإعلامية عايدة يوسف المعروفة بـ “جوري” إنها بقيت على تواصل بالمسرح كونها خريجة معهد الفنون المسرحية لكن الإعلام أخذها أكثر فقصّرت من جهة التمثيل فكان آخر عرض قدمتْه في 2010 لتعود الآن إلى خشبة القباني في عرض للأطفال بدور الملكة وأيضاً تلفزيونياً عبر مسلسل الفرصة الأخيرة الذي لم يُعرض بعد.

وقالت جوري إن هناك العديد من النصوص التي تُعرض عليها وإن عملها بالإعلام جعلها على تواصل قوي مع الوسط الفني في حين لو غابت لكان الوسط قد نسيها، إنما الإعلام منحها علاقات واسعة كما أن الجمهور يصادفها في الطريق ولا ينساها فهي لن تستطيع الابتعاد عن التمثيل بعد الآن وشعورها بحب الجمهور الذي يحيط بها، وصرحت عايدة أنها تعتمد على الانتقائية في اختيار الأدوار دون اعتبارات ثانية.

وعن دور الملكة قالت إنها حاولت بشكلها وملابسها الملونة وطولها وحركات الجسد أن تجذب الطفل لها لأنه يتفاعل مع الأشياء المبهرجة


سهى العلي: نقابة الفنانين لا تعترف علينا!!

  مصممة الأزياء سهى العلي تحدثت لETSyria أن لكل شخصية أسلوبها الخاص الذي تضفيه عليها الملابس وهي تعمل على إحياء الطفل الذي بداخلها كي تظهِر الألوان والملابس بطريقة لطيفة تناسب الطفل لتدخل عقله، وعن صعوبة الدعم المادي في المسرح صرحت أنها تلجأ لنفسها في حال كانت الأموال لا تكفي فهي تدفع من أموالها الخاصة لتظهر الشخصية كما ترغب، خصوصاً أن مسرح الطفل يضيف أكثر لها كمصممة.

واعتبرت أنها بعيدة عن التلفاز باعتبارها تحب المسرح كونه محسوس أكثر إلا في حال كان هناك عمل تلفزيوني يستفز عقلها فهي مستعدة لدخوله، وعن أهمية استخدام السوشال ميديا لمصممي الأزياء قالت إنه مفيد طبعاً لأنه يُري الناس عملها إلا أن المصمم يبقى جندياً مجهولاً والعتب على الوسط أنه سوّقَهم كـ “شغّيلة” رغم أنهم خريجون لكن غير معترَف بهم كفنانين في نقابة الفنانين!!

 


سيرينا محمد والتجربة الأولى

 اعتبرت الفنانة الشابة سيرينا محمد أن تجربتها الأولى مع مسرح الطفل هي تجربة مهمة جداً لأنها تعطي مساحة أكبر للخيال وأن مسرحيات المعهد لها وضع مختلف فبعد التخرج يكون هناك تمكُّن أكثر في أدوات الممثل خصوصاً أنه يواجه الجمهور مباشرةً.

وعن مرونتها بشخصية “قرّود” شكرت المخرج وليد الدبس الذي يطلب منها دوماً في البروفات أن تبقى كثيرة الحركة والمرونة، وقالت إن لديها مشاريع قادمة لكن لن تتكلم عنها حالياً.

 

 

 

 


رباب كنعان نجمة بروح طفلة 

  صرحت النجمة رباب كنعان أنها عادت للمسرح برغبة من زميلها في المعهد المخرج والكاتب وليد الدبس فأصابتها حالة حنين ووجدت أن الكادر يعمل بحب وشغف فتشجعتْ للانضمام للريشة البيضاء.

وعن طفولية ملامحها إن كانت تشجعها على الأدوار الطفولية واللطيفة اعترفت رباب أنها دائماً كانت تحاول الهروب من هذه السمة الطفولية كي لا يتم تأطيرها بشخصيات البنت الرقيقة الدلوعة، ولذلك عملت دوماً على طبقة صوت مختلفة لأنها تحب القيام بعمل درامي عميق يحمل نضج خبرتها وتجربتها، وهي تتمنى دوماً أن تقوم بشخصيات نقيضة لملامحها الهادئة، فهي تشعر أن لديها الإمكانيات لأداء شخصيات شريرة تجعل الناس يحبونها فيها، وقد جرى النقاش مع الأستاذ وليد فيما لو لعبت رباب دور الملكة التي تتسم بالتعالي قليلاً لكن ارتأى المخرج أن دور سيدة البجعات مناسب أكثر واعتبرته كنعان دوراً مميزاً.

وعن عودتها الدرامية قالت إن هناك عدة خيارات لكن ليس هناك شيئاً واضحاً بعد، إنما ستعود للناس بعمل اجتماعي يرضيها ويقدمها للناس من جديد بقوة، أما عن الكوميديا فقالت إنها تخاف منها لكنها مستعدة لأداء عمل اجتماعي بلمسة من كوميديا الموقف لا التهريج.

وعن ضعف نشاطها على السوشال ميديا صرحت صاحبة شخصية “مايا الجوربار” أنها كانت غائبة لأسباب معينة فابتعدت عن كل شيء، أما حالياً مع عودتها فهي تحاول تنشيط نفسها إعلامياً ومهنياً وعلى السوشال ميديا وعليها أن تقوم بموازنة كل هذا معاً، وعن عمليات التجميل التي ابتعدت عنها رباب قالت إنها تخوفت من إجراء أي عملية لأنه من المهم أن يكون الفنان طبيعياً كي يكون قادراً على التعبير والأداء في أي شخصية يؤديها 


وليد الدبس يحيي ريشته بعد 18 عاماً

 عن التغييرات التي قام بها في الريشة البيضاء التي عُرِضت مسبقاً منذ 18 عاماً كي يقنع طفل عام 2018 أن يأتي لعرضه الجديد قال مخرج وكاتب العرض وليد الدبس إن الطفل بحاجة لأن يحضر عملاً مسرحياً حتى لو كان متورطاً بتقنيات العصر.

ويعود موضوع حضور الطفل للمسرحية أولاً وأخيراً للأهل فإن كانت تربية الطفل قائمة على تشجيعه على حب القراءة والفن سيأتي، والعكس صحيح، فالطفل عندما يحضر أحد أعماله سيترسخ في ذهنه فكرة العودة لمشاهدة أعمال أخرى حتى لو أصبح شاباً، وعن الطرق التي يتبعها ليوصل فكرته في ظل ضعف وشحّ بالدعم المادي قال إنه يلجأ لأساليب مختلفة أقل تقنية.

وأبدى وليد استياءه من تهميش ثقافة المسرح والمسرحيين قائلاً إنه يحمّل الجهات المسؤولة ذلك وإنه كمخرج مسرحي مازال يشتكي منذ أكثر من 25 عاماً دون أن يتغير شيء على أرض الواقع، وعن المشاريع المسرحية القادمة قال إنه يحضر لعرض مسرحي من تأليفه وإخراجه بعنوان “إعتام تدريجي” كتبه عام 2000 لكن بسبب البيروقراطية الإدارية تم تأجيل عرضه حتى الآن كي يظهر للناس بالشكل المناسب، وعن العمل في التلفزيون قال الدبس إنه ليس لديه مانع للعمل فيه في حال كان العرض ملائماً إلا أن العروض التي قُدّمت له لم تكن تلبي طموحاته.


مؤيد الخراط مستاء!! 

أبدى الممثل الشاب مؤيد الخراط استياءه من ظروف العمل المسرحي حالياً، فهو المحب للمسرح لم يعد يرى أي جدوى في التصريح للإعلام عن المشاكل التي تواجه الدراما، فالتصريحات والمشاكل طوال 40 عاماً ولم يتغير شيء!.

وعن أدواره الدرامية قال إنه لم يصل لمرحلة الرضا والكمال عن كل مايؤدي فهو مازال يصقل موهبته وخبراته، أما عن مشاركاته في أعمال البيئة الشامية فهي لا تعبر عن رضاه عن مضمونها عموماً لكن عليه التواجد فالتمثيل مهنته التي يعيش عليها وظروف الإنتاج والتسويق الدارمية السورية تفرض على الممثلين شروطاً صعبة.


محمد قزق يعود طفلاً مع الأطفال

وصف مصمم ديكور وإكسسوار المسرحية الفنان محمد وحيد قزق تجربته مع مسرح الأطفال بالقديمة الجديدة، هو مستمتع بتجربته مع “وليد الدبس” فهي الشراكة الثانية منذ عام 2014، مسرح الطفل برأيه هو الاعقد والأهم والأكثف فكرياً ولتكتب نصاً أو تصمم ديكوراً لطفل عليك أن تعود طفلاً.

أما عن مشاركاته فقد تخلى عن الكثير من الأعمال بسبب رغبته بالبقاء مع ابنيه “لوريس و وسيم” فمشروع طفليه حينها كان مشروعه الأسمى، وها هو الآن يبدأ من جديد وبتجدد، وظهر ذلك في مشاركته بفيلم نخب ثاني الذي يعتبر مشروع شبابي وهو الوحيد الذي قارب الستين من عمره من المشاركين فيه. 


يحتاج المسرح عموماً ومسرح الطفل خصوصاً لجهد كبير لإثبات نفسه في ظل بيروقراطية مقيتة و وضع مادي صعب، لكن رغم ذلك بقيت الريشة البيضاء كما كانت في العرض ترياقاً يحيي الأمل بعد اليأس والذي يشفي الأطفال من انكسارات الحروب ويعيد لهم ببسمة روحاً صغيرة نسوها في ظل أصوات المدافع من خلال قصة لطيفة وأزياء مبهجة وأداء متميز للنجوم ليظهر العرض وكأنه مستوحى من أفلام “ديزني” لكن بتقنيات خجولة جداً، خصوصاً حين انتهى العرض برسالة سامية ضمن أغنية “سلام سلام سلام” مما يوصل رسالة مفادها أن الخشبة المسرحية منبر للسلام والريشة البيضاء ستبقى طائرة لتنشر حباً لأطفالٍ حُرموا من أحلامهم يوماً