النجوم إذا ظهروا على حقيقتهم!!

محمود المرعي || يقال بأنّ أصعب الأدوار التّمثيليّة هي تلك الّتي  يجسّد فيها الممثّل شخصيّته الحقيقيّة، فتتطلّب كماً هائلاً من العفويّة بحيث لا يزيد على شخصيّته، ولا ينقص عليها، فيتركها سابحةً خلف كاميرات المخرجين، وأمام الممثّلين دون أي تعديل أو تصنّع.إنّه السّهل  الممتنع، أن تكون ذاتك أمام أشخاص ينسلخون عن شخصيّاتهم الواقعيّة!!لهذا قرّرنا أن نعرض لكم نماذج من درامانا السّوريّة حول هذه التّجربة:


جمال سليمان- سمر سامي في مسلسل “مذكّرات عائلة” 1998

 


في إحدى حلقات هذا المسلسل بعنوان “النجوم تسطع في منزلنا”، يتم تصوير بعض المشاهد في منزل عائلة الأستاذ جميل وزوجته فدوى، على أن من سيقوم بهذه المشاهد النجم جمال سليمان والنجمة سمر سامي.تناقش الحلقة حالة الانبهار بالنَّجم المشهور من قبل الأوساط الاجتماعيَّة العامّة، إذ أنّ هذه الأوساط تفترض أنَّ المشاهير من كواكب أخرى، والسّعادة تملأ تفاصيل حياتهم. ليثبت لنا المسلسل الفكرة المعاكسة بأن المشاهير كغيرهم من الأشخاص العاديين، لديهم أفراحهم، وهمومهم اليوميّة، ومتطلّبات معيشتهم.


المغنّي اللّبناني رامي عيّاش- في مسلسل “الفصول الأربعة الجزء 1” 1999


في إحدى حلقات المسلسل بعنوان “أنا وابنتي والحب”، تقوم الطّفلة نارة “روعة السعدي” بكتابة رسائل عاطفيّة لشخص باسم “ر. ع”، فيبعث الأمر القلق  لدى والدها الأستاذ عادل “جمال سليمان”، ليكتشف في نهاية المطاف أن ابنته تكتب هذه الرّسائل للمغني الشاب “رامي عيّاش” لتسلّمها له عند رؤيته في حفلته الّذي سيحييها في دمشق.تجربة هذه الحلقة بسيطة من حيث المبدأ بالنّسبة لأبطال العمل وللمغنّي  رامي، إلّا أنّها لم تكن بسيطة بالنّسبة للمشاهدين حيث أخذوا يفكرون طيلة الوقت بمن يكون رامي هذا الّذي تراسله؟؟ لتظهر الدلائل مشهد بعد الآخر وتكشف عن المقصود.


القدير دريد لحام- في مسلسل “الفصول الأربعة ج2″2002


مرّة أخرى وفي الجزء الثّاني من العمل، حلقة بعنوان “صبي وبنت”، تقرر الصّغيرة “نارة” بمشاعرها الطّفوليّة الذهاب إلى فلسطين لأجل الثّأر لكل أطفالها وتحديداً “إيمان حجو” الرّضيعة الّتي قتلت إثر نار الصّهاينة في ذلك الحين.ينتفض والدها ويرفض الفكرة تماماً، فتذهب إلى مكتب “دريد لحام” بصفته سفير النوايا الحسنة في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا لحقوق الطّفل “يونيسف”، وتشكو له ما حدث معها.فيقدّم لها وجهة نظره، والعديد من النّصائح الّتي تناسب نمط تفكيرها، ثمّ يأخذها إلى عائلتها ويتعرّف عليهم ليشيدوا بأهم أعماله، ويناقشوه بالقضيّة الفلسطينيّة من مختلف جوانبها.


جمال سليمان- سلمى المصري- في مسلسل “عالمكشوف” 2003:


مرّة أخرى تُعرَض لنا إحدى لوحات هذا المسلسل بعنوان “هدوء عنّا تصوير”، مشاهد لجمال سليمان وسلمى المصري في منزل لدى عائلة دمشقية تقليديّة، ليتفاعل أفراد العائلة البسيطة مع النّجوم، لتكون اللّهفة واضحة على وجوههم.ففي إحدى الحوارات بين شخصيّة الزّوجة “شكران مرتجى” والنجمة سلمى المصري تقول:- حلمتك مبارح إنت ومدام مها والآنسة ديمة، وهاد اللي خطبا شو اسمه؟ تيم؟؟؟!!الأمر اللّافت في هذه اللّوحة أنَّ الجار تصيبه الغيرة من دخول النجوم إلى منزل جيرانه، فيبدأ بافتعال أشياء تثير الضّجيج للتشويش على عمليّة التصوير، فلا يشفى غليله حتّى ينتقل التصوير إلى منزله!


باسم ياخور في مسلسل “هومي هون” 2003:


في إحدى حلقات المسلسل  يقوم فخري الأغباشي “باسم عيسى” وفيديل ديناري “أحمد الأحمد” بالتعاقد مع إحدى القنوات الّتي تعتمد على تلفزيون الواقع، ليتم تصوير ما يحصل من مواقف بين عائلة الأغباشي دون علم أيّ منهم.وفي حوار عفوي عن الممثّلين تقول إحدى الشّخصيات وهي ثريّا خانم “سلمى المصري”:- لا أنا ما بحبو لباسم ياخور غليظ وشايف حاله، بيحكي من راس مناخيره وبطلّع عالعالم من فوق!لتجيبها شقيقتها كرام خانم “مها المصري”:- أي إذا هو طويل شو يعمل.
يشاهد باسم ياخور ما قيل عنه عبر البث المباشر للقناة ليقوم بزيارة بيت الأغباشي ويلتقي بثريا خانم ليعاتبها على ما قالته في حقّه أمام جماهير القناة بطريقة جدّيّة وكأنّما الأمر قد حدث بالفعل.

قصي خولي- في مسلسل “صبايا ج1″2009:


تجتمع بطلات العمل  نور “ديمة بياعة” ولبنى “ديمة الجندي” بالنَّجم قصي خولي في إحدى شركات الإنتاج، فتطلب لبنى صورة معه بعد أن تُصعَق لرؤيته لتكتشف بأنها لا هي ولا صديقتها يمتلكن  موبايل يحتوي على  كاميرا تصوير, فتطلب منه الذهاب معهنّ إلى محل تصوير خاص، لتعكس هذه الحلقة طريقة تعامل الفتيات مع النجوم الوسيمين بطريقة مبالغ فيها في مجتمعاتنا.


سلافة معمار- في مسلسل “سيت كاز”2012:


ظهرت النجمة “سلافة معمار” في إحدى الحلقات على أن لديها مشهدين للتصوير في الكازيّة وسط جو من الكوميديا والطّرافة الّتي تلاقيها من مالك الكازية “أيمن رضا” وعمّاله، وزوجته “رواد عليو” مع عبارات كوميدية مثل :(بدّك مية سنة لتصيري سلافة معمار- عندي كل صورك لمّا كنتي بثينة ولمّا ما كنتي بثينة- بتتذكري المسلسل اللي كنتي فيه حسن صبي!- أحلى أم الدّهب) وغيرها الكثير.


سوزان نجم الدين- في مسلسل “أيام الدّراسة ج2” 2012:


ظهرت النّجمة “سوزان نجم الدين” في هذا المسلسل على أنّها الدّاعم لشخصيّة غسان “طلال مارديني” الّذي انتسب إلى المعهد العالي للفنون المسرحيّة ليحقّق حلمه بأن يصبح ممثلاً مشهوراً، فيلتقي بها صدفةً ويدعوها إلى عروضه لتلبي دعواته تشجيعاً له.
و بعد استعراض كل المحطات السابقة نجد أن العفوية عنصر أساسي ومطلوب في أداء المُمثّل لأي شخصيّة يقوم بتجسيدها، لينطلق إلى جمهوره بإحساس صادق يجعلهم يتفاعلون معه عبر الشّاشة الصغيرة وكأنه موجود بينهم.

 

للإعلان على موقع ETsyria

التواصل على الإيميل

ETsyria.Work@gmail.com