أبو غالب يعود دون الملاّ

 

مدير تحرير ETsyria – أنس فرج 

إذا كنتَ من رواد مقاهي دمشق الشعبية فلا بدّ أنك ستصادف يوماً ما الممثل نزار أبوحجر جالساً ويلتف حوله عدد من الأصدقاء يستمعون إلى أحاديثه الطريفة والغريبة. فشخصية أبوحجر تحمل سمات خاصة تجعله كما يقوا البعض من الصنف الكوميدي الأول.
قصة نزار مع الكوميديا ليست وليدة اليوم فقط بل انطلقت مذ لعب دور أبوجدعان في مسلسل عيلة سبع نجوم أمام القديرة سامية الجزائري، حينها رسم أبوحجر ملامح كاركتر كوميدي قادر على جلب الشخصية إلى ملعبه وإكسابها سمات حركية ولفظية خاصة، إلا أنه عرف عربياً وعلى نطاق واسع بشخصية بياع البليلة في مسلسل باب الحارة بجزئيه الأول والثاني. حينها نفذت كلمات “بليلة بلبلوكي” إلى كل بيت عربي، وبحركة ذكية بالانتقال من حارة الضبع إلى حارة أبوالنار شكل أبوغالب حالة عالية من الجاسوسية والمكر وراء ستار البساطة والسذاجة التي تكتسيها الشخصية.
بعد جزئين أصيب أبوغالب بالجرب في المسلسل وسواءً أصيب بفعل رؤية المخرج الشهير بالإقصاء أو بإرادة أبوحجر فإن المسلسل خسر نزار باكراً ليستعيض عن حضوره الخاص في الأجزاء التالية بقالب الشخصية الساذجة عدة مرات خاصة مع الفنانين مصطفى الخاني و جمال العلي.
وإذ يطول الحديث عن مهارات ابوحجر في هذا النوع من الشخصيات، يبرز خبر توقيعه بطولة مسلسل مقالب أبوغالب مع شركة الأصايل لموسم رمضان ٢٠١٨.
هنا ليس حمام الهنا وغوار لم يعد حاضراً كما كان، بل هذه محاولة استنساخ لعزل شخصية من عمل جماهيري وتقديمها في بطولة عمل كامل بذات السمات والحركات وطريقة الكلام التي ظهرت به في العمل الأصلي. أي نحن على انتظار أبوغالب بسلة البليلة والشاش فوقها وكلماته الأثيرة وحركته السريعة في المشي وسمات شخصيته الساذجة الماكرة معاً. لكن ماذا بعد؟!
قد ينظر للعمل كفرصة حقيقية لإبراز مقدرات أبوحجر في بطولة كاملة باسمه واستثمار في مكامن شخصيته إلى حد كبير. بالمقابل لا يخرج المسلسل من إطار التغذي على اسم باب الحارة كعمل طفيلي يسلخ من ذاكرة المسلسل نجماً غادره باكراً ليعيد إحياء الشخصية بقلم الكاتب مروان قاووق بعد مرور أكثر من عقد على اختفائها.
وبذلك يقع المسلسل بين طرفي كماشة تنبؤ بأسلوب استثمار جديد في البيئة الشامية هدفه الأول تسويقي بحت، ويبشر بصناعة كاركتر كوميدي جديد يشكل ملمح جيل فني من الدراما بعد شخصيات أثيرة كغوار وحسني البورظان وبهلول وأبوعنتر إذا ما قدّم بشكل ينصف مقدرات أبوحجر القريب من الناس ويعنى بصناعة فنية راقية تحترم عين المشاهد وتضحكه بذكاء وليس بسخف كما هو حال اليوم.