لطالما قامت الفنانة أمل عرفة بإبهار الجمهور من خلال أعمالها وأدائها التي ترسم من خلاله سمات التحدي في كل مرة، فإذ نجدها في حالة بحث وتجدد لتقديم ما هو جريء وجديد، وكأن صفة التحدي ملازمة لها في شخصيتها الحقيقية وتنعكس على شخصياتها في الدراما إتقاناً محكماً.
فمن يستطيع نسيان شخصية “دنيا أسعد سعيد” التي رافقت الجمهور من منزل لآخر بشخصية الشغالة، ليتسع القالب الكوميدي ويسلط الضوء على قضايا اجتماعية عديدة في قالب طريف وساخر.
وأمل التي ظهرت للجمهور بشخصية “عشتار” الفتاة السمينة المسحوقة اجتماعياً نتيجة انفصال والديها، والاستغلال العاطفي الذي تعرضت له من قبل أستاذها كي يحصل على منزل جدتها، ومشاكلها الواقعية في علاقتها مع زوجة الأب. ومن لم تدمع عيناه في المشهد التي تقوم به بإحراق المئة دولار التي قدمها لها والدها في عيد ميلادها بعدما نسي أن يحضر لها هدية!
زادت أمل التحدي وقامت بأداء شخصية الفتاة المتحولة جنسياً لرجل ضمن مسلسل سيرة حب، فتخطت الحدود وكسرت المحظور تقدميه في الدراما عبر تقديم الشخصية بشكل احترافي وطريف لتؤدي من خلالها مجموعة من الانفعالات و توصل مجموعة من الرسائل الدرامية التي لامست الجمهور دون إثارة حفيظته. هذه هي الفنانة أمل عرفة البطلة التي تبحث في كل عمل عن التحدي الذي يستفزها ويثير انفعالاتها حتى توصله بأصدق تعبير!
ومجدداً في رمضان القادم قررت أمل عرفة أن تطل على الجمهور في عمل شاركت بكتابته بعنوان سايكو، حيث تروي قصة هذا المسلسل شخصية فتاة سورية تصاب بفقدان الذاكرة إثر تعرضها لانفجار لنراها فيما بعد تنقسم لخمس شخصيات تقوم أمل عرفة بتمثيلها في خمس أدوار مختلفة تحت اسم “سايكو.”
تدور قصة العمل حول الظلم الاجتماعي الذي يتعرض له المواطن السوري اليوم، وقد نشرت الفنانة أمل عرفة عبر صفحتها الشخصية على الفايسبوك تقديماً للعمل قالت فيه: “سايكو هنا … هو نحن جميعاً متجسدين بشخصية العمل الأساسية والتي تحمل ذات الاسم (سايكو)، وهو عمل لا يخلو من نظرتي الساخرة الدائمة للأشياء والأحداث التي حولنا، على مبدأ شر البلية ما يضحك”
وعلى ما يبدو أن دراما اضطراب “انفصال الشخصية” مازالت تثير شغف وابداع صناع الفن والكوميديا في التلفزيون كما المسرح. رغم انها حالة تعد من أشد الاضطرابات ندرة في المجتمع، ونكاد لا نراها سوى في القصص والروايات والمسرحيات.
فهل سوف تنجح الفنانة أمل عرفة في إبهار الجمهور مجدداً؟! وهل سوف ينجح رهان التحدي معها في الوقت الذي تقدم الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز شخصيات متعددة في إطار مسلسلها التلفزيوني الأول هربانة منها. وكم يشبه سايكو بشخصياته المتعددة التقلبات النفسية والمزاجية لدى أمل عرفة كفنانة وإنسانة؟! وما الأسلوب الذي ستلامسنا به أمل مجدداً لنجد لدينا جميعاً “سايكو” يرافقنا بشخصيات متعددة في حياتنا اليومية.
