هالة “الطيبة” رحلت

هي الصحفية الحسناء دخلت عالم التمثيل صدفةً بعد انطلاقها بالغناء، حيث لقبتها أقلام صحفية في حلب بخليفة أم كلثوم. ولكنها لم تجد ضيراً من أن تكون الأرملة أمام المليونير في عرض مسرحي بداية مشوارها مع نقابة الفنانين في سورية. فهي من أوائل المنتسبات وفي رصيدها وقتها أفلاماً ومسرحيات. لتخطو ليلى بين الذئاب في فيلم قادم وتعيش أحلام المدينة في ذروة العصر الذهبي للسينما السورية، وتنتقل بذكاء إلى حقل الدراما التلفزيونية تزرع فتحصد ضحكات الجمهور وتحقق مكانة كبيرة بين نجمات الكوميديا السوريات. في حارة نسيها الزمن مطلع التسعينات ستقدم يوميات ضاحكة وأشياء تشبه الفرح. وفي نهارات الدفلى ستزور حي المزار وتجبل الياسمين بالاسمنت مطلع الألفية الثالثة.
حينها كانت الدراما بحاجة لانتعاش كوميدي جديد ونصوص مختلفة فلم تتردد أن تكون في عش المجانين وتسهم في انطلاقة دنيا وتتابع في مواسم مرايا مع ياسر العظمة بكل شغف موسماً تلو الآخر من مرايا 97 وحتى مرايا 2011.
وقبل أن يشيخ العمر أزهرت في أشواك ناعمة وقدمت أدوار الأم في البيئة الشامية عبر أهل الراية وباب الحارة. وحين تعبت الليالي معها قبل سنوات اختارت البعد والانزواء في خريف العمر بعد مسير أقدام لم تمل الوقوف على المسرح أو الابتسام للشاشة وقضاء ساعات من الشغف خلف ميكرفون الإذاعة لتقديم سنوات من العطاء الإذاعي علاوة على التلفزيوني والمسرحي والسينمائي.
بشعرها الأشقر كانت الصبية الحالمة وكبرت حتى صارت أماً يتمنى الجميع الأداء أمامها، وحين رحلت اليوم الجميع ذاتهم كتبوا عنها “الطيبة” ولعل ذلك اللقب الأسمى الذي تركته في زمن أعز ما نحتاجه هو الطيب.