منة فضالى: أنا مع السيد آدم بين البر والبحر ونفسي اتكلم سوري

حاورها: حسين روماني

صعدت درج النجومية خطوة بخطوة، تنقلت بين العديد من الأدوار في الدراما والسينما المصرية حتى كانت “ملكة فريدة” أمام كاميرا الراحل حاتم علي في “الملك فاروق”، فنانة تتقن الدور وتحترف الأداء، تحب التجارب الفنية وحياتها الخاصة “خط أحمر”، بينها وبين السوريين علاقة خاصة، دخلت بيوتهم عبر الشاشة المحلية بالعمل الأنجح خلال الموسم الماضي “مقابلة مع السيد آدم”، فاستحقت مكانها في ذاكرتهم،  كان لنا شرف اللقاء بها عبر الشاشة في الصيف الماضي واليوم نتشرف باللقاء بها شخصياً بين حارات دمشق القديمة، إنها النجمة المصرية منة فضالى

مرحباً بعودتك .. وبداية .. اشتقنالك

أنا أيضاً مشتاقة إلى سوريا جداً، وكم المحبة الذي لمسته لدى الشعب السوري في استقباله لي كان أكبر من ذلك الشوق، سؤال الناس عن أحداث العمل والقاتل الحقيقي ومصير “نور” وماسيجري معها، حتى أن عناصر الشرطة في المطار مازحوني بالقول أنهم لن يسمحوا لي بالمرور حتى يعرفوا من هو القاتل، كل ذلك سرني جداً لما حققه العمل من نجاح ولم أكن متوقعة حجم الجماهيرية التي حققتها خاصة أن أغلبها من البنات، وبالتأكيد هي محبة لها مكانة في قلبي ومتبادلة بيني وبين السوريين.

ماذا فعلت الكورونا بـ “مقابلة مع السيد آدم”؟

الوباء المنتشر سبَّبَ حالة من الشلل في العالم نالنا نصيب منها كالجميع، مما اضطر مخرج العمل فادي سليم إلى تعديل خطة الحدث، باستبدال أو إلغاء مشاهد، توقف حركة الطيران منعني من العودة لاستكمال المشاهد المتبقية، فاكتفينا بتصوير عدة مشاهد عبر الإنترنت أنا والأستاذ القدير غسان مسعود، لكن فكرة وجود جزء ثاني للعمل كانت مقررة من قبل، وعندما سمحت الفرصة عدنا لتصويره، ظروف بعض أبطال العمل الأساسيين منعتهم من الوجود كالقديرة ضحى الدبس التي حلّت محلها القديرة فادية خطاب، وتوسّعت الحكاية لتحمل شخصيات جديدة على حلقات المسلسل.

نجلس معك في “أرض الديار” ونتحدث أمام “البحرة” .. ماذا تعني لك هذه الخصوصية الدمشقية؟

عندما أبلغوني أن التصوير سيكون بين فيلا مهجورة على بحر طرطوس وبيت دمشقي في حارات دمشق القديمة أخبرتهم رغبتي بالنزول في فندق يتسم بالطابع الدمشقي العتيق، فجدتي شامية من حارة “الصالحية” وأصلنا من “الشام”، لم تسمح لي الفرصة بأن أزور سوريا كثيراً، لكنني استغلّيت فكرة تواجدي لتصوير مسلسل سوري بين حارات دمشق تحديداً في باب توما، لأرى تلك الأماكن، فأنا أحب أن أمشي وأستكشف معالمها القديمة، سوريا جميلة وستبقى جميلة.

كيف تصفين لنا تجربتك مع المخرج فادي سليم؟

المخرج فادي سليم فنان ومبدع في خط “الأكشن” والغموض الموجود في أعماله، لطيف في كواليس التصوير يجلس مع كل ممثل ويناقش التفاصيل جميعها بدقة متناهية، لديه القدرة على ضبط الأحداث على الورق وأمام الكاميرا، كتب الجزء الجديد بعناية، وعندما قرأت النص شعرت وكأنه “ورق غريب” يأخذ العمل إلى مساحات واسعة من حبس الأنفاس لما يحمله من قسوة، لكنها حالة صادقة أمام المتابع، يهتم بكل التفاصيل من الشكل إلى الأداء وحتى مكان الحدث، فهناك مشاهد في الجزء الثاني تحتاج إلى فيلا مفتوحة وبيت مهجور وإطلالة على البحر، لذلك اختار أن نذهب إلى طرطوس لتصويرها، هو مخرج يعلم ما يريد وقبل أن نكون ممثلة ومخرج ضمن فريق فقد كسبته كصديق عزيز، العمل معه مريح ومتحمسة للعمل معه

إذا كيف سنرى”نور” بين البر والبحر في الجزء الثاني؟

“نور” ستأخذ شكلاً مختلفاً ومنحى مؤثر في خيوط القصة، لن تكون متفرجة من بعيد بل ستكون محترفة في اللعب وقريبة من الحدث، خبرتها في الخدع السينمائية والمكياج ستستخدمها بطرق لاتخطر على البال، فأن تتأنى بغضبك وردك على من ظلمك، وتجلس لتفكر بشكل عميق كيف ستأخذ حقك، بالتأكيد سيكون الرد كالضربة القاتلة، هكذا أنا في الحياة وهكذا هي نور في الجزء الثاني من مقابلة مع السيد آدم، ستفاجئ متابعي العمل كباقي شخصيات العمل الأساسية والجديدة، فالجزء الأول بكل ما فيه من تشويق وغموض كان مجرد تمهيد للجزء الثاني.

بعد عدة أعمال لك مع مخرجين سوريين.. هل تكررين التجربة مجدداً؟

بالتأكيد لا أمانع تكرار التجربة مع المخرجين السوريين، وبالنسبة لي العمل في سوريا مختلف تماماً عن الوقوف أمام كاميرا مخرج سوري في مصر، الأجواء مختلفة تماماً، المناظر الطبيعية جميلة جداً وأماكن التصوير حقيقية سواء في الجامعة أو البيت أو الشارع، ليست ديكور يتم بناؤه ضمن أماكن خاصة للتصوير كمدينة الانتاج الإعلامي في مصر، المخرج السوري لديه حالة من المصداقية، وأيضاً الخبرة التي أحصل عليها من خلال العمل بتلك الظروف مكسب على المستوى الفني واقتراب جديد نحو الجمهور السوري العزيز، وصداقات جديدة أكوّنها في بلدٍ غالٍ على قلبي.

الدراما المصرية حلم لأي ممثل عربي.. لماذا اخترت الحضور في الدراما السورية

العديد من الممثلين من سوريا ولبنان وتونس وغيرها من الدول العربية يعملون في مصر، لذلك لا أجدها اختلافاً أن يذهب الممثل المصري للعمل أيضاً في تلك البلدان، ليس فقط الممثل، بل حتى المخرج والمنتج المصري، عندما وصلت إلى سوريا تكلمت مع أحد المنتجين الأصدقاء وأخبرته بأن الفندق الذي أقيم فيه عبارة عن بيت قديم جميل جداً، ولو جاء بنفسه إلى هنا ورأى الأماكن التي نمثّل ونقيم بها خلال فترة التصوير سيشعر بهذا الاختلاف الذي شعرت به، هذا الانتقال لامسته الدراما المصرية هذه السنة، فالعديد من الأعمال المصرية يتم تصويرها في لبنان حالياً، وأتمنى أن تجد هذه الحالة طريقها في الأعمال العربية، لأنها استفادة للجميع، عندما عُرِضَ عليّ “مقابلة مع السيد آدم” ظننت أنني سأتكلم بلهجة جدتي السورية وكانت تلك الفكرة مفرحة بالنسبة فأنا أحب هذه اللهجة، حتى بعدما توضحت صورة الدور كاملة على أنها مصرية تبحث عن أختها المفقودة في سوريا ظَلَّ الأمل لدي أن تتحدث الشخصية بالسوري، وربما قد تتحقق تلك الأمنية بتعاون جديد.

متابعة للدراما السورية؟

طبعاً، تابعت الكثير من أعمال الدراما السورية، المعاصرة والشامية والمشتركة، فجارتي سورية وكلما اجتمعت معها أجدها تشاهد عملاً سورياً، وعدا عن ذلك فأنا دائماً متابعة لأعمال أصدقائي السوريين كتيم حسن ومعتصم النهار وباسل خياط وقصي خولي وغيرهم من نجوم الدراما السورية، العديد من المسلسلات القديمة التي تحمل طابع البيئة كانت تبهرني بأماكن تصويرها، خاصة البيوت التي تجتمع بها العائلات على طاولة الطعام، المسلسلات الدرامية دائماً تلفت نظري  بصورة الممثل المترفة بالطبيعية والبعيدة عن التمثيل، حالة من النقاش والصدق الحقيقي للقضايا يتم طرحها، وتضم العديد من الجوانب خاصة العائلة والناس والشارع السوري بشكل عام، وهذه الواقعية في الطرح تجعل لدي استعداد للعمل مع السوريين بشكل كبير.

لننتقل إلى وسائل التواصل الإجتماعي.. ماهي نظرتك لها خاصة وأنك نشطة عبر وسائلها؟

هي جزء من حياة الفنان ولكن بشرط التعامل الصحيح معها، أتابع من أحب ومن يتابعني ، وبالنسبة لي أحب أن أتشارك مع الناس لحظاتي الطبيعية، ولكن هناك أشخاص لاتتقبل ذلك وتتعامل معه بحدة أرفضها بشكل قاطع خاصة عندما تكون كلمات مصفوفة إلى جانب بعضها البعض تحت اسم تعليق، لكنها في الحقيقة اساءة في التعبير، أي شخص يريد أن يعلق لأي أحد بغض النظر إن كنت تكتب على صفحة شخصية مشهورة أم لا، رجلاً كان أم إمرأة، يجب أن يتحلى كلامه بمراعاة الآداب العامة والأخلاق، أستغرب ممن يضع على صورة أحببت أن أشاركها مع متابعيني تعليقاً غير لائق كيف يدخل من الأساس إلى صفحة لايحبها بل ويضع هكذا نوعية من الكلام.

كيف تتعاملين مع هذه النوعية من التعليقات؟

هناك فنانات حتى التعليقات لاتسمح لها بالتواجد عبر صفحاتها لكنني لست من ذلك النوع، فأنا أحب أن أتناقش مع أصحاب التعليقات، أسئلهم حتى ولو بشكل مباشر عن سبب أسلوب كلامهم، بعضهم أصحاب روح رياضية بالنقاش، وآخرون لديهم فكرة مغلوطة أصححها لهم، هي مساحة مسموحة للحديث الطبيعي، وبالتأكيد فإن الحظر يكون من نصيب الأسلوب الغير محترم والسيء.

 ما المسموح والممنوع على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي؟

لدي خطوط حمراء لا أحب أن يتجاوزها أحد في حياتي، وهي خطوط طبيعية لأي إنسان كان مشهوراً أم لا، خاصة في الارتباط والزواج، وأكره أن تتوجه لي أسئلة من هذا النوع تحديداً على وسائل التواصل الاجتماعي، بنفس الوقت لدي لحظاتي التي أشاركها مع الجمهور، كجلساتي مع أصدقائي وذهابي إلى النادي، مشاهدتي لفيلم سينما وكتابة رأيي فيه، هذه الجوانب متاحة.

من التواصل الاجتماعي إلى منصات العرض .. ما رأيك فيها؟

ميزة هذه المنصات أنها أعطت حلّة جديدة لإنتاج المسلسلات، يمكن صناعة العمل بعشرة أيام أو اسبوع، تكتفي بقصة سريعة وعدد قليل من الممثلين وأماكن التصوير، فكر جديد يخاطب أفكار وعقول وشعوب عديدة، يختلف باختلاف الجهة المنتجة، فمثلاً عقلية “نت فلكس” تختلف عن “شاهد”، سلبية المنصات الوحيدة تكمن بعدم توفرها في كل الدول وهذا أمر مؤسف، مفيدة من حيث الانتشار العالمي لأي مسلسل، وتوفره بعدد كامل من الحلقات وبدون الإعلانات التي أفقدت قنوات التلفزيون متعة مشاهدتها، وأنا أستخدم هذه المنصات بشكل أساسي لمتابعة الأعمال الدرامية.

كلمة أخيرة

سوريا بلدي الثاني وأنا حالياً في بلدي وبلد أهلي، لم أشعر أنني غريبة مطلقاً، وأتمنى أن أتواجد دائماً وسط سوريا وأهلها، وأن أرى جميع المحبين، أجلس وأتحدث وأتصور مع الكثيرين ممن طلبوا ذلك، ولا أعلم إن كان وقتي سيسمح بذلك أم لا خاصة وأن ضغط التصوير هائل لإنجاز كافة مشاهدي في العمل. سعيدة بالحديث معك ورؤيتك على المستوى الشخصي، وشكراً لك على إطلالتي للمرة الثانية عبر هذه المنصة السورية على الجمهور السوري.