جريمة وغموض لن نشاهدها في رمضان 2020

إعداد: نورهان النداف وحسين روماني

تُقدّم الدراما نفسها على أنها مُنتَج قائم على صناعة متكاملة اعتاد الجمهور على تلقيها ضمن الموسم الرمضاني، إلا أن هذا العام يحمل قالباً جديداً في صيغة الموسم الدرامي الذي لم يعُد حكراً على شهر واحد ولم يعد محدوداً بأعمال الثلاثين حلقة.

وربما كان من الصواب اتجاه الكتاب والمنتجين نحو هذه القبلة الجديدة التي قد تنقذ العمل الدرامي من فخ المماطلة لتعطيه حقه في ناحيتين هما توقيت العرض ومدته.

فقد تحررت هذه الأعمال من أسر المزاحمة الرمضانية إلى التنافس النوعي فقط كما خرجت من القالب الثلاثيني لحلقاتها لتمسك بالأحداث كيفما تشاء الحبكة.

إذ يطالعنا هذا العام بأعمال جديدة من نوعها ومغايرة لما اعتدناه؛ لنجد السباق السنوي يفتح بابه بثنائيات جديدة كان أولها مع بطلي العميد “تيم حسن وكاريس بشار” الذين يجتمعان لأول مرة في هذا العمل الذي أخرجه باسم السلكا في أولى تجاربه كمخرج وكاتب معاً.

يقع العمل في (12) حلقة ويندرج ضمن أعمال الجريمة وهو اتجاه الكثير من أعمال السنة التي تضم عددا لا بأس به من هذا النوع. وبالتزامن مع طرح العميد كاملا عبر منصة شاهد افتتحت mbc4 عامها بعمل جديد يحمل اسم “سر” الذي يجسّد بطولته كلّ من بسام كوسا ورواد عليو إلى جانب عدد من الممثلين اللبنانيين عن نص لمؤيد النابلسي.

وقد يلمح المشاهد في هذا العمل التشابه الكبير بين ما يقدمه الكبير بسام كوسا فيه وما قدمه سابقا من أدوار ظهر فيها بشخصية الرجل الثري المتسلط والمحاط بالمتآمرين في الوقت نفسه وهو النمط الذي قدمه سابقا في كل من “أحقاد خفية” و “جمال الروح” الذين كانا أيضاً للمفارقة بتوقيع مخرج “سر” مروان بركات.

كذلك سينطلق عرض مسلسل “عهد الدم” بحلقاته العشر لبطله باسل خياط في الشهر الجاري والذي تشاركه بطولته ندين تحسين بك وهو من النوع التشويقي أيضا إلا أنه يحمل النفَس الغربي في حكايته المقتبسة عن مسلسل Besa والذي يعرض أحداثاً لا تعكس الجو العربي وإشكالياته، فقد صاغ النص للعربية الكاتب إياد أبو الشامات وأخرجه المخرج المصري الشاب كريم الشناوي بعد اعتذار المخرج رامي حنا.

بينما يخوض معتصم النهار تجربة جديدة في بطولة الأكشن ضمن مسلسل “مستر X” والذي سيعرض على Netflix خارج الموسم الرمضاني لصالح شركة إيغل فيلمز عن نص يحضّره الكاتب رامي كوسا.

أما الفنان عابد فهد فيطل ضمن “هوس” عبر عشارية مع الفنانة هبة طوجي في تجربتها التلفزيونية الأولى عن نص لديانا الأحمر وإخراج محمد لطفي.

ويشهد هذا العام امتداداً للعديد من الأعمال السابقة؛ حيث تستكمل المخرجة رشا شربتجي الجزء الثاني من مسلسل “ما فيي” مع معتصم النهار وفاليري أبو شقرا بعد أن لاقى الجزء الأول الكثير من الانتقادات.

أما الكوميديا فلها نصيب متواضع من تجارب ال 2020 الذي بدأ بعرض الجزء الثاني من مسلسل “ببساطة” عبر محطة Bein Drama المشفرة دون تسويق واضح للعرض المشفر كي تحتفظ الشركة فيما يبدو بحصة تسويق أعلى في العرض المفتوح خلال شهر رمضان القادم.

وبين الحديث عن أعمال أنجزت دون تسويق إعلامي واضح مثل “المنصة” للكاتب هوزان عكو والمخرج مجدي السميري، وأعمال ما زالت قيد الدراسة مثل “فايروس” لحازم سليمان وعامر فهد، يمكن القول بالكثير من الثقة إن الدراما كسرت قوالبها القديمة هذا العام، ولكن الأهم من ذلك هو ما يوضع داخل تلك القوالب من أفكار تتواءم مع عصر شديد التعقيد والتشابك في ظل غياب الصنعة الدرامية التلفزيونية وهيمنة المنصات الإلكترونية.