«تايتنك» هل تبحر إلى قلوبنا في 2020؟!

بقلم: حسام الزير

قبل عدّة أشهر، قام فريق من المستكشفين بجولة إلى أعمق نقطة في قلوب المشاهدين، إلى حيث ترقد سفينة التاتنيك، صامدة حتى بعد 100 سنة من الحادثة الأشهر في التاريخ، يوم غرقت مخلّفة أكثر من 1500 ضحيّة وقصّة حب سينمائية واحدة مازال العالم يعيش على ذكراها حتى اللحظة.

الفيلم جمع في خزائنه أحد عشر جائزة أوسكار، كأكبر رقم في تاريخ الجائزة، إضافة إلى إيرادات وصلت إلى أكثر من ملياري دولار، عدا عن كونه حصد قلوب العشّاق المنكسرين والغارقين كما جاك نحو قعر الأطلسي، سيد الأحزان، والرافضين أخيراً لإنتهاء الحب بهذه الصورة.

جرت محاولات عديدة بعدها لإنقاذ جاك من الموت ولو افتراضياً، حيث حاول العديد من المهتمين بمآلات الفيلم اختراع وضعيات جديدة كان يمكن لجاك أن يتخذها إلى جانب روز دون أن يموت أي منهما.

قناة ديسكفري توصّلت في عام 2012 إلى حل كان يمكن أن ينقذ جاك، عندما قالت أنه كان يمكنه ربط سترة نجاته بالباب، لكنه لم يفعل.

يبدو إذاً أن موت جاك، مازال مرفوضاً وعلى نطاق واسع، حتى بعد مضي 23 عاماً على إصدار النسخة الأولى للفيلم، وكشكل من أشكال الرفض، بدأ العديد من المهتمين، المتشوقين لأحداث جديدة، والباحثين عن سيناريو مرضي، بالترويج لجزء جديد من الفيلم ربما سيشكّل صدمة للجمهور من حيث مضمونه.

وفقاً للتريلر (الإعلان) عن الفيلم الجديد فإن جاك (ليوناردو ديكبريو) سيعود من الموت، بعد مضي كل تلك السنوات على إعلان وفاته، عندما يتم اكتشاف جسده مجمّداً في قعر المحيط أثناء البحث في حطام التايتنك.

يعاني جاك بعد إخراجه و(إعادة إحيائه) من صراع نفسي بعد إخباره بالفارق الزمني الكبير، منذ أن بقي مجمداً وحتى اكتشاف جسده من قبل الباحثين خلف أسرار التاتنيك.

ثم يجمع بعدها لقاء مؤثّر بين جاك و روز (كيت وينسلت) بوجود مشكلة واحدة، هي أن روز تقدّمت بالعمر طيلة تلك السنوات، فيما جاك مازال في ذات العمر عندما فقدته نظراً لكونه كان مجمّداً.

ثمّة حبكة غير مدروسة ولا منطقية وتبدو كما لو أنها صُنعت على عجالة، أكد حينها المعلّقون على التريلر أن جزء جديد من التاتنيك لن يكون، وأن الإعلان ليس صحيحاً، وهو مجرّد تجميع لأفلام عديدة جمعت بطلا الحب ليخرج لنا الشكل الجديد كإعلان عن فيلم سيكون حاضراً في صالات السينما هذا العام.

الإعلان الوهمي عن الفيلم حصد منذ لحظة نشره على اليوتيوب قبل ما يقارب الشهر وحتى اللحظة تقريباً ثمانية ملايين مشاهدة وعنون بـ”عودة جاك 2020″.

لكن ليس هو التريلر الوحيد إذ سبق نشر إعلان وهمي قبل عام يدّعي صدور نسخة جديدة من الفيلم في الـ2019، لتكثر بعدها الإعلانات المزيفة حول الفيلم بالنسخة الجديدة دون أن تأكيدات من مخرج الفيلم جيمس كاميرون أو أي مصدر رسمي قاد النسخة الأولى لنجاحها منقطع النظير.

الأخبار تتحدث فقط عن سفينة جديدة يتم صناعتها في الصين كنسخة واقعية مطوّرة من التايتنك ليس للسينما علاقة لها بها، عدا عن كونها تحمل اسم (تايتنك 2).

إذاً مازال جاك غارقاً في الأطلسي، لم تصل إلا قبلاته مع روز عندما عبرت نحو الحلم الأمريكي مع تلك القلادة اللعينة باهظة الثمن، اختارت هي ذكرى الحب، لتعيش وتموت على فراشها كما طلب منها، دافئة ومرتاحة، هذا فيما لو صحّت القصة.