فصل جديد من حياة فصولنا الأربعة

إضافة إلى منزل الجدّان كريم ونبيلة، اختارت ريم حنّا ودلع الرحبي وضعنا أمام أربع تجارب تسقط مجتمعنا عليها وتجسّدها كما لو كانت حيّة تعيش معنا.

بقلم: حسام الزير

أكاد أجزم أن معظم السوريين شاهدوا (الفصول الأربعة) مرتين أو ثلاث مرّات، ورافقهم خلال سنواتهم السوداء الماضية، حتى أنه ارتبط بهم وفصلهم في كثير من الأحيان عن الواقع.

استضافت إذاعة شام إف أم مؤخراً الفنان السوري بسام كوسا، ودار حوار بين المذيع وكوسا حول ارتباطنا بمسلسل الفصول الأربعة، ابتدأها المذيع بالحديث عن مشكلة نفسية اكتشفها نتيجة تعلّقه بالمسلسل، ولاحقاً البحث عن منازل شخصيات المسلسل كنوع من ملامسة حالة المسلسل.

حينها فرّق بسام كوسا بين إعجابنا وحبنا للمسلسل بوصفه انتاج مميز يسجّل للدراما السورية كعلامة بارزة في تاريخها، وبين تعلّقنا “وتعمشقنا” بالماضي في وقت تعيش فيه الأمم حاضرها وتتطلّع للمستقبل بوصفه ضرورة لا يمكن معها الاستغراق في الماضي كثيراً.

تغيّر كل شي في حياتنا، كما يرى بسام كوسا، حتى حواسنا لم تعد تستجيب إلى الواقع بنفس الدرجة التي استجابت فيها لما حدث في الماضي، فقدنا حاسة التذوق بدليل تذكّرنا حتى لأطعمة الماضي ومقارنتها مع تلك التي نأكلها الآن.

جميل جداً أن نتذكّر كم كانت ظروف حياتنا بسيطة ومميزة، ونستحضر أجواء العائلة الغائبة، ثم نستحضر أرواح من غابوا عنّا، لكن في وقت ما علينا أن نعود إلى الحاضر.

نحن محبطون من فصولنا الجديدة، ونعمد بكل قواتنا إلى عيش إحدى الفصول الأربعة التي تشوّهت بفعل الحرب كما تشوّهت خارطة سوريا.

لكن لا مانع في عيش فصل جديد، يمثل رأي بسام كوسا، عندما نحاول التكيّف مع الحاضر، ثم التخطيط للمستقبل حيث لا يمكن أن يكون إلى شيئاً جديداً هو الآخر مختلفاً وربما جميلاً.

في الفصل الجديد من فصولنا الأربعة، نحتاج إلى تذكّر كم الإنجازات التي حققها السوريون حتى لو كانت فقط بصمودهم في وجه أصعب كوارث العصر، ثم إبداعاتهم خارجاً عندما لم يستسلموا لكونهم لاجئين فقط، وإنما وجدوا فرصهم وحياتهم الجديدة، وتفوّقوا على أصحاب الأرض.

ثم في هذا الفصل نستحق دراما تجسّد واقعنا السوري الجديد، تخلق أجواءه الحميمية الخاصة، ومنازله التي تبعث الدفء في قلوب من فقدوه.

نعم ما المانع من جزء جديد، في مكان بعيد عن المكان الذي خُلقت فيه (فصولنا الأربعة) يحاول فيه حاتم علي إخراجنا من الماضي الجميل إلى الحاضر الجديد، ويمهّد إلى مستقبل بجزء جديد آخر، من يعرف.