كلنا «كومبارس»

إعداد: جوان ملا وحسين روماني

عن “الأذن الخصوصية” لبيتر شافر كان عرض مسرحية “كومبارس” من اقتباس وإخراج يزن الداهوك وبطولة وسيم قزق، خالد شباط، ومرح حسن.
القصة القائمة على ثلاث شخصيات فقط تتحدث عن شاب أغلق على نفسه أبواب الحياة “فارس – خالد شباط” وبقي داخل بيته يحيا على مشاهدة الأفلام، ليلتقي فجأة بفتاة أَحَبَّها بالسينما “مرح حسن” فيدعوها لمنزله الذي يقطن فيه معه شريكه بالسكن الروائي والسيناريست المحنّك “وسيم قزق” والذي يساعده على التقرب من هذه الفتاة أثناء زيارتها، لتنقلب الأمور ضد فارس ويكسب الروائي الجولة مع الصبية التي كانت خجولة وهادئة جداً.

ماذا يريد فارس؟

أجابنا الفنان الشاب خالد شباط أن فارس يريد ما يريده أي شاب، هو يبحث عن نفسه في مكان صادق يشبهه عكس المجتمع الذي وجد مشكلة في التواصل معه بسبب صدقه، أما الصراع لم يكن على أنثى بينه وبين زميل السكن، بل هو صراع فكري بحت بين شخصيتين متناقضتين قد تكون الأنثى سبباً في تأجيجه فقط.

مرح حسن محور صراع؟

وجود هذه الصبية في هذا اليوم الاستثنائي خلق شيئاً ما، ليست فكرة النص في أن الصراع على أنثى بل في أنها ماتزال في مجتمعاتنا سبباً للصراع، الكومبارس ممكن أن يكون أي شخص منا، قالت مرح.
كنتُ خائفة بعد أصداء مسرحيّة “طميمة” الإيجابية، ولكن كان عليّ أن أستفيد من التجربة بكل الأحوال.

وسيم قزق المستفِزّ

شخصية مستفزة بهدوئها أداها وسيم قزق، ذكيٌّ كان بتنقلاته وطريقة كلامه، استطاع أن يوحي للجمهور أنه ذاك الشاب المحنّك الذي لا تفلت من أصابعه فتاة، واعترف وسيم بحبه لأداء هذه الشخصيات.

يزن الداهوك يصنع من الجمهور كومبارس

الإضاءة الأخيرة الموجهة على الجمهور توحي أنه كومبارس أيضاً، في دلالة على أن كل شخص فينا هو مشروع كومبارس قد يكون صامتاً أيضاً، أما عن النص فقد تماسك في بداياته لكنه تشتت فيما بعد، فلم يعد مسبوكاً وضاعت القصص إلى أن توازن تقريباً عند النهاية، الداهوك الذي لم نلتقيه بعد العرض صنع في القاعة متعددة الاستعمالات بدار الأوبرا ديكوراً ومساحة جيدة فيها فكرة تناسب العرض،لكن الغريب لماذا اختار شخصية فارس محبةً للسينما في حين أنه في النص الأصلي يكون محباً للموسيقى، مع العلم أن هناك نصاً آخر لبيتر شافر بعنوان “العين العمومية” ويتحدث فيها عن شخص يهوى السينما، فلم نعرف إذن ما قصة “الأذن الخصوصية”!

عموماً يبدو العمل شبابياً بروح جديدة أدى الجميع أدواره بحرفية فخالد امتلك أدوات حقيقية في الأداء، أما مرح ففكانت بهدوء ساحر في حين استفز وسيم الجميع بذكاء، لكن تسرب بعض الملل للجمهور كون القصة يمكن اختصارها بساعة واحدة ولا داعي لإطالتها لمدة 90 دقيقة وخرج بعض الأشخاص من العرض دون أن تصلهم الرسالة كاملة.