على عكس العام الفائت.. السينما السورية غائبة عن “الجونة”

متابعة: كرم صايغ

أطلّ مهرجان الجونة السينمائي بنسخته الثالثة مزيناً مدينة الجونة بهدف للإضاءة بشكل أكبر وأوسع على السينمائيين العرب لدعمهم وتمكينهم على الرغم من غياب العمل السوري السينمائي السوري على عكس الدورة الماضية التي شهدت حضور أربعة أفلام. انطلق المهرجان وزينت المدينة بنجوم من العالم العربي وحضور واسع لشخصيات أثرت في الشارع السينمائي حيث أن المهرجان سيستمر لتاريخ ٢٧ أيلول الجاري. وشهد حفل الافتتاح إطلالة الفنان العالمي مينا مسعود ليكون أحد أبرز الحاضرين وكأنه عراباً للشباب السينمائيين، حيث قام بتكريم سينمائيين شباب من أعراق مختلفة إذ عبر عن شعوره بمعاناة هؤلاء الشباب، وهي نفس الظروف التي مر بها في بداية مشواره بهوليوود، وكانت الجائزة من نصيب الفنانة نسرين راضي من المغرب، وأعرب مينا مسعود عن سعادته لعودته إلي مصر حيث أنه وصفها بأم الدنيا.

فلسطين كانت حاضرة بالمخرجة الفلسطينية مي مصري التي نالت جائزة الإنجاز الإبداعي التي قُدمت لها عن طريق المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وعرض فيلم قصير يجمع عدد من مشاهد أعمال مي. كما أن الجانب الإنساني لم يغب عن المهرجان حيث أطلت الفنانة منى زكي لتأكد على دور المهرجان الإنساني بعد عقد إتفاقية مع اليونسيف مدتها خمس سنوات سيتم خلالها صناعة منبر للأطفال للتعبير عن أوجاعهم ومعاناتهم، حيث أن القضية الإنسانية هي هدف المهرجان منذ انطلاقته كما وصفته منى رغم أن لمثل هذه التهليلات في بعض الأحيان نوع من التسويق للمهرجانات

تحدث انتشال التميمي مدير المهرجان عن كيف تم التنسيق واختيار الأفلام و نوعيتها فقال : “حاولنا اختيار أفضل الأفلام التي عُرضت هذا العام، خاصة تلك التي عُرضت في آخر شهرين، إذ اختار فريق البرمجة 16 عملاً تعرض عالمياً لأول مرة في مختلف أقسام المهرجان، ونقيم حفلاً موسيقياً يتولى قيادته المايسترو أحمد الصعيدي، ومعرض بمناسبة مئوية الراحل إحسان عبد القدوس “واختتم حديثه قائلا: “أود أن أشكر كل من وضع حجراً في هذه المدينة الرائعة التي تستضيف المهرجان، وفي الدورة المقبلة سينضم مركز المؤتمرات للأماكن التي تقام فيها فعاليات الجونة السينمائي”.

انتقاء الخبرة العالية والحرفية كان واضحاً بلجان التحكيم لتعكس صورة نوعية عن المهرجان وكأنه المتفرد بحرفيته حيث أنه ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرج المصري خيري بشارة، وبعضوية كل من المخرجة والمنتجة مي مصري، إحدى أعمدة السينما الفلسطينية والعربية، وناشين مودلي مدير مهرجان سيدني السينمائي، ورسول بوكاتي مهندس الصوت الأكثر شهرة في آسيا والحائز على جائزة الأوسكار لأفضل إنجاز في مكساج الصوت، إضافة إلى الناقد السينمائي الروسي ستاس تيركين والمدير الفني لمهرجان دفيجنيي الوطني.

الأفلام القصيرة كان لها نصيب أن يشرف على تحكيمها المخرج المصري مروان حامد، الذي لاقت أفلامه اهتماماً من قبل النقاد وحصدت جماهيرية واسعة، وتضم اللجنة المخرجة والمصورة السينمائية الكولومبية البلجيكية خوانيتا أونزاجا، ومدير مهرجان تامبيري السينمائي يوكا بيكا لاكسو، وتتضمن اللجنة المخرج والمنتج والكاتب السينمائي العراقي محمد الدراجي، الذي مثلت أفلامه أكثر من مرة دولة العراق في جوائز “الأوسكار” والنجمة الممثلة التونسية درة زروق.

نوعية الفيلم الوثائقي تعتبر عالية وتحتاج لحرفيه في الطرح وحتى النقد كونها تعتمد على عكس الصورة الحقيقية دون تجميل وذلك تطلب اختيار لجنة توازي هذا النوع من الموضوعية فكان المخرج والمنتج والممثل السنغالي، موسى توريه، مؤسس مهرجان “موسى إنفايت” السينمائي في السنغال رئيساً للجنة التي تضم المخرجة والمنتجة آن أجيون، إضافة إلى لودميلا تشفيكوفا، التي عملت مبرمجة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي لمدة 15 عاما، وطلال ديركي المخرج والمنتج السينمائي السوري الذي ترشح لجائزة الأوسكار في عام 2019، كما تشاركهم مصممة الأزياء المصرية المتميزة ناهد نصر الله.

كما ستُمنح جائزة لفيلم عربي طويل عن طريق لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما والتي تضم كارستين كاستيلان الصحفي والناقد السينمائي الألماني، وميرفت عمر الناقدة السينمائية المصرية إضافة إلى فريدريك بونسار الناقد السينمائي الفرنسي، كما أن جائزة فيلم روائي طويل آسيوي ستمنحها شبكة تعزيز السينمائية الآسيوية وتتكون اللجنة “نيتباك” من جولنارا أبيكييفا الناقدة والمؤرخة السينمائية الكازاخية رئيسة للجنة التحكيم، والناقدة السينمائية السورية الفرنسية ندى الأزهري، وحسن حداد الكاتب والناقد السينمائي البحريني المميز.

حتى وبغياب الأفلام السورية لكن الحضور الفني من سوريا كان واضحاً رغم أن غياب الفيلم السوري هو أزمة كبرى بحق تاريخ سينمائي قوي عربياً رغم تراجع الجودة بالطرح في السنوات الأخيرة حفل الافتتاح اختتم ولكن حياته السينمائية الثالثة مستمرة حتى ٢٧ من ايلول ليحتضن حزمة من الأفلام العربية التي تنتظر مصيرها في ربح أحد الجوائز المقدمة