ETSyria تحاور ديستوبيا عربي

من كراج في الريف الفرنسي، كان الأخوان نجار يفكران في تجربة استثنائية لتبسيط مفاهيم العلم الجامدة عبر كلام سلس وشخصية متميزة بدت برنامج “ديستوبيا عربي”، وبعد سنة ونصف من الانطلاقة التقت منصة ETSYRIA فريق “ديستوبيا” وكان الحوار التالي:
 

ETSyria : كيف بحثتم عن الوصول للموضوع العام لدى الجمهور؟!

ديستوبيا: تطلعنا إلى عدم التحزب، والاعتماد على مجتمع البحث العلمي البعيد عن العاطفة والرأي، فلجأنا للاستفادة من مصادر في بلاد مختلفة وانعكاسها على العالم العربي. واجهتنا مشكلة عدم نخز المشاهد ما جعلنا نخشى نسيان الجمهور لنا، لذا سعينا لنقل الفائدة في العلوم الإنسانية المهجورة في مواقع التواصل الاجتماعي من تجاربنا وللجمهور في كل مكان.

ETSyria : كم يلعب شكل البرنامج برأي فريق ديستوبيا دوراً في طبعه بذهن الجمهور؟!

ديستوبيا: يلعب دوراً كبيراً انطلاقاً من الاسم “المدينة الفاسدة”، فجرى التصوير في قبو كئيب أمام حائط رمادي مع مجموعة من التفاصيل السورية في الديكور. كما عملنا على جعل المشاهد يشعر أنه مكان المقدم، فابتعدنا عن الطريقة الرسمية في الأداء.

ETSyria : كيف يتحقق الإقناع العلمي للجمهور عبر فيديو ضمن قالب اجتماعي على السوشل ميديا؟!

ديستوبيا: اعتمدنا على مبدأ “العلوم المبسطة” وهي تقوم على تبسيط العلوم الجافة عن طريق قصص وأمثلة حياتية، وعبر الاتكاء  على اللكنة المحلية وبطريقة تعبيرية من خلال مجموعة حركات مساعدة ليبدو الموضوع كحديث بين صديقين، بالإضافة إلى هذا نعمل دائماً على تناول مواضيع متصلة مع الواقع  الصعب في العالم العربي.

ETSyria: هل تتقاطع جلسة بشر في البرنامج مع وضع الشاب السوري في الانتظار والظروف القسرية؟!

ديستوبيا: التوجه بُني نحو الشباب العربي الذي يعاني ظروف ديستوبية على صعيد الحياة، وبالأخص الشاب السوري دون تحديد إن كان في الداخل أو الخارج، لاجى أو مهاجر، بل المتعثر في إيجاد الحلول ضمن جو رمادي مليء بالرتابة

ETSyria : هل خطاب “اليائسين” يوصلكم لعدد أكبر من الجمهور؟!

ديستوبيا: برأينا الموضوع ليس قصة خطاب البائسين و هذا ليس “تكتيك” للوصول لعدد أكبر من الجمهور، بالتأكيد هدفنا الوصول للجميع ، فتجمع الغالبية ظروف متشابهة على صعيد الشخص ومحيطه الاجتماعي، ولكن، و لأن هدفنا الأساسي هو تقديم علم متصل مع الواقع الديستوبي، عمدنا إلى هذا الشكل.. لأنه يوحي أننا لا نتكلم من برج عاجي أو نقوم بالتنظير على المشاهد من مكتبة أو مركز أبحاث، بل على العكس، تتضافر شخصية المقدم، مع الديكور و طبيعة المواضيع المطروحة للتاكيد للمشاهد على أن ما نقدمه يسعى لأن يكون على تماس مباشر مع حياته في العالم العربي الديستوبي

ETSyria : هل طبيعة المادة العلمية قادرة على صنع التنفيس العاطفي لدى الجمهور؟!

ديستوبيا: الكوميديا و الكوميديا السوداء أو السخرية السياسية Satire   يمكن أن تكون عامل تنفيس للجمهور المحبط، أما المحتوى العلمي، فمن المفترض أن  يستفز حاسة البحث لدى المشاهد، لا ندعي تقديم علم كامل بل أمنياتنا أن يبدأ الجمهور بالبحث بعد مشاهدة الحلقة…  يعني باختصار، نأمل أن يكون المحتوى على النقيض من التنفيس، نأمل أن يكون عامل تحفيز و دافع للتغيير نحو الأفضل

ETSyria : كيف تعملون على إيجاد الوسطية في الطرح كي لا يخضع لميزان الأحكام المسبقة لدى الجمهور؟!

ديستوبيا: من جهة أولى، القيم التي تحملها حلقاتنا واضحة: “حقوق الإنسان، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والوعي السياسي والاجتماعي والبيئي”. من جهة ثانية، بالتأكيد في كافة المجالات هناك انقسام لدى الجمهور، لا نمسك طرف معين ونتوجه إليه دون غيره، فحتى لو خالفنا المشاهد في تفكيره لكن لا نلجأ لتحويل الطرح إلى الندّية و ذلك بالابتعاد عن الآراء الشخصية و الاستناد إلى منهجية علمية تقوم على طرح وجهات النظر المختلفة عند تناول موضوع معين .

ETSyria : النزق بات حالة عامة لدى الشباب، كيف تعملون على إقناع الجمهور على البحث في المراجع العلمية؟!

ديستوبيا: بالتأكيد لا ندعي أننا نستطيع التغلب على الإيقاع السريع الذي يميز شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، و لكننا بنفس الوقت، نسعى عند تناول الموضوع المطروح إلى عدم تبني نتائج قطعية و لهذا أحياناً ما نختتم الحلقة بأسئلة،  وهذا يعني إبقاء الباب مفتوحاً للمشاهد  ليأخذ زمام المبادرة بنفسه يعمل لتكوين وجهة نظره الشخصية بالاستناد إلى المراجع مثلاً.. يعني بالمختصر نحن نعطي طرف الخيط  وخاصة أن وقت البرنامج المحدود لا يساعد في الحديث باستفاضة

ETSyria : مواقع التواصل تلهث خلف “التريند”، فهل يحكم التريند خياراتكم كعامل تسويقي للبرنامج؟!

ديستوبيا: مقاربة التريند  ليست هدف أساسي وخاصة اذا كنت تعني بالتريند  الأخبار التي تنتشر بسرعة وبشكل كثيف على شبكات التواصل الاجتماعي ثم تختفي بسرعة عند ظهور أخبار جديدة تصبح هي التريند الجديد. ولكن بنفس الوقت، نحن لا نعتبر أنفسنا بعيدين عن أو قضايا الساعة وذلك لأننا كما اسلفنا نسعى أولاً وأخيراً إلى تقديم محتوى مرتبط مع الواقع الديستوبي المعاش، صحيح أننا لا نتطرق لمواضيع “تريند” بشكل مباشر، إلا أن كثير من حلقاتنا تقدم أفكار لتحليل أسئلة يطرحها التريند اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي و إن بشكل غير مباشر.. وكأمثلة أذكر هنا حلقات (سلطان زمانك، صندوق الدنيا، بيئة شامية، صوم سياسي)

ETSyria : هل تطور المشروع من النطاق المحلي للإقليمي العربي؟!

ديستوبيا : الوصول الأكبر للجمهور يكمن في النطاق السوري، خاصة مع محدودية وصول المحتوى السوري خارج إطار بلاد الشام، ومع ذلك نحظى بقبول كبير لدى الشارع العربي من مصر والخليج وموريتانيا والمغرب العربي.

ETSyria: توجهتم للجمهور العربي انطلاقاً من الاسم، فهل الأولوية للمواضيع التي تهم العرب أم السوريين على وجه التحديد؟!

ديستوبيا: لا نحدد في الحلقات أن جمهورنا سوري، لكن ضميرنا الأخلاقي يحتم علينا الانطلاق من الموضوع السوري وتعميمه ليناسب العرب بالعموم. كما لا يمكننا التغاضي عن أن الملف السوري هو الأكثر تعقيداً في المنطقة. وأخيراً، بالمحصلة، من الواضح أن كثير من بلدان المنطقة تشترك بنفس الوضع الديستوبي..

ETSyria: هل أنتم مشروع تجاري ناجح، أم ما زال في الإطار النفعي؟!

ديستوبيا: الحقيقة المشروع بصيغته الحالية هو مشروع غير ربحي بامتياز..نحضر الحلقات في أوقات الفراغ، التصوير يتم في كراج، و نغطي التكاليف بشكل شخصي.. سواء كان ذلك معدات، كتب أو حتى نفقات تصوير خارجي.. عندما صورنا حلقتين في فنلندا، كما نعاني قليلاً من تحقيق انضباط في نشر الحلقات، ما يغيّب الدورية التي تحقق نمو أكبر في المشاهدات. وذلك لصعوبات الحياة والتنقل واعتمادنا على جهود فردية بالكامل.

ETSyria: هل تخططون لإيجاد جهة ممولة أو الاندراج تحت اسم قناة ثانية، أم تسعون للحفاظ على الطابع المستقل؟!

منفتحين على جميع الاحتمالات، لكن بشرط أساسي هو عدم فرض التوجيه أو التدخل في المحتوى، فحريصين على الموضوعية وعدم نشر التفرقة. وأي دعم قد يحقق انتشار أكبر وبالتالي فائدة أكبر.