يا مختار: كيف حالن حبايبنا!!

ثلاث تجارب شبابية انتقلت من الموهبة إلى الاحتراف عبر مايك الإذاعات الخاصّة فكان لها نصيباً خاصاً من محبة الجمهور وثقته فكان هناك “سلام ابراهيم وباسل محرز وقصي عمامة”

طفل الإذاعة المدلّل.. سلام ابراهيم

عندما بدأت شام اف ام مشوارها وزيّنت هيام الحموي صباحات ومساءات السوريين بصوتها الناعم المحبّب إلى القلوب، بدأت بتدريب الخامات الشّبابية الّتي قدّمتها الإذاعة فكان منها صوتاً شاباً مسالماً قريباً يدعى “سلام ابراهيم”

سلام ابراهيم صوت ينبض بالشّباب

يُطل عبر المايك حاملاً معه خامته المتميّزة الشّابة المعاصرة والقادمة من زمن آخر في نفس الوقت، فيطرح أسئلة وجودية عبر برامجه، يناقش ويحلل ويطرح حلولاً ويستمع، حيث قام بتقديم العديد من البرامج الشّبابية مثل “كرت أحمر” “أسبيرين” و”كيف حالون حبابيبنا” الّذي أُذيع بصوت سلام ما بعد الحرب! فكان خير أنيس.
أطلّ عبر التلفزيون وأجاد في تقديم نشرات الأخبار وبرنامج “بالنسبة لبكرا شو” لكنّ خصوصيّة صوت ابن الإذاعة هي الّتي بقيت راسخة في أذهان المستمعين، فمسيرة تقديم إذاعي ما بين 2007 و2013 ليست بقليلة، وجديرة بأن تُبقي خامته سبّاقة في اختصاصه الإعلامي.

سلام ابراهيم وتنوّع في الأداء

البرامج الحوارية من اختصاصه ومهارات الاستماع الّتي أظهرها في تعاطيه مع المتّصلين من اختصاصه أيضاً، أضاف بعدها إلى رصيده الإعلامي تقديم نشرات الأخبار بخامة مختلفة وأسلوب يتناسب معها ليثبت أنّه إعلامي متعدّد، هذا غير البرامج الصباحيّة والخدميّة فكان سلام ابراهيم قادراً على التنوّع في الأداء والتقديم، إضافةً إلى أنه حائز على إجازة مدرّب من البورد الألماني ما مكّنه مؤخّراً من إجراء ورشات تدريبيّة في التّقديم الإذاعي والتلفزيوني.

سلام ابراهيم وغياب لا بدّ من إنهائه

منذ أعوام والإذاعات السّوريّة تقدّم طاقات شبابيّة في الإعداد والتقديم وشتّى المجالات، من البرامج ما استمرّ وشكّل حالة لطيفة في عالم الإذاعة، منها ما كان مؤقّتاً، ومنها ما كان محبّباً إلى القلوب، وأخرى لم تصمد لولا انتشار وسائل التواصل الّتي كانت غطاءً للإذاعة وبذلك ظهرت لصالح التّجارب غير الجيّدة وأنقذتها من النّقد اللّاذع.
الإذاعة تتّسع للجميع ولكن هناك أصواتاً كالأسبيرين وأسلوب تقديم لا يمكن رفع كرت أحمر في وجهه والجدير بنا أن نسأل سلام “كيف حالون حبايبنا؟؟ ” وهل من عودة قريبة تُعيد لشام إف إم عشّاقها؟

المختار.. باسل محرز

عبر المدينة ظهر صوته ودخل إلى كل بيت سوري بعد منافسة لا يستهان بها عبر برامج للمواهب الإذاعية في إذاعة صوت الغد اللبنانيّة. منذ أن أعلنت المدينة إف إم افتتاحها وهي صديقة دربه الّذي عبره خطا خطوهُ ليتحوّل إلى مختارها عام 2011.

باسل محرز وإمكانيات إذاعية

من الطّبيعي أن يكون الإعلامي العامل في الإذاعة قادراً على جذب أذن المستمع من خلال مرونة صوته، ومخارج حروفه، وباسل محرز يستطيع أن يجذبنا بصوته من خلال مقدمة البرنامج فيحوّل المقدمة باللغة العربية الفصحى إلى أهم محاور لقاءاته ويسحبنا بصوته حتى نتخيّل ما يقوله بأكثر الصّور إبداعاً، علماً أن برنامج المختار يحمل من القضايا ما هو على مستوى كبير من الأهمية سواء بما يخص الوضع الخدمي أو السياسي أو الفني في البلاد.

باسل محرز ورأي مستقل

استضاف باسل عبر مسيرته الكثير من المعنيّين بكافة الشؤون في سوريا، فعلى المستوى الخدمي استضاف أهم الأسماء لمناقشة واقع المياه والكهرباء والمستشفيات والتعليم المدرسي والجامعي بأسلوب دسم وبطريقة طرح مختلفة وجريئة جعلت اسمه لامعاً في عالم الصّحافة ولا بدّ أنّ ملف شراء شهادات التعليم الجامعي وبيعها من أهم الملّفات الّذي قام بطرحها خلال مسيرته، ولعلّ آخر ما تم تداوله هو استنكاره لحفلات التّعبير عن الفرح أمام محطات الوقود في ظل أزمة المحروقات، الأمر الّذي أيّده عليه نسبة كبيرة من الجمهور.

باسل محرز وثقة المشاهير

رغم صغر سنّه إلّا أنّ الظّهور عبر برامجه مُغرٍ بالنسبة للمشاهير على اختلاف جنسيّاتهم واختصاصاتهم ومراحلهم العمريّة فعند دعوة القديرة منى واصف للقاء وجدناها باسمها الكبير مُلبية للدعوة وبعد غياب النجم قصي خولي لسنوات عن سوريا نجده قد أطلّ باللّقاء الأوّل والوحيد مع باسل، هذا غير الأسماء الأخرى الّتي لا تمل من الظهور معه وتكرّر التجربة لمرات عديدة نظراً لمناقشته الحقائق من جوانبها المختلفة والتّجدد في الطرح وعدم التّكرار.
كل هذا وذاك أسباب كافية ليكسب باسل ثقة المشاهير عدا عن اهتمامه بالتجارب الشّبابيّة والّتي هي بحاجة إلى احتضان ودعم.

قصي عمامة النبض مستمر

من خلال إذاعة شام أف أم تمكنّ قصي عمامة من الحضور بصوته عبر برامج الإذاعة السورية التي مزجت الخبر السياسي بالفن، وتمكنت خلال مسيرة تجاوزت الاثنا عشر عاماً من إطلاق مجموعة من الأصوات الإذاعية التي باتت تنافس عربياً وبقوة

قصي عمامة: متمرد من قلب العاصمة

لم يكن المذيع الفلسطيني الوحيد في سوريا، ولكن قصي تمكنّ من حفر رنة صوته في أذهان مستمعي شام أف أم في سنوات الصراع السوري، وكأنّ المستمع يتمسك بقشة أمل، كان صوت قصي المحارب من قلب العاصمة في سعيه لاستضافة أشخاص وطنيين كما يصنفهم وإعطائهم المجال للحديث من منبر إذاعي، في فترة غليان الشارع واختلاط المفاهيم عليه. فكرّ قصي في التغريد خارج السرب والعمل على الإعلام كرسالة وليس كتنظير لن يثمر في إقناع الجمهور بما يقدّم.

قصي عمامة: رحلة مستمرة إلى الخارج

هكذا بدأ من إذاعة الشام، وكمراسل لإذاعات عربية قبل أن يحلّ صوته على راديو اليرموك 63 الذي يهتم بأخبار المخيمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينين مع حمله لهم اللاجئين السوريين الذين صادفهم في رحلته داخل تركيا حيث يقيم. فغاب صوت قصي عن الأثير السوري لكنّه بقي حاضراً في نبض القلوب حين تسمع باسمه.

19/يونيو/2019 تم إعلان الحلقة الأخيرة من المختار فهل سيطول الغياب؟ وهل ستتغيّر صيغة السؤال ليغدو “كيف حالون حبايبنا يا مختار؟”