هل يسرق الممثلون مِهن غيرهم دون رقيب؟

بقلم: كرم صايغ

تخيل عزيزي القارئ أنك يوماً ذهبت لميكانيكي سيارات لتقوم بتعديلاً على قصة شعرك أو أنك زرت مهندساً لتصليح أسنانك أو أنك سارعت لطبيب ليسعفك بنصيحة لتعديل بأثاث منزلك!!

أفكار لا منطقية وهي مستحيلة أساساً وستقول ضمنياً أن هذا الإنسان تعدى على عمل غيره.

هذا حال الإعلام اليوم وفي زمن باتت فيه فرص عمل الإعلامي ضئيلة رغم توسع ساحة الإعلام وانتشارها حتى على منصات التواصل الإجتماعي، وغزارة القنوات التلفزيونية. بات ملحوظاً أن فسحة التوظيف مازالت شبه نادرة لخريجي الإعلام في جميع الإختصاصات، فحيث يكون توجه الإعلامي بعد التخرج هو البحث عن شاغر وظيفي ضمن مكتب معين في قناة معينة. إلإ أن أحلامه بأن يكون جزء من الشاشة هو حلم صعب المنال في زمن تبحث فيه القنوات التلفزيونية عن شخصية مشهورة في مجال الدراما، ليكون مقدماً لبرامجها رغبةً منها بجمع نسب مشاهدات أعلى، و عنصر المفاجأة يكمن بنجاحات ملحوظة للبرنامج وإستجابة إيجابية من قبل المشاهد ولكن دون استيعاب للخطورة التي ستودي بالإعلامي إلى حافة الهاوية.

غالباً ما يُقدم الممثل لمثل هذه الخطوة حينما يشعر في بعض الأحيان بأن شعبيته قد تناقصت أو أن شعبيته الضخمة ستقوده لكسب حزمة أكبر من المال عن طريق تقديم البرامج. وبين المسألة الأولى والثانية يثور جدلاً بين الإعلاميين معبرين عن رفضهم لما تقوم به إدارة القنوات بتبنيهم لمشروع يكون فيه الممثل هو المُعِد والمقدم في نفس الوقت مفترساً لقمة عيشهم، رغم أن لمثل هذه القضية ضرر سيقود إلى سيطرة الدراما على ساحة واسعة من الإعلام وتُضعف دور الإعلامي نفسه بالمجتمع الذي طالما كان صوتاً رناناً يصدح ليقدم قضية، وغالباً ما تكون بصوت خضع لتدريبات استمرت لسنوات ولإمتحانات تؤكد قدرة وتميز هذا الصوت ليكون إعلامياً صاحب قضية ومبدأ، لتقتصر مساحة هذا الصوت في مجال الإذاعة عبر تهميش بات مقصوداً من قبل القنوات التلفزيونية رغم وسامة وحُسن بعض الخريجين و الخريجات.

سؤالاً واضحاً سيحضر على بالنا ما هي المزايا المتوفرة لدى الممثل التي لا يمتلكها الإعلامي رغم مثابرته لأعوام لإتقان فن الحوار وكيفية طرح الأسئلة وبحثه عن كيفية إعداد البرامج؟ وما هي غاية الممثل نفسه ليفتح باباً لمدخول إضافي رغم إرتفاع أجور الممثلين وقد تتجاوز ما سيحصلونه من خلال البرامج؟