هذه هي مسلسلاتنا.. فأين هي الشاشات؟


كتب طارق العبد

أقل من عشرين يوماً هي المدة المتبقية لماراثون السباق الرمضاني السنوي وسط إشارات عن موسم درامي سوري متضارب بين أعمال حجزت مواعيد للعرض بصعوبة وأخرى ستكتفي بالشاشات المحلية.

الفنان القدير حسام تحسين بيك يطلّ في مسلسلي “كونتاك” و”غفوة القلب”

وتباعاً بدأت مختلف القنوات العربية تكشف عن برمجتها لشهر الصوم وسط انفراجات متعددة على صعيد الأعمال السورية الصرفة، فيما تكتسب الدراما المشتركة أو ذات اللمسة السورية طابعاً مختلفاً بحكم معايير المنتجين والفضائيات. وفيما كان لافتاً إعلان تلفزيون “دبي” عن عرضه لمسلسل “سلاسل دهب” وهي المرة الأولى منذ اربع سنوات التي تضع فيها المحطة الاماراتية عملاً سورياً على مائدتها الرمضانية، بات من المؤكد أن كلاً من “عندما تشيخ الذئاب” و “مقامات العشق” قد حجزت مكانها على خارطة  قنوات “أبوظبي”، والتي توسع بيكار مسلسلاتها لصالح “دقيقة صمت” العمل الذي تداولته الصحافة بكونه سيشكل عودة للدراما السورية إلى كبرى الشاشات  لكن المعلومات  تفيد بعرضه على الجديد اللبنانية وحسب.

الفنانة هيا مرعشلي تشارك في مسلسلي “دقيقة صمت” و “مسافة أمان”

بينما  ستفتح المؤسسة اللبنانية للإرسال أبواب الحارة الشامية بنسختها المطورة للمرة العاشرة ، كما أصبح من شبه المحسوم غياب الأعمال السورية عن خارطة “أم بي سي” لصالح المزيج اللبناني العربي المشترك بنص أو إخراج أو ممثلين سوريين، كما لم يعرف ماهي خيارات محطة “بي ان دراما” القطرية.

في المقابل تبدو حظوظ مسلسلات من قبيل “مسافة أمان”، “أثر الفراشة”، “ناس من ورق” وأيضاً “ترجمان الاشواق ” و”هوا أصفر”  (الاخيران مؤجلين من الموسم الماضي) أقل لناحية التسويق في المحطات العربية رغم ما يتردد عن دور للقنوات المحلية في العرض وهو ما يتوقع بالنسبة لعملي “مسافة أمان” و”كونتاك” اللذين سيعرضان على شاشة “لنا” والتي كان لافتاً إعلانها عن عرض “حرملك” أحد أضخم الانتاجات لهذا الموسم .

النجمة كاريس بشار تلعب بطولة مسلسلي “مسافة أمان” و”سلاسل دهب”

ولكن وبنظرة أكثر تفصيلاً يمكن طرح السؤال التالي : مالذي تغير هذه السنة ؟

الجواب ببساطة لا شيء، فقواعد التسويق بالنسبة لشركات الإنتاج مازالت كما هي معتمدة على العلاقات الشخصية للمنتجين مع الفضائيات ومحاولة البيع بالنسبة للبعض مهما كان السعر ولو بالساعات الأخيرة.

لكن عوامل أخرى يمكن ملاحظتها هذه السنة، فحصيلة الدراما المصرية المنافسة لم تتجاوز  خمسة وعشرين عملاً مع انسحابات متكررة لنجوم الصف الأول في المحروسة، فيما لجأت “أبو ظبي” لتكرار تجربة مسلسل “المهلب” أي استغلال فروق العملة والمعدات والمشاهد الخارجية لتنفيذ أعمال من إنتاجها في سوريا وبمشاركة نجوم من البلاد العربية مع خبرات الفنيين في الداخل السوري، ولعل سياسة شد الأحزمة التي تنتهجها الفضائيات عموماً سترجح نسبياً كفة الدراما السورية مقابل الأجور العالية للمسلسلات المشتركة او المصرية  وحتى الخليجية .

النجم سلوم حداد يلعب بطولة مسلسلي “عندما تشيخ الذئاب” و”الحب جنون”

ليبقى الرهان على دور الشاشات المحلية في تعويض النقص من تسويق الأعمال على شاشاتها في محاولة لاستنساخ تجربة مصر في العرض المحلي قبل الاتكال على العرض في القنوات العربية .