لا أمهات يليق بهنّ هذا العيد!

بقلم: سالي حجازي

كم تعيد لنا هذه الأغنية ذكريات الطفولة البسيطة، عندما كنا نستمع لها ونضحك عند مقولة “كم جوز جرابات رقعتيلي” بل وربما كنا نستمع لها انتظاراً لهذا المقطع، وقد يكون سبب ضحكنا ارتباط الأغنية بالمسلسل الكوميدي (ملح وسكر) هكذا كانت الأغاني، بسيطة صادقة تحملك كلماتها إلى حيث تكون “ست الحبايب” وتأتي بها إليك مهما كانت المسافات بينكما.

لكن وفي عصر التواصل الاجتماعي وحيث أصبح وجود والدتك بجانبك ورؤيتها لا يكلفك أكثر من اختيار أيقونة الفيديو، أصبح الحديث عن الأم سلعة رائجة في عيدها، والأمر هنا لا أعني به العروضات التجارية المطبخية ولا الألبسة النسائية والتنزيلات الوهمية للأم في عيدها، فهو أمر قد بدأ قبل أعوام عدة واعتدنا عليه.

تشكل أغنية “يامو” من الأغنيات الشهيرة لعلافة الأم بابنها

فيديوهات تنتشر منذ بداية آذار وتحت مسمى الساخر والكوميدي يتم الاستهزاء بقيمة الأم وتصويرها كلاهثة خلف هدايا أبنائها، الأمر الذي بات مزعجاً وغير مضحك إطلاقاً، وفي يوم الأم تنهال علينا معايدات من قبل الجميع لأمهاتهم عبر الفيسبوك والأنستغرام ولا سيما الشخصيات الفيسبوكية الشهيرة التي تتحفنا بقدرتها على النسخ واللصق الكلامي، عداك عن مقالب -منحطة- يقوم بها الأحفاد تجاه جداتهن كجعل هؤلاء الجدات يستعملن وسائل تقنية حديثة لا يعرفن عنها شيئاً ونشر ذلك على الفيسبوك لكسب أكبر عدد من ال (أضحكني) على شخص لا يعلم ما الذي خبأه له (الأغلى من الولد).

رسم كاريكاتوري ساخر

نأسف أننا كبرنا وافترقنا بعد أن باعدتنا الطرق والحدود فنسلي النفس بتشابه أحوالنا ونقطع الوقت بسكين جراحنا وبعدنا، عبر شاشة نحاول جعلها وسيلتنا للنسيان في هذا اليوم، لتطالعنا نكات سمجة من شبان ماقدروا قيمة وجودهم مع أمهاتن، فلا نجد سوا أغنانينا القديمة عزاءاً لنا، فبساطة الكلمات تمسنا الآن أكثر، تمر على قلوبنا كقطعة بلّور ٍ ملساء تخترقنا حتى العمق وتزيد نزيف آلامنا أكثر.

في عيد الأمهات وفي عصر التواصل الاجتماعي وحساب القيمة الشخصية بعدد اللايكات، لكل أم نقول “ضاعت الترباية فينا يامو” كنتِ تستحقين الأفضل منا.