هل ستقوم يم مشهدي بقلب المقاييس؟

بقلم محمود المرعي


منذ خمس سنوات وجمهورها في حالة انتظار، وترقّب لنص جديد لتلك الكاتبة الّتي جسّدت معاناتهم وأفراحهم وقضاياهم وسخريتهم من واقعهم والحياة الّتي يعيشونها، فكانت حواراتها كالمادة الخام للأحداث اليوميّة دون مواربة أو مراوغة، ليُعلن وبشكل مفاجئ عن عودتها بعمل درامي جديد ولكن!! مسلسل “عربي مشترك”.

يم مشهدي وأسلوب خاص

النجمة دانا مارديني من مسلسل “قلم حمرة”


منذ أعمالها الأولى أثارت يم مشهدي الجدل، بجرأتها بالطرح من ناحية، ورسمها للحوارات من ناحية أخرى. لدرجة يستطيع المشاهد تخمين أنّها الكاتبة حتّى لو لم يقوم بقراءة اسمها على الشارة، فالحوارات الحياتيّة اليوميّة لعبتها، وقامت باستعراضها من خلال “وشاء الهوى” و”يوم ممطر آخر” لتتجلّى وبشكل واضح في “تخت شرقي” الّذي كان البوابة لأسلوب درامي جديد، ومخاطرة للنجوم الّذين شاركوا فيه بحيث أن هذا العمل غير قائم على تطوّر الأحداث بين حلقة وأخرى، لتغيب يم وتعود بعد أربع سنوات “بقلم حمرة” ليكون بمثابة المرآة الّتي يمكن للسوريّ أن يقف قبالتها وتفسّر له ما يشعر به فيفهم ذاته ويفهم المحيطين به من كل جانب، فيجد نفسه مقتبساً كلمات “ورد” على مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات وحالات وقصص أو حتّى إعادة سرد, لتغيب يم مرّة أُخرى وتختفي عن الإعلام وتعود من خلال “بروفا” الموسم القادم.


يم مشهدي وابتعاد عن الأضواء

الفنانة القديرة مها المصري من مسلسل “تخت شرقي”

تكتب، وتورّط جمهورها بمناقشة نصوصها وتبتعد, لا تعلّق ولا تظهر في المناسبات،أو حتّى في لقاءات تلفزيونيّة. على مواقع التواصل تظهر وتختفي، كمن يعرف أنّه ارتكب جرماً ما. لكن في حالة يم فجرمها جميل، وهي الإلقاء بمتابعي أعمالها في دوّامة الأفكار، ودفعنا لاتّخاذ قرار ما تجاه حياتنا وما يحدث معنا فيها. جزء كبير منّاً يفضّل لو يناقش أفكار أعمالها معها فكرة فكرة، لذا نتمنّى أن تظهر بأي وسيلة إعلاميّة. فهل سيحدث “بروفا” بنا هذا الأثر العميق الّذي يجعلنا نودّ نقاشه معها؟؟

يم مشهدي والمرأة

الفنانة الكبيرة سمر سامي من مسلسل “يوم ممطر آخر”


جليّ في كل أعمالها دعم يم الدائم للمرأة، تحريضها على اتّخاذ قرارات حاسمة مع عائلتها، مع مجتمعها، مع أصدقائها ووسطها الاجتماعي. فناقشت في نصوصها جميع الأحكام الاجتماعية على المرأة والتّصنيفات الّتي تتعرّض لها، سواء أكانت متزوجة،عزباء، مطلّقة، أرملة أو حتّى أجنبيّة، فكيف ستعبّر يم عن المرأة في عمل درامي مشترك؟ خصيصاً أنّه أهم ما ذكره النّقاد في تصنيفهم لهذه الأعمال هو فقدانها للهويّة.

أخيراً.. يم كاتبة محترفة ونحن نثق بها وبقدرتها على قلب المقاييس. فإن نجحت هذا ليس غريباً عنها، وإن لم تنجح فنحن نحبّها رغم ذلك، فهي تملك من الرصيد الفنّي ما يجعلنا نتغاضى عن تجربة واحدة غير موفّقة والعرض هو الذي سيحدد النتيجة.