جرد سنة 2018.. بعُرف الدراما السورية!!

العام على مشارف الانتهاء، وقوائم الجرد ترحّل قيودها الأخيرة، فالشركات والمطاعم والتّجّار يعلنون عن ميزانياتهم الختامية، وليس التجار فحسب، بل حتّى البشر من حولنا يحسبون ما الّذي كسبوه في هذه السّنة وما الّذي خسروه، بحيث لا يقتصر الجرد على الأموال فقط! بل يشمل الأماكن، الأغاني، المشاعر، الأشخاص، لحظات السعادة ولحظات الحزن.
بما أنّ الجميع يقوم بالجرد، لماذا لا نقوم بجرد درامي يسوقنا إلى مواطن القوة ومواطن الضعف في درامانا؟؟


أوّلاً: رأس المال


جميعنا نعلم أنّ درامانا قائمة أساساً على رأس مال بغاية الأهمية وهو “المورد البشري” فنجومنا من ممثّلين وكتّاب ومخرجين وفنّيّين يمثّلون بطاقات رابحة لما يمتلكونه من طاقات وأفكار وهو الأمر الّذي قامت عليه درامانا منذ نشأتها برغم عدم تواجد عدد كبير من شركات الإنتاج، لكن وجود أسماء كبيرة بغاية الأهمية مازال موجوداً وإن قمنا بذكر أسمائهم لن ننتهي، وظهور وجوه جديدة واعدة ومبشّرة لا يمكننا تجاهله مثل: رشا بلال، بلال مارتيني، هبة زهرة، رامي أحمر، توليب حمودة.
بالطبع لا يمكننا إغفال دور شركات الإنتاج حتّى وإن كانت على سويّة مختلفة لكنّ الجميع يحاول!
(غولدن لاين- قبنض- شاميانا- الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون- سما الفن- مارس) والشركة الأكثر جرأة “إيمار الشّام” الّتي قامت بتصوير مسلسل سوري خالص تقريباً بتكاليف إنتاجيّة عالية.
هناك بعض الشّخصيّات لم تشارك في عمل سوري خالص منذ سنوات مثل: تيم حسن، قصي خولي، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، فهل ممكن أن يؤثر ذلك على رأس المال بالخسارة؟
خسارات حقيقيّة شهدناها برحيل الكاتب والروائي الكبير حنّا مينة، الفنان القدير توفيق العشّا، النجمة دينا هارون، والمخرج الشّاب مازن السعدي.


ثانياً: الموجودات الثّابتة


مازالت الأكاديميّة الرسميّة الوحيدة لتخريج الفنّانين مستمرة، فالمكان موجود، والطّاقات موجودة، لكن ماذا عن تصريحات نجمة كسلافة معمار بأن المعهد العالي للفنون المسرحية لم يعد كما السّابق؟ وهل وجود منصّة تدريب واحدة في المعهد لجميع الأقسام لا يعيق أداء الطّالب الّذي قد يصبح نجماً في المستقبل؟
أماكن التصوير لم تقتصر على العاصمة هذه المرّة، فقد شملت مدينة حلب بعد انقطاع طويل من خلال مسلسل روزنا، مدينة السويداء من خلال وحدن، اللاذقيّة من خلال المهلّب.
لبنان مازالت ضمن خيارات التصوير في العديد من الأعمال، والإمارات أيضاً والعمل الأبرز “هارون الرشيد” وكوما” الّذي تقاسمته الأماكن والبطولات والكتابات والإخراج وكل شيء.
أما عن “الواق واق” تم تصويره في أحضان الطّبيعة التونسيّة.


ثالثاً: الموجودات المتداولة


بعض الأعمال استطاعت أن تنال نصيبها من العرض، وتحوّلت إلى موجودات جاهزة في صندوق المنتج، فحريم الشاويش رغم مساوئه العديدة لاقى نصيباً من العرض على ست قنوات واحدة منها سوريّة فقط!
هارون الرشيد وأكثر من عشر قنوات للعرض، وربما لأنه حقق الشّرط التسويقي حاليّاً وهو وجود نجوم من كل أنحاء العالم العربي.
علماً أن المقارنة بين العملين غير محتملة أبداً، لا من خلال النص ولا الإخراج ولا التمثيل لكن هناك شيء غير مفهوم يحدث، وقوائم الجرد لم تتوصّل إلى تفسير علمي لها!
وكالعادة.. أعمال لم تلق نصيباً من العرض، وأعمالاً عرضت على محطّات مشفّرة.
حالة العرض الأبرز لهذه السّنة هي مسلسل “سايكو” الذي تم تأجيله لعدة سنوات وذلك بخطوة جريئة من محطّة “لنا” الّتي تمّ افتتاحها هذا العام بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، حيث كانت المبادرة في إنقاذ عمل سوري كاد أن يُنسَى تماماً، ومبادرة أيضاً في عرض أهم مسلسلات الدراما السّورية القديمة بصرف النظر عن الشخصيّات المشاركة فيها وتوجّهاتها السّياسيّة وهو الأمر الّذي استطاعت أن تتفرّد به كمحطّة سوريّة.


رابعاً: الموجودات الجاهزة


بما أن الجميع يشتكي من عدم شراء الأعمال السورية بشكل عام فهذا يعني أن شركات الإنتاج خاسرة نسبياً وبالنتيجة الممثّل السّوري يضطر حاليّا إلى التّنازل عن نصف أجره أحياناً، واستغلال بعض المنتجين له لا يخفَى على أحد. وربما لذلك قام البعض منهم بالمشاركة في الأعمال التّابعة لشركات إنتاج غير سوريّة بحيث الأجور مرتفعة والأعمال مسوّقة بالشّكل الصّحيح ورأيه السّياسي غير مهم.


خامساً: الدّائنون


نجوم وشركات إنتاج غير سوريّة تنجح أعمالها على حساب النجم السّوري الخارج أساساً من حسابات رأس المال كما ذكرنا سابقاً، خصّيصاً وأنّ الأمر لم يعد مقتصرا على الممثل فقط، بل شمل الكتّاب والمخرجين وطاقات فنّيّة أُخرى.
ملاحظة: الصاعدون والصاعدات خارج الحسابات وقد يكونون ضمن “مواد استهلاكيّة”

 

أخيراً، هل الدراما رابحة لهذا العام؟، وما الأقوى يا ترى؟ ميزان الأرباح أو الخسائر؟
في كلتي الحالتين نحن متفائلون لأن رأس المال ما زال قائما حتّى وإن كان موزّعاً فيمكن تحصيله من جديد، أما من أخذته الأقدار فستبقى روحه حاضرة في كل عمل نشاهده له.
وكل عام وأنتم بخير..