اعترافات زوجيّة على الملأ

ضمن فعاليات يوم الثقافة جمعت خشبة القبّاني زوجين يحاولان تكوين حياتهما من جديد بعد ادّعاء الزوج “جمال السّاحلي” فقدان ذاكرته إثر ضربة من الزوجة “لينا” الّتي أرادت هجره قبل وقوع الحادثة، فتحاول بدورها استغلال وضع ذاكرته وتحكي له تفاصيل حياتيّة رائعة لم تكن موجودة في الأصل، حتّى يملّ الزّوج هذه اللّعبة وتبدأ مسرحيّة الاعترافات. فريق ETSyria كان بالقرب وأجرى لقاء مع نجوم العرض:


رنا جمّول: المسرّح يعرّي الفنان أمام نفسه

قدّمت بطلة “خواطر”، “هدنة”، “نبض” عرضاً جديداً مع المخرج والصديق “مأمون الخطيب” حيث لعبت دور “لينا”، وفي حديث معها قالت إن المسرح يعري الفنان بالتأكيد، لأنه لا يوجد لديه سوى نفسه على الخشبة، ويظهر للجمهور ما إذا كان قد حضّر جيّداً للدور أم لا، وعن سؤالنا عن ما الّذي يميّز عروض المخرج “مأمون الخطيب” عن غيرها أجابت “ما يميّز الأستاذ مأمون أنّه يعرف ما الّذي يريده، ويقدّم عروضه على حسب المرحلة الزمنيّة، ففي الحرب مثلاً قدم العروض بشكل تدريجي، أما عن اعترافات زوجية ارتأى أن يقدّم مسرحيّة بعيدة عن الحرب وتخصّ همومنا الاجتماعيّة”.

مالك محمّد: “اعترافات زوجية” بسيطة الطّرح، عميقة المضمون:

“جمال السّاحلي” الشّخصيّة الّذي جسّدها الفنّان “مالك محمد” هو الكاتب المرموق المعتدّ بنفسه والّذي ضحّت زوجته بنجاحها لأجل نجاحه.
عن العرض قمنا بسؤال مالك محمّد عن رسالة العمل إن وصلت أم لا فكان جوابه:
“بالتّأكيد، صحيح أن المسرحية مقتبسة عن نص فرنسي إلّا أنّنا قمنا وبالتعاون مع الدراماتوج “آنّا عكاش” بتبسيط مفرداته بشكل يجعله سهلاً خفيفاً على قلب المشاهد، وأنّ فكرة العمل هي الأسرة والمؤسّسة الزوجيّة الّتي تشكّل المجتمع في نهاية المطاف وهو الأمر الّذي يجعل وصول الرسالة سهلاً كون الفكرة تلامس الجميع” .
أما حول مسؤولية الفنّان المسرحي برفع نسبة روّاد المسرح قال “هذا همّ شخصي ويختلف من شخص لآخر، فالممثّل ليس من مهامه الترويج للعرض لأن جمهور المسرح هو ثابت، بل مهمّة الممثّل تكمن في تقديم أفضل ما لديه بشكل يجعل من أتى إلى المسرح صدفة يعاود المجيء إلى عرض آخر، وأرى أنّه من الضّروري تكريس جزء من التلفزيون لخدمة المسرح بآليّة تصويره وعرضه على الشاشة وعلى جميع القنوات ليس قناة واحدة فقط”.
عن أنانيّة الرجل العربي توجّهنا له بالسؤال: هل الرجل العربي أناني مثل جمال؟ فصرّح مباشرة “مئة بالمئة، لدى الرجل العربي حس أناني هائل لأن مجتمعاتنا تقوّم الأسرة على أساس أنّ أحدهم يتحمّل مسؤولية المنزل، والّتي غالباً ما تكون الأم، فيمكن أن تضحّي بطموحاتها لأجل زوجها وأولادها على عكس المجتمعات الغربية وهذا بالطبع ليس مدحاً بالغرب لأنّه قد يعاني بالمقابل من انحلال كبير في تركيب الأسرة، وعموماً كل تجربة لها خصوصيّتها ولا يمكن أن نعمّم نتيجة علاقة واحدة على جميع العلاقات”.

مأمون الخطيب: سعيتُ إلى التّكامل في العرض

مخرج العمل الّذي لم ينقطع أبداً عن المسرح، لم يبخل عليه، تحديداً خلال سنوات الحرب قدّم العديد من الأعمال المتماشية مع كل فترة كما ذكرت الفنّانة “رنا جمول” مثل : كلّهم أبنائي، نبض، هدنة، زيتون وغيرها.
سألنا المخرج عن سبب اختيار رنا جمول ومالك محمد لأداء الشّخصيات فوضّح أنّ الاختيار تم على أساس الشّراكة الفنيّة السّابقة، فغالباً ما يتم سؤاله عن سبب تكراره للشّخصيّات وذلك بسبب أنّه معجب بالكيمياء الأدائية بينهما والأخلاق المهنيّة العالية والأهم من كل هذا الموهبة وارتقائهما في العمل على تطوير الشّخصيّات والإضافة لها.
أما عن عنصر النجاح الأبرز للعرض قال إن التّقييم مخصّص للنقّاد، وإنّه حاول السّعي للتكامل الفني في العرض المسرحي فتعاون مع أشخاص ذوي خبرة فالموسيقى ألّفها “إياد جنّاوي”، والسينوغرافيا لـ “نزار بلال” و”ريم الشمالي” ، الإضاءة لـ “ريم محمد والمكياج: منوّر عقاد، ولذلك لا يمكنه تحديد العنصر الأبرز في هذا العرض.
بما أن ميلاد السّيدة فيروز لم يمر عليه سوى بضعة أيّام طرحنا السّؤال “في جميع عروضك، لا تفوّت الفرصة في إدخال أغنية فيروزيّة، لماذا؟؟
فأجاب ببساطة: “لأن فيروز لم تترك شيئاً إلا وغنّت عنه، فهي ضمن الوجدان والذّاكرة، وأتحدّى أن يكون هناك موضوع على وجه الأرض لم تتحدّث عنه، وبرأيي مقولة العرض “صباح ومسا.. شي ما بينتسى” تتناسب مع المشاكل الزوجية القائمة صباح مساء.

أخيراً، قدّم مأمون الخطيب عرضاً بعيداً عن الحرب، وكان بطلا العرض شغوفين به، أمّا الجمهور فأنصت إنصاتاً تامّاً للاعترافات واحداً تلو الآخر، فمتى سيجد المسرح جميع شرائح المجتمع تنصت له ساعة واحدة في السّنة كما تنصت للشاشات عشرات السّاعات في اليوم؟